أكدت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية، أنها بصدد تشكيل هيئة إعلامية من الدبلوماسيين داخل مؤسسة الرئاسة، من المزمع الإعلان عنها فى غضون أيام. يرأسها أيمن على، مستشار الرئيس لشئون المصريين فى الخارج، وأن الهيئة تعتبر بديلاً للدكتور ياسر على، المتحدث الرسمى للرئاسة، على خلفية تعيينه مديرًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
وقالت المصادر ل«الشروق»: "ياسر علي، لن يكون بعيدًا عن الهيئة، بل هو أحد المشاركين فى تأسيسها، إلى جانب عمله الجديد، مؤكدة أن تعيين الأخير مديرًا لمركز المعلومات ليس استبعادًا"، وأنه جاء بناء على طلب الرئيس محمد مرسي.
وأوضحت أن ياسر، سيعمل كحلقة وصل بين الحكومة والرئاسة، وأن الأخيرة ستتخذ قراراتها استنادًا لقياسات الرأى العام، وهى أحد مهام مركز المعلومات، وبالتنسيق بين الجهتين، أى بين الفريق الإعلامى الجديد والرئاسة.
ونفت المصادر ما أثير عن وجود خلافات بين خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، وبين المتحدث الرئاسى، واصفة الأخير بأنه أحد المقربين من الشاطر، وأنه عمل قبل فترة على هيكلة اللجان الإعلامية للجماعة والحزب بعد تأسيسه عقب الثورة، واتخذ قرارات باستبعاد معظم أفراد اللجان الإعلامية بموافقة الشاطر نفسه، ثم عين متحدثًا باسم حزب الحرية والعدالة، قبل أن يشغل منصب المتحدث الرسمى باسم الحملة الانتخابية للرئيس محمد مرسى فى أثناء ترشحه للرئاسة.
وأحالت مصادر أخرى استبعاد المتحدث الرئاسى إلى التصريحات الإعلامية التى أدلى بها الأخير عن بقاء حكومة قنديل، وقوله: «نحن مع استمرار الحكومة الحالية حتى الانتخابات ولا داعى لتغييرها»، وهو ما خالف تصريحات يونس مخيون، رئيس حزب النور، وأشار فيها بأن تغيير الحكومة سيعرض على جلسة الحوار الوطنى المقبلة، وما أحدثه ذلك من تناقض بين تصريحات مؤسسة الرئاسة وحزب النور، وهو ما دفع مخيون إلى الشكوى للرئيس مرسى شخصيًا.
ولفتت المصادر إلى أنه كان مقررًا تولى ياسر على منصبًا داخل الهيئة العامة للاستعلامات، وأنه وافق على المنصب الجديد، لكنه قرر لاحقًا قبول منصب مدير مركز المعلومات، وهو ما أثار علامات استفهام عديدة.
وأوضحت أن الرئاسة تسعى إلى فرض سيطرتها على الهيئات المعلوماتية والإعلامية، خاصة بعد ضم الهيئة العامة للاستعلامات إلى مؤسسة الرئاسة، فضلاً عن اختيار القيادى الإخوانى صلاح عبد المقصود وزيرًا للإعلام، وأخيرًا تعيين ياسر علي.
وقال مصدر داخل حزب الحرية والعدالة إن جهاز الإعلام داخل مؤسسة الرئاسة كان بحاجة إلى تطوير عاجل، وأن ياسر على بذل جهدًا كبيرًا فى الفترة الماضية، مرجعًا السبب وراء تغييره إلى فشل جهاز الإعلام فى تسويق صورة رئاسة الجمهورية والجهد البالغ الذى تبذله.
وتابع: «تسويق هذه الصورة فى عهد مبارك كانت تتولاها جهات كثيرة، منها جهاز المخابرات العامة وأمن الدولة وبعض وسائل الإعلام، لكن فى ظل الرئاسة الحالية واستقلال كل جهاز صار لزامًا على الرئاسة تدعيم جهاز الإعلام داخلها، كى ينقل صورة أمينة عنها".
فى سياق متصل، أشارت مصادر إخوانية إلى أن خروج ياسر على من الفريق الرئاسى، مرجعه تناول وسائل الإعلام لحياته الخاصة وعلاقاته الشخصية قبل فترة، وهو ما أثار وقتها حالة من الغضب داخل أروقة مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين.
كانت «الشروق» قد انفردت فى 20 نوفمبر الماضى بخبر تكليف مؤسسة الرئاسة لحزب الحرية والعدالة، بترشيح متحدث رئاسى بديلاً لياسر على، وهو الخبر الذى نفاه الأخير فى وقتها.