انتشرت الحمى القلاعية في مصر مؤخرًا، بشكل متزايد عن الأعوام السابقة، في ظل مخاوف من دخول فصيلة "عترة" جديدة من الفيروس قادمة من الهند، أدخلتها إحدى الشركات الخاصة بالمخالفة. وتبحث الحكومة المصرية عن مصدر الحمى القلاعية المنتشر حاليا في المحافظات دون أن تتوصل حتى الآن إلى أية نتيجة. وكشف لطفي شاور، الخبير البيطري، أن تلك الشركة – التي لم يسمها - كان مقررًا لها أن تستورد من السودان مثل باقي الشركات وليس من الهند، غير أنها خالفت ميثاق الاستيراد وقامت باستيراد لحوم من الهند تحمل سلالة من الحمى القلاعية مختلفة عن التقليدية والمعروفة. وفيما رفض شاور ذكر اسم الشركة، تعهد بكشف كل التفاصيل إذا طلبت الأجهزة المعنية منه ذلك، حيث يرجح أنها من أدخلت الحمى القلاعية، لأن السلالة المتوطنة في مصر من الحمى القلاعية مختلفة جذريا مع السلالة المنتشرة حاليًا. وفوجئت الحكومة المصرية منذ شهر تقريبًا بنفوق أعداد كبيرة من الحيوانات بشكل مفاجئ، وحينما أجرى الأطباء البيطريون كشفًا على تلك الحيوانات وجدوا أنها مصابة بفصيل خطير من الحمى القلاعية، هذا الفصيل يختلف عن الفيروس المتوطن أساسًا والمنتشر بمحافظات الوجه القبلي تحديدًا. من جانبه، قال الدكتور أشرف بركاوي، عميد كلية الزراعة السابق، والمتخصص في الإنتاج الحيواني، إن "المشكلة التي نعاني منها الآن هيّ وجود "عترة" أو سلالة مختلفة تمامًا عن الموجودة والمتوطنة"، لافتًا إلى أنها تمكنت من الانتشار السريع لأن "الحمى القلاعية" نوع من الفيروسات وليست البكتريا تصيب مباشرة الجهاز التنفسي ولا يمكن اعتراضه بسهولة". وأضاف بركاوي ل "المصريون"، أن "هناك تسربًا للعترة الجديدة التي انتشرت كالنار في الهشيم"، لافتًا إلى أن "عجز الدولة عن مواجهتها لأنه لا يوجد لها مقاوم، فالحكومة أجرت أبحاثا عن العترة المتوطنة وحاولت منعها لكن الحمى القلاعية لديها قدرة كبيرة على التمحور والتحول". وتابع: "لابد من محطات نظام الإنذار المبكر للأمراض الوبائية وتكون موجودة في المناطق الحدودية، ولابد من سياسة لتشجيع الشركات في تصنيع أمصال للأمراض البيطرية".