بعد بدء زيادة عددها.. أعرف مصروفات kg1 للعام الجديد في المدارس الIPS    تعرف على أسعار البصل اليوم الجمعة 11-5-2024 بالأسواق    أسعار القمح اليوم.. الأردب يصل إلى 2000 جنيه    وزارة البيئة تناقش مع بعثة البنك الدولي المواصفات الفنية للمركبات الكهربائية    جوتيريش: الأوضاع في رفح الفلسطينية وصلت إلى الهاوية    "علم فلسطين في جامعة جورج واشنطن".. كيف دعم طلاب الغرب أهل غزة؟    القوات الروسية تشن هجوما واسعا على منطقة خاركيف في أوكرانيا    الاتحاد يختتم تدريباته بمعسكره المغلق استعدادًا للمقاولون    افتتاح فعاليات بطولة الجمهورية للفروسية فى نادي سموحة بالإسكندرية    بطولة العالم للإسكواش 2024.. نور الطيب تقصى بطلة هونج كونج    أنشيلوتي يرشح لاعبا من ريال مدريد للفوز بالكرة الذهبية    هيئة الأرصاد الجوية: انخفاض درجات الحرارة غدا    «الجيزاوي» يتفقد مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على سير العمل وجودة الخدمة    تشييع جثمان عقيد شرطة توفي فى حادث بطريق الزعفرانة ببنى سويف    نادية الجندي تنعى والدة الفنان كريم عبدالعزيز    انطلاق ملتقى تراث جمعيات الجنوب ضمن أجندة قصور الثقافة    محمد الشرنوبي يثير الجدل في حفل زفاف لينا الطهطاوي ومحمد فرج    خطيب الجامع الأزهر: دعوات إنكار التراث الإسلامي تستهدف العبث بعقول الشباب    وكيل «صحة الشرقية» يتابع أعمال إنشاء مبنى جديد بمستشفى الحسينية    أزمة الكليات النظرية    السكرتير العام المساعد لمحافظة دمياط يفتتح مسجد فاطمة الزهراء بالروضة    إفتتاح مسجدي نصار والكوم الكبير في كفر الشيخ    «مش طايق نفسي».. باسم سمرة يكشف رأيه في تعدد الزوجات (فيديو)    تركيب بلاط الانترلوك بالشوارع الضيقة بمركز منفلوط ضمن خطة التطوير    117 مشروعًا وبرنامجًا مع 35 شريك تنمية لتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا    منها القهوة والبطاطس المحمرة.. 5 أطعمة لا تأكلها أيام الامتحانات    أول تعليق من تعليم الدقهلية على تطابق امتحان العلوم للصف الثاني الإعدادي وتسريبه    الاتحاد الأوروبي يحتفل بالقاهرة بمرور 20 عامًا على تأسيسه    المفتي: من أهم حيثيات جواز المعاملات البنكية التفرقةُ بين الشخصية الاعتبارية والفردية    تربط شرق القاهرة بغربها.. محطات مترو الخط الثالث وموعد تشغيلها (من عدلي منصور لجامعة القاهرة)    مباشر مباراة الأهلي والزمالك الثالثة في دوري السوبر لكرة السلة    محافظ الأقصر ورئيس هيئة الرعاية الصحية يناقشان سير أعمال منظومة التأمين الشامل    الامين العام للأمم المتحدة يدعو قادة الاحتلال وحماس للتوصل إلى صفقة لوقف إراقة الدماء    خلال 24 ساعة.. تحرير 16 ألف مخالفة مرورية متنوعة    «تالجو ومكيف وروسي»..تعرف على مواعيد القطارات خط «القاهرة/ الإسكندرية» والعكس    ترغب في التخسيس؟- أفضل الطرق لتنشيط هرمون حرق الدهون    حفاران حطما الجدران.. كيف ساهمت مياه الشرب في إخماد حريق الإسكندرية للأدوية؟- صور    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم على مباني الأونروا في القدس الشرقية    الملتقى الأول لشباب الباحثين العرب بكلية الآداب جامعة عين شمس    سنوات الجرى فى المكان: بين التلاشى وفن الوجود    وزير الري يلتقى المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    الإسكان تناقش آليات التطوير المؤسسي وتنمية المواهب    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    فيلم السرب يفرض نفسه على شباك التذاكر.. رقم 1 بإيرادات ضخمة (تفاصيل)    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    صلاة الجمعة.. عبادة مباركة ومناسبة للتلاحم الاجتماعي،    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة السيسى لترويض المتطرفين في السجون قبل الإفراج عنهم
