"حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة".. هكذا كانت المقولة القديمة عنوان المتسولين فى شوارع مصر، لكنها تغيرت الألفاظ والأساليب وأصبحت ظاهرة التسول تأخذ أشكالاً جديدة دون أن تشعر المتسول أنه يطلب الحاجة من الناس. وانتشرت الظاهرة بشكل كبير أمام المقاهى وعلى الكبارى وفى الشوارع والأماكن الراقية لكنها زادت فى الفترة الأخيرة وتطورت المقولة لتتخذ نوعًا آخر من التسول ،أصبحت سبوبة وأحيانًا نصب واحتيال على المواطنين كما أصبحت فن أتبعه الكثير بين النساء والأطفال والأرامل، وأغلبهم من المنتقبات. "المصريون" تجولت فى عدد من مناطق المحافظة لترصد بالصورة المتسولين وهم يجولون الشوارع والكبارى والمقاهى والمناطق الراقية . "أم أحلام" ألتقت بها المصريون تجلس يوميًا من الساعة السابعة صباحا وحتى السادسة مساء أعلى كوبرى المحطة بالقرب من ميدان المحكمة منتقبة، ولديها 5 أولاد تسرحهم فى أرض سلطان، وشلبى، وأمام المقاهى، والميادين. قالت أم أحلام: الظروف أجبرتنى على التسول بدلاً من المشى البطال، الذى تتبعه كثير من السيدات الأرامل، بعد وفاة زوجى بحثت عن عمل فلم أجد رفضت أن أعمل خادمة فى عمارة خشية الشبهة، وأضافت أنها لا تجد مصاريف الدراسة والإعاشة، حيث تسكن شقة بمنطقة حى غرب بالإيجار. مروة وأخوتها شقيقات فى شوارع المدينة
أما "مروة – رباب – منى" 3 شقيقات يجمعهن الشارع لحصد 200 جنيه، حيث اعتدن القدوم من مركز أبو قرقاص جنوب المحافظة يوميًا للتسول، وتقوم الأخت الكبيرة باصطحاب الصغيرة وتكون مهمتهم المرور على كل المحلات، والمقاهي بشوارع الحسيني وابن خصيب وميدان المحطة والمناطق المجاورة، بينما تتوجه "رحمة" إلى شارعي عدنان المالكي وطه حسين لانتشار عدد من المحلات، ويعد قاطني تلك المناطق من الأثرياء.
تقول المتسولات الثلاثة أبينا توفي منذ عدة سنوات، وأمي تعيش في غرفة صغيرة بأبوقرقاص، وتقوم بتسريحنا كل يوم من الساعة التاسعة صباحا حتى 5 مساءً، وبعدها نتوجه إلى المنزل، ويجب ألا تقل المبالغ التي نقوم بتجميعها عن 150 جنيه، لأن الأم بترفض أن يقل المبلغ عن 150 جنيها يوميا وإذا قل تضربنا أو تطردنا من البيت.
نجد كذلك "أم ياسمين" وهي سيدة منتقبة تأتي يوميا ببناتها الخمسة، لتسريح 2 منهن بالبخور، و2 للتسول، بينما تنام الخامسة بجوارها لكي تتسول هي بنفسها بتلك الصغيرة.
واعتادت تلك السيدة الجلوس أمام بنك مصر بميدان الساعة حيث دخول وخروج العملاء من البنك، ومن حين لآخر تأتيها بناتها لكي تساعدهن فى ملىء "المبخرة" ويستكملون مسيرتهم وجولاتهم على المحلات المختلفة لتبخيرها، والحصول على الجنيهات التي تحصدها الأم في نهاية اليوم.
محمد بائع مناديل
أما محمد على إبراهيم الطفل الذى لم يتعد سنه 6 سنوات، يتجول بين المقاهى بالمناديل قال إحنا بنأخذها مهنة ومش قادر أروح المدرسة لأن أبى متوفى وأمى مريضة وبأسرح أنا وأخى كل يوم، ولو مجبتش فلوس يوميًا أمى ممكن تضربنا وتطردنا من البيت او تمنع عننا الأكل والشرب. الغريب أن المتسولين أتخذوا من هذه الظاهرة حرفة وبيزنس ونصب على المواطنين، أغلبهم فتيات وصبية، نزحوا من القرى ومراكز المحافظة، أو اتخذوا من الكبارى والمقاهى والشوارع بالمناطق الراقية مأوى لهم، بشكل مستمر رغم المضايقات التى يتعرضون لها إلا أنهم ما زالوا يتزايدون يوما بعد يوم.