عاد الحديث مجددًا داخل الأوساط الأمريكية النيابية، حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين، والمطالبة بتصنيفها كجماعة "إرهابية"، بعد هدوء دام نحو 10 أشهر، من آخر مشروع يهاجم الجماعة، جرى رفضه لاحقًا. وقبل يومين، تقدم تيد كروز، السيناتور الجمهوري، بالكونجرس الأمريكي، بمشروع قرار يطالب بإدراج جماعة الإخوان المسلمين، على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في بلاده. وقال "كروز"، في تغريدة بموقع "تويتر"، إنه "تقدم بمشروع قرار يطالب بإدراج الإخوان المسلمين، وإنه فخور بذلك". وينص مشروع القرار على أن الشروط متوفرة لإدراج وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية، مطالبًا بالإفصاح للرأي العام عن الأسباب في حال لم يتحقق الأمر. وكانت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي "أحد غرفتي الكونجرس" وافقت على مشروع قرار تقدم به كروز نهاية 2015 لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابي، إلا أن المشروع لم يطرح على الجمعية العامة. ويتطلب تقنين المشروعين المذكورين مصادقة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لينتقل إلى رئيس البلاد من أجل إقراره. وفي تعليقه على ذلك المشروع، قال مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إنه في حال وصف الكونجرس الأمريكي جماعة الإخوان بأنها إرهابية ستكون ضربة عنيفة لها. وأضاف "الفقي"، خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، ويذاع على فضائية "إم بي سي مصر" أمس، الأربعاء، إن تصنيف الكونجرس لجماعة الإخوان ب"الإرهابية" يعني ملاحقة قيادتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. بدوره، استبعد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبدالغفار، أي تبعات تدين الجماعة إثر المشروع، قائلًا: "المشروع سياسي، ولكن الخوف أن تلجأ أمريكا إلى نوع من التعامل الأمني لبعض قيادات الإخوان وهو ما سيسبب خلطًا شديدًا في الأوراق". وقال ل"المصريون"، إن "الجماعة صمام الأمان في الإسلام السياسي على مستوى العالم"، مضيفا: "ليس منطقيًا بأي حال من الأحوال أن تتهم جماعة الإخوان بالإرهاب، بعد كل ما حدث لأعضائها من قتل واعتقال وحرق واغتصاب". وقبل نحو ثلاثة أعوام، أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، تشكيل لجنة لمراجعة نشاط الإخوان، في المملكة المتحدة، والتي انتهت في منتصف ديسمبر 2015، خلاصتها إلى أن بعض "قطاعات الإخوان على علاقة مشبوهة بالتطرف والعنف"، سواء من حيث الاتفاق الإيديولوجي أو كون الجماعة "معبرًا" للعناصر التي تلتحق بالإرهاب. تلا ذلك الإعلان البريطاني، موافقة اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي "أحد غرفتي الكونغرس"، في فبراير الماضي، على إحالة مسودة مشروع قانون يعتبر جماعة الإخوان المسلمين بمختلف تنظيماتها منظمة "إرهابية". غير أن الموافقة النيابية آنذاك، عارضتها تصريحات للمتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي جوش إرنست، بأن "بلاده تراقب الوضع في مصر بدقة"، بالتزامن مع اتساع رقعة المظاهرات والاحتجاجات المعارضة في مصر، في وقت أكدت فيه "آن باترسون"، مساعدة وزير الأمريكي والسفيرة السابقة في القاهرة أن "موقف الإدارة الأمريكية من جماعة الإخوان المسلمين هو أنها ليست منظمة إرهابية".