نشر في الموجز يوم 20 - 06 - 2016

مستشار الرئيس للشئون الدينية التقى سجناء ينتمون لجماعات متطرفة وناقشهم فى أفكارهم التكفيرية في إطار المراجعات
أبو السعد: الأغلبية لن تتراجع عن أفكارها مهما كان الثمن.. وموافقة الجماعات على المراجعات من أجل الإفراج فقط
بان: محاضرات الأزهري تتم بشكل دورى في إطار تهذيب وإصلاح السجناء ولا علاقة لها بمسألة المراجعات
عيد: فكرة المراجعات مجرد مواقف لحظية ووقتية للموجودين داخل السجون ولن يتخلوا عن مشروعهم الأصلي
الكتاتنى: المراجعات لن تحقق المرجو منها إذا تمت داخل السجون
-------------------------------------------------------------------
بعد أسابيع قليلة، من ظهور دعوة عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان، للتنظيم باتخاذ قرار بفصل النشاط الدعوى عن النشاط السياسى، مطالبا بتوسيع نطاق المراجعة الفكرية وتحديد أوجه المستقبل، خرجت معلومات جديدة على الساحة السياسية تؤكد وجود نية لدى الدولة بالإفراج عن العديد من المعتقلين على ذمة قضايا تتهمهم بالانضمام لجماعات إرهابية، وتم على إثر ذلك تنظيم محاضرات داخل السجون يقودها الشيخ أسامة الأزهرى الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والمستشار الدينى لرئيس الجمهورية، يتم خلالها مناقشة السجناء حول أفكارهم المغلوطة، وتصحيحها وتفنيدها، قبل خروجهم من السجون.
وفى الوقت الذي أكدت فيه مصادر من داخل السجون، قيام الشيخ أسامة الأزهري بالاجتماع مع شباب الإسلاميين وإلقاء محاضرات حول الأفكار التكفيرية المتشددة، نفى "الأزهري" فى بيان رسمي صادر عنه، ما تردد عن قيادته لمراجعات فكرية مع السجناء الإسلاميين، مؤكداً أن محاضراته داخل السجون دورية وليست المرة الأولى من نوعها، وأنها تأتي فى إطار التعاون الدائم بين وزارة الداخلية والمؤسسات الدينية من أجل حث السجناء على الانضباط والإصلاح والتهذيب وإسداء النصح سواء داخل السجن أو خارجه عندما يخرجون للمشاركة فى بناء وطننا الغالي بإيجابية تجاه المجتمع، وهو تقليد معمول به فى كل بلاد العالم وليست مصر فقط.
كما أوضح الأزهرى أن اللقاء المشار إليه وغيره من اللقاءات السابقة والتى نشرتها وسائل الإعلام فى حينه جاء بمناسبة دخول شهر رمضان المعظم لإعادة تأهيل النفس وجدانيا ومعرفيا وأخلاقيا وهو الأمر الذى التبس على وسائل الإعلام.
يذكر أن الحديث تم تناوله إعلامياً، عندما أشارت وسائل الإعلام، إلى أن الدكتور أسامة الأزهري ألقى محاضرات دينية داخل سجن "العقرب 2" لمجموعة من السجناء السياسيين ذوي الخلفية الإسلامية، تمهيداً للسعي إلى العفو عمن يتأكد تخليه عن الأفكار التي يحملها، وبحسب المصادر، فإن هذه المحاضرات حدثت بالفعل، وإن السجناء تناقشوا مع "الأزهري" حول ما يصفه بالأفكار التكفيرية وغير الوطنية لمؤسسي جماعة الإخوان حسن البنا وسيد قطب، وأن كثيراً من السجناء لا تجمعهم خلفية سياسية ولا فكرية واحدة.
