حمَّلت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الخميس، الأجهزة الأمنية، مسؤولية اختفاء المتحدث الرئاسي في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي. واختفى ياسر علي، المتحدث الرئاسي في عهد الرئيس مرسي، في ظروف غامضة، أمس الأربعاء، فيما لم تعقب وزارة الداخلية على ذلك حتى الآن. وفي تصريحات ل"المصريون"، قال رامي: "أحمل المسؤولية لأجهزة الأمن بصورة عامة، إذ أن شخصية بثقل ياسر على لا يمكن أن تختفى دون أن تكون هذه الأجهزة على علم بذلك". وأضاف "لا استبعد أن يكون لهذه الواقعة علاقة بزيارة السيسي التى تمت منذ أيام لمقر الأمن الوطنى، إذ أن شخصية بهذا الثقل لا يتم اتخاذ إجراءات ضدها إلا بعد اطلاع و موافقة السيسي شخصيا". والأحد الماضي أكد السيسي في لقاءه بضباط قطاع الأمن الوطني، أن الدولة ستقدم كل الدعم للقطاع، ل"رفع قدراته على مواجهة التحديات، وعلى رأسها الإرهاب". ولم يتسن للمصريون الحصول على تعقيب من الجهات الرسمية فيما أورده رامي من اتهامات، غير أنها عادة ما تؤكد على التزامها بحرية الرأي والتعبير والالتزام بالقانون والدستور. وتشير تقديرات حقوقية إلى اختفاء المئات قسريا من المعارضين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، صيف 2013. وياسر علي بدأ حياته كطبيب مصري، ثم تولى رئاسة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بعد ثورة 25 يناير، بقرار من رئيس مجلس الوزراء آنذاك هشام قنديل. حتى ذاع صيته وتردد اسمه؛ بعد تعيينه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خلال عهد مرسي. تولى علي، منصب المتحدث الرسمي ل"حزب الحرية والعدالة"، بعد تأسيسه وقبل اختيار خيرت الشاطر، عضو مكتب الإرشاد للدخول لسباق الرئاسة، استمر ياسر علي في منصبه كمتحدث رسمي للحزب بعد استبعاد خيرت الشاطر وترشيح محمد مرسي للرئاسة. وعُين متحدثا رسميا للرئاسة المصرية بعد فوز مرسي بالمنصب في انتخابات 2012. جاء تعيينه في هذا المنصب على خلفية توليه منصب المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة، حيث اختاره خيرت الشاطر وقتها، واستمر في الترشيح لذلك المنصب بعد استبعاد الأخير وترشيح مرسي بديلًا عنه. وفى مطلع عام 2014 تم القبض عليه عقب عزل مرسي من سدة الحكم، ووجهت إليه تهما عديدة منها التستر على هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء آنذاك، ومعاونته على الاختفاء عن أعين القضاء، والضلوع في تفجير مديرية أمن القاهرة، وقضى ما يقرب من عام في سجن العقرب، حتى تم إخلاء سبيله في شهر نوفمبر 2014. اختفى علي، عن المشهد السياسي بعد إخلاء سبيله، ولم يظهر في أي وسيلة من وسائل الإعلام، إلا خلال الأسبوع الماضي، في مداخلة مع موقع قناة الجزيرة القطرية، كشف فيها مفاجآت واعترف أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن جاهزة للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية. وكشف على أنه أجرى مراجعات فكرية، داخل سجن العقرب خلال تواجده به، عقب عزل مرسى، تبين منها خطأ الجماعة في خلط العمل الدعوي بالسياسي، قائلًا: "لم نكن في 31 مارس 2012 في تمام الجاهزية لتولى المسئولية، وأنا أقول ذلك بعد سنة من التفكير العميق والمراجعة في سجن العقرب، لم نكن جاهزين لملفات كثيرة، ومنها ملف العلاقات الإقليمية".