أكد السياسي المعروف الدكتور حسام بدراوي أن الوضع في مصر معقد جدا ، نظرا لاجراء الانتخابات البرلمانية والحديث عن انتخابات رئاسية قبل وضع دستور نرجع اليه إذا اختلفنا . وقال بدراوي ، في لقاء تلفزيوني عبر برنامج "مصر الجديدة " على قناة "الحياة 2" ، أنه دون مرجعية متفق عليها ويعمل الجميع على اساسها نرجع اليها إذا اختلفنا تتمثل في الدستور ، يصبح الأمر معقد جدا ، فالمشاكل التي نمر بها الآن كان حلها وجود دستور . وطالب بإعادة احياء دستور 71 مع ادخال تعديلات عليه في بعد البنود ، وخاصة ان كافة القوى السياسية بما فيها حزب الأغلبية يتفقون على أنه دستور جيد ، مع تعديل امور تتعلق بالفصل بين السلطات ومدة الرئاسة وكيفية مسائلة رئيس الجمهورية . وأضاف أن صياغة دستور 71 جيدة ولكن العبرة في التنفيذ..فالمشكلة تكمن في ايمان المجتمع بالمحتوى والأهم منه الا توجد سلطة تتوغل وتفرض سلطتها على الآخرين ، متسائلا كيف ننتخب رئيس جمهورية ولا نعرف سلطات رئيس الجمهورية؟ ، اونظام الحكم رئاسي اوبرلماني اوشبة رئاسي ؟. وطالب المجلس العسكري باصدار اعلان دستوري يحل الخلافات حول تشكيل الجمعية التأسيسية ، اويقوم بسؤال المحكمة الدستورية حول تقسير المادة 60 من الاعلان الدستوري ، مع إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، فلا يصح لأعضاء البرلمان السلطة الأدني أن يضعوا السلطة الأعلى ، فضلا عن تضارب المصالح . وحول مخاوف الأقباط بعد رحيل البابا شنودة، قال : " ان مخاوفهم مشروعة فالديمقراطية ليست حكم الأغلبية فقط ، ولكن حكم الأغلبية وحماية الأقلية ، فالأغلبية لحظية وتتغير من انتخابات الى اخرى ، لكن الدستور مستمر لا يتغير ". وأوضح أن ما يحدث الآن من جانب حزب "الحرية والعدالة " يذكره بما كان يفعله الحزب"الوطني" المنحل ، قائلا : " انني كنت اقول لحزب الأغلبية وقتها ان الناس زعلانة وغضبانة ، يردون علي أن الكلام غير حقيقي ..الناس مبسوطة ما فيش أزمة، والأغلبية اليوم تقول نفس الكلام ..والرؤية تتكرر أمام عيني ، فمن الواجب احترام كل فصائل المجتمع واحترام الاقليات ، واحترام التراكم التاريخي للدستورالمصري واحترام المرأة والمساواة بين الأفراد بغض النظر عن دينهم" . وحول ترشيح الإخوان للمهندس خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية ، قال : " المشكلة الموجودة في النظام السابق ان هناك سلطة واحدة تقوم بكل شئ في البرلمان والرئاسة والتشريع والوظائف والحكومة ، فمن غير المعقول بعد الثورة ارجع بنفس الصورة ، لا يصح لحزب واحد أن يكون معاه كل خيوط الحكم " ، في إشارة الى حزب"الحرية والعدالة" الإخواني. وقال أن من الحنكة السياسية الا يقبل الإخوان في الفترة الانتقالية التي نمر بها الآن أن يتحكموا في كافة السلطات ، "فلا تفعل نفس الخطأ الذي عمله غيرك" . وأكد أن رئيس مصر يجب أن يكون رجل دولة له رؤية وعندة قدرة على اقامة علاقات دولية محترمة وله خبرة في المجال العام ، خاصة مع وضع اقتصادي خطير ، مشيرا الى أنه لا يجب الخلط بين الدين والسياسية ولا يجب استخدم الدين في الحصول على منصب سياسي. وقال أنه لو فازمرشح إسلامي في الانتخابات الرئاسية فإن المسألة ستكون معقدة ، وممكن أن تأخذنا في سكة مثل السودان وافغانستان وإيران ، مضيفا أن نزاهة الانتخابات ليست مرتبطة بالصندوق فقط ، ولكن يمكن أن تؤثر على اختيارات الناخب عن طريق امور أخرى . وأوضح انه لايفكر حاليا في الترشح للانتخابات الرئاسية لأن كل مرحلة ولها ظروفها ، مفضلا ان يمارس دوره السياسي من خلال رئاسة حزب الاتحاد.