وكانت مصادر قد كشفت عن أن وزارة الداخلية بدأت سلسلة مراجعات فكرية للمنتمين لجماعة الإخوان وتنظيم "داعش" الإرهابي فى السجون، فضلًا عن السجناء الشباب الذين يختلطون بالسجناء المتشددين ويتأثرون بأفكارهم، وأن هناك بالفعل لقاءات ومحاضرات تجري داخل السجون على ثلاث مراحل، حيث يتم تجميع السجناء المتوقع أن يتجاوبوا مع المحاضرات من كل السجون المصرية إلى مكان واحد هو أحد السجون بمجمع طرة، حيث تعقد لهم جلسات في "العقرب2"، ويأتي أسامة الأزهري أو غيره من شيوخ الأزهر ليلقي المحاضرات، وتجرى اللقاءات بترتيب قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية، وأنهم هم الذين يقومون باختيار من يحضر ، كما أن أغلب السجناء الذين يحضرون اللقاءات ليسوا أعضاء بجماعة الإخوان، بل منهم من يتبعون جماعات إرهابية ومتشددة أخرى.
دعوات الإخوان
وبين الحين والأخر تتعالى الدعوات المطالبة بشروع الدولة وجماعة الإخوان، في إجراء مراجعات وإصلاحات هيكلية وفكرية داخلية على نحو عاجل، وجاء من ضمنها دعوات من أسماء بارزة داخل الجماعة وبعض كبار مؤيديها، في وقت حاولت فيه الجماعة على مدى عقود أن تبقي أحاديث المراجعات أو الانتقادات داخل جدرانها فلم يخرج منه الكثير للعلن ومتى شاءت أن يخرج ذلك.
أحدث تلك الدعوات جاءت في مقالات كتبها عصام تليمة الباحث في جمعية قطر الخيرية عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والمقيم في تركيا والذي عمل مديراً لمكتب الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين وسكرتيراً خاصاً له على مدى سنوات حيث طالب "تليمة" بعزل جميع قيادات الصف الأول الحالية في جماعة الإخوان المسلمين بمصر لصالح جيل جديد من الشباب، وبالفصل بين العمل الدعوي والعمل الحزبي داخل الجماعة، وكذلك بتجديد أدبيات الجماعة ذات الطابع الإصلاحي لتتناسب مع "مرحلة العمل الثوري" الحالية بحد وصفه.
كما ذهب "تليمة" إلى ضرورة قبول أعضاء الجماعة للنقد الموجه إليهم وللجماعة باعتبار ذلك وسيلة لإصلاحها، بل طالب بإعمال مبدأ محاسبة قيادات الجماعة في مجال النجاحات والإخفاقات على السواء.
وتعليقاً على ما تردد حول المراجعات، رأى العديد من الخبراء، أنه يجب الترحيب بأي من تلك الدعوات وتشجيع نجاحها الذى يتوقف على عدة عوامل، وأن مستقبل المراجعات والجماعة يتوقف على الفصل بين الدعوي والسياسي، وتغيير البنية الفكرية والتنظيمية بالكامل كي تتراجع الجماعة عن ممارساتها.
من جانبه أبدى النائب عمر حمروش، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، ترحيبه بإجراء عملية مراجعات فكرية للعناصر الإرهابية المتشددة فى السجون المصرية، مؤكدًا على أن الفكر لا يعالج إلا بفكر آخر يفنده، مضيفاً أنه إذا تم عرض أمر المراجعات الفكرية على أعضاء اللجنة الدينية ستتم مناقشة الأمر لبحث سبل تنفيذه وآليات ذلك وما يمكن اتخاذه فى هذا الشأن، وبعدها سيتم التنسيق مع المؤسسات الدينية الكبرى التى لها باع طويل فى تلك الأمور كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، فضلًا عن وزارة الداخلية ومصلحة السجون.
بينما قال عوض الحطاب، القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، إن مسألة وجود مراجعات مع التنظيمات الحالية، يختلف تماماً، عما وقع مع الجماعة الإسلامية فى التسعينيات، خاصة أن قيادات الإخوان الحاليين لا يمكن التصالح معهم مرة أخرى، فهم سبب الإرهاب الذي وقع في مصر خلال السنوات الماضية، لأنهم يدركون ما يفعلون من تدمير للبلاد وتشريد للعباد، وهم ممولون من دول الأعداء التي تسعى لتدمير الإنسانية جمعاء، وعندما يأتى الخطر على أنفسهم يزحفون على بطونهم من أجل إنقاذ أنفسهم وليس لشيء آخر.
وأضاف أن مراجعات الجماعة الإسلامية، تمت بشكل علنى وكان يقودها الراحل اللواء أحمد رأفت مساعد وزير الداخلية، مع قيادات الجماعة فى ذات الوقت، ونجحت بالفعل وتم الإفراج عن كافة المعتقلين الإسلاميين، وهو ما يختلف حالياً حيث ان جماعة الإخوان قد وصلت بالفعل لسدة الحكم، وبالتالى عودتها للشارع من جديد سيجعلها تتحرك للوصول للحكم مرة أخرى.
بينما توقع إسلام الكتاتني، العضو المنشق عن جماعة الإخوان، فشل أية مبادرات تهدف لوضع مراجعات فكرية للجماعات الإسلامية، وشباب الإسلاميين، وعلى رأسها "الإخوان"، وما يدور داخل الجماعة حالياً يؤكد أنهم لن يستجيبوا لطرح المراجعات، فهم منشغلين بالصراعات الداخلية، والتى لن تنتهى رغم الانتخابات الداخلية التي تنظمها اللجنة الإدارية العليا للجماعة، ومن المتوقع أنها لن تضع كلمة النهاية للخلافات المشتعلة بين جبهتي الإخوان، حيث أن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام، لن يتنازل بسهولة عن منصبه، حتى بعد الانتخابات، خاصة وأن كل خيوط الجماعة في يده، وله نفوذ قوي.
وأضاف الكتاتنى أن المراجعات التى تتم داخل السجون، لن تحقق المرجو منها، لأن الجبهة التى يتزعمها "عزت" هى الأقوى عدديا وتنظيماً وماليًا، كما أن الإخوان بطبعهم يميلون للقيادة التاريخية، ومبدأ السمع والطاعة، وما يحدث داخل السجون فهو الى حد كبير يتم بين مشايخ الدولة وبعض الشباب الذى أوشك على الخروج بعد انتهاء مدته أو بعد العفو عنهم.
مواقف لحظية
كما أكد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، سامح عيد، أن فكرة المراجعات مجرد مواقف لحظية ووقتية للموجودين داخل السجون، ولن يتخلوا عن مشروعهم الأصلي، مضيفاً أن الإخوان شبه موافقين على مبدأ المراجعات، ولكن الإشكال في علانية التصريح، وكيفية مواجهة شباب الجماعة، وتسويق الفكرة، والتي تسعى إليها الجماعة الآن بتقليل العنف داخل الدولة، فهناك توافق خليجى إخوانى يقوم بتهدئة الأوضاع داخل الجماعة تمهيداً لقبول الفكرة، وبعد خضوع الجماعة للمراجعات الفكرية ستظل الأفكار كما هي، وسيظل المنهج المتبع من قبل حسن البنا، ولكن الهدف من المراجعات العودة لمربع مبارك والعمل مرة أخرى بهدوء، والتوافق مع السلطة السياسية وتدعيمها، كما أن فكرة مرسي والشرعية أصبحت طى النسيان، فربما يتعاملون مع الأجهزة الأمنية في الدولة في أي أعمال، فالجماعة على أتم الاستعداد لتقديم كل هذه التنازلات ولكنها لن تتنازل عن التنظيم خلال فترة الهدنة والسلام.
ويرى عيد، أن الحل الأمثل، هو من فض التنظيم نهائيا، والاهتمام بالتفاهم مع الأفراد المقدمين للتوبة ولم يتواطئوا في العنف، وجذب التنظيم ناحية العمل الاجتماعي، والمشاركة في جمعيات خيرية أو أحزاب سياسية ليس على أساس ديني، علماً بأن التنظيم ما زال يعمل بالفعل الآن والأسر والشعب مازالت مستمرة، كما أن الاجتماعات يتم عقدها بشمل منتظم وستظل مستمرة حتى بعد المراجعات الفكرية إن تمت.
وحول تصريحات مجدي العجاتي، وزير الشئون القانونية لمجلس النواب، التي أشار فيها إلى إمكانية المصالحة مع الإخوان الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء قال "عيد"إن ذلك بدأ بالفعل، وأن الآلاف من الإخوان سيخرجون من السجون سواء كانت هناك مصالحة أم لا بسبب عدم توافر أدلة كافية تؤكد ارتكابهم جرائم جنائية أو حتى انضمامهم لجماعة الإخوان، مشيرًا إلى الفرق بين التصالح مع أفراد لم يتورطوا في العنف وبين التصالح مع كيان الإخوان وأن الأخيرة تعني الاعتراف الرسمي بالتنظيم والعودة مرة أخرى لعقد صفقات معه.
جدير بالذكر أن مجدي العجاتي، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، قال إن مشروع قانون العدالة الانتقالية يستهدف أن يعود المجتمع المصري نسيجًا واحدًا، مشيرًا إلى إمكانية أن يكون هناك تصالح مع عناصر جماعة الإخوان ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء ولم تنسب إليهم أي أفعال إجرامية.
ومن جانبه قال أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن محاضرات الشيخ الأزهرى تتم بشكل دورى فى إطار تهذيب وإصلاح السجناء، ولا علاقة لها بمسألة المراجعات، مضيفاً انه يرحب بتيسير الدولة لعمليات المراجعات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين داخل السجون، وتوفير فرص النجاح لها، من خلال تخفيف الإجراءات الأمنية بالسجون وتخفيف حالة الاحتقان، لأنها فرصة للعمل على حالة من حالات السلم الأهلي والاجتماعي في مصر.
كما أكد بان، أن الدولة هي من تملك المقاربة الشاملة لقضية التطرف والإرهاب، ولا شك أنها تتعاطى مع هذه الظاهرة بما تستحقه وتحديد الوقت المناسب لذلك، وبالتالي تم فتح باب المرجعات الفكرية للجماعة داخل السجون والعمل على تيسيرها بما يتناسب مع مصلحة الدولة المصرية أولًا".
من جانبه قال طارق أبو السعد، إن بعض القيادات الفقهية قد تؤمن بالمراجعات الفكرية وتثق فيها وترتد عن أفكارها وبعضهم الآخر لن يتراجع مهما كان الثمن ولن يتنازل عن أي شيء من معتقداتهم، كما أن التاريخ لم يشهد قيام فرق بأكملها من الجماعة بالتراجع عن أفكارها، ولكن يمكن أن يتراجع أفراد فقط، ففى عام 1997 قامت الجماعة الإسلامية بمراجعات فكرية وفقهية؛ فنتج عنها نماذج طبقت هذه المراجعات مثل كرم زهدى وناجح إبراهيم، ونماذج أخرى لم يتغير فكرها أو عقلها، وذلك لإيمانهم بالمصدر الذي تلقوا عنه أفكارهم وبالتالى يصعب عليهم تقبل مسألة تغيير الفكر ليتناسب مع الظروف والمرحلة.
وأشار إلى أن الواقع الفعلي، يؤكد ذلك؛ فلم تعد الجماعة كيانًا واحد، وإنما انقسمت إلى أربع مجموعات أو فرق؛ فريقان يتصارعان على المال والسلطة وأحدهما يلتزم بالسرية والآخر ينتهج العنف بشكل واضح، وفريق ثالث يقف على الحياد وينتظر نتائج الصراع، أما الفريق الرابع فيتكون من الشباب الذين خالفوا القيادة منذ اعتصام "رابعة العدوية" ورفضوا المشاركة في هذا الاعتصام، مضيفاُ أن الدعوات التي تخرج تطالب بالمراجعات تؤكد أن التنظيم بدأ بالفعل في التفكك ولم يصبح على رأى واحد، وجماعة الإخوان لا يمكنها إجراء مراجعات، بخاصة في ظل وجود أعمال عنف، بالإضافة إلى أن التنظيم لم يعد له قيادة واضحة في الفترة الأخيرة، ولكن هناك صراعا بين عدة جبهات وهو ما سيجعل جميع دعوات المراجعة بلا قيمة.
أفكار الأزهرى
يذكر أن الشيخ الأزهري الذى يقوم بإلقاء محاضرات للسجناء السياسيين، يحمّل فى أغلب محاضراته سيد قطب مسؤولية "الأفكار العنيفة التي نشأت على يد الجماعات التكفيرية"، معتبراً أنه "أعرض عن تجربة علماء الإسلام في فهم الوحي واعتبره جاهلية واختار فهمه الشخصي وتصوراته الخاصة ليقدم أطروحته القرآنية التي استقاها من الخوارج ومنهم المفكر الإسلامي أبو الأعلى المودودي واستباحت تكفير عموم المسلمين".
ويعد الشيخ أسامة الأزهرى أبرز من يعول عليهم الكثيرون لتجديد الخطاب الدينى والنهوض به، وأولهم مؤسسة الرئاسة، عندما اختاره الشيخ على جمعة ليخلفه في خطبة الجمعة بمسجد السلطان حسن على الرغم من صغر سنه، حيث لم يكن يتجاوز عمره آنذاك 35 عاما على مدى 4 أعوام (2005- 2009) وهذا ما ينم عن معرفة وطيدة بذلك التلميذ، وتشكيله علميًا تحت عينيه، إلى الدرجة التي يستطيع أن يترك فيها موقعه على المنبر له، ويمضى مطمئنًا يباشر شئون الأمة بصفته مفتيًا لها.
من المعروف عن الشيخ الأزهرى، إيمانه ب"الصوفية" و"المذهب الأشعرية"، فكان دائمًا في خط المواجهة الأمامى ضد القوى السلفية، وضد الهجمة الشرسة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، وبعد ثورة 30 يونيو، تزايدت أسهمه على الساحة، فعين عضوًا بالهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، ونال لقب المستشار الدينى للرئيس.
ويقوم مستشار الرئيس الدينى، على مشروع كبير الآن، هو وضع إستراتيجية التجديد الدينى، بتكليف من الرئيس بعد دعوته ل"ثورة دينية"، تزيل التطرف والمفاهيم غير المتوافقة مع العصر من التراث الإسلامى، ويذكر أن الشيخ أسامة السيد محمود الأزهرى، عالم وخطيب وأكاديمى أزهرى ولد في الإسكندرية عام 1976، ونشأ في سوهاج بصعيد مصر، ويعد من أبرز العاملين على نشر الفهم المستمد من التراث ومفاتيحه ليحتوى الواقع المعاصر، ويقود التطبيقات اليومية والواقع المعيش، وذلك من خلال خطب الجمعة في القاهرة بجامع السلطان حسن، ومحاضراته في مختلف المحافل، ودروسه في رواق الأتراك بالأزهر الشريف.
وينادى الشيخ بعدد من الأفكار الجديدة، ويعمل على إحياء أفكار ونظريات إسلامية أصيلة ويروج لها من خلال مؤلفاته ومقالاته ومشاركاته العلمية في المؤتمرات المختلفة، ومن مؤلفاته: "إحياء علوم الحديث، والمدخل إلى أصول التفسير، والإحياء الكبير، وأسانيد المصريين، وجمهرة في المتأخرين من علماء مصر".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.