سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. نخترق عالم المتسولين على أعتاب السيدة نفيسة.. محررة " البوابة نيوز" تتحول إلى متسولة 3 أيام في موسم الشحاتة.. مجذوب وأعرج يطلبون يدها للزواج بطريقة غير شرعية
"حسنة يا أستاذ، لله يا أبله".. وغيرها من الكلمات التي يرددها المتسولون بالشوارع لاستعطاف المارة، وهم يرتدون ملابس متسخة وقديمة، إضافة إلى عاهة تجعلك تخرج ما في جيبك بشكل آلي، لنكتشف أنه ليس كل من يجوب الشوارع لطلب المساعدة يستحق بالفعل المساعدة، خاصة أن التسول أصبح مهنة لتحقيق الثراء، لذلك قررنا اختراق عالم المتسولين لمعرفة مدى استحقاق هؤلاء الأشخاص للعطف فعلا، أم أنهم مجرد محترفى تمثيل يمارسون الكذب لاستعطاف البسطاء، خاصة المتسولين المسيطرين على أعتاب أولياء الله الصالحين، الذين تجدهم بكثرة على عتبات كل مساجد آل البيت، يسترجون المارة والمصلين لطلب المال. محررة البوابة نيوز" تحولت إلى "متسولة"، فى مغامرة صحفية، لاختراق هذا العالم السري، حيث كانت البداية قبل رمضان بأسابيع، بعد أن شاهدت العديد من المتسولين متواجدين بمساجد آل البيت مثل الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، حينها تساءلت ماذا يفعل هؤلاء المتسولون خلال شهر رمضان، خاصة في العشر الأواخر من الشهر الكريم، والذي يعتبر وقت الزكاة، لذلك قررت اختراق هذا العالم بالتحول إلى متسولة أمام عتبات مساجد آل البيت. فاطمة في بداية العشر الأواخر من شهر رمضان، قامت المحررة بتجهيز ملابس متهالكة وقديمة لارتدائها أثناء قيامها بالدور، وحينها قامت بتحضير نوعين من الملابس، وهى "لبس رجالى، وعباءة سوداء"، مع اختيار للمنطقة التي ستقوم بالتسول بها من المناطق التي يتواجد بها مساجد آل البيت، ورغم كل ذلك كان كل ما يشغلها هو استقبال "الشحاتين" المتواجدين بالمنطقة لها، وهل سيتقبلون تواجدها معهم أم سيرفضونها. تملكتها الحيرة في اختيار المنطقة التي ستقوم بالتسول بها، ولذلك قامت بالسؤال عن أكثر المناطق التي يتجمع بها أكبر عدد من المتسولين وأشهرهم، وكانت الإجابة "ميدان السيدة نفيسة" لتواجد أكبر عدد من المتسولين والبلطجية به، نظرا لوقوع المسجد بجوار المقابر، وقتها قررت المحررة أن تمارس عملها أمام مسجد السيدة نفيسة، لمدة 3 أيام وتحولت المحررة إلى "فاطمة" بائعة المناديل والشحاتة. ولكسب تعاطف المتسولين بداخل الميدان أختلقت قصة، بأنها جاءت من المنصورة هاربة من زوج أمها القاسي الذي انهال عليها بالضرب عقب طلاقها من زوجها الذي يكبرها ب20 عاما، والذي يقوم بتعاطي المخدرات، وهكذا عرفها كل المتواجدين بالميدان من متسولين وباعة وعاملين بداخله. اليوم الأول تروى محررة البوابة أيامها بقولها: بعد اختياري للمنطقة وتجهيزي للملابس، قمت بشراء دستة من المناديل لأقوم ببيعها، مع ارتداء لبس رجالى حتى أجذب من خلاله انتباه كل المتسولين بداخل المنطقة، فانا بالنسبة اليهم شخص غريب لا يعرفون عنه أي شيء، وكان اليوم الأول هو الأصعب بالنسبة إلى، كونى غريبة عن المنطقة ولا اعلم ماذا سيحدث لى هناك، وكيف سيتعاملون معي، فعند وصولي لميدان السيدة نفيسة وجدت أعدادا كبيرة من المتسولين سيدات ورجال منتشرين في كل أرجاء الميدان، قمت حينها بالوقوف أمام مسجد السيدة نفيسة، ومعي المناديل وبدأت ممارسة عملي كمتسولة، ووقتها التقيت ب4 أشخاص منهم 2 من المتسولين وشخص غير معروف مهنته إذا كان سايس المنطقة أو أحد البلطجية المتواجدين بداخلها، وسيدة تسمى " أم علاء" صاحبة أحد المقاهي المتواجدة بالمنطقة. قمت بالجلوس على أحد الأرصفة أمام المسجد، بجوار رجل من المتسولين ينتمى للطريقة الرفاعية على حد قوله يسمى "السيد السنى"، سألنى من أنا ومن أكون وقمت بإجابته بروايتي الملفقة، وسألنى "متجوزة يا فاطمة"، وأجبته "لا مطلقه"، ليسألنى "عندك ولاد؟"، أجبته "لأ معنديش لأن جوزي ما بيخلفش"، ثم سألنى مره أخرى عن سبب مجيئي للقاهرة، فأجبته: "طلقني زوجي منذ أسبوع، وقام بعدها زوج أمى بضربي وتركت المنزل وهربت لكى لا أعيش معه مرة أخرى، وتوجهت إلى القاهرة للعيش بها"، وبهذه الرواية تمكنت من الدخول وسط وكر الشحاتين أمام مسجد السيدة نفيسة. وبالرغم من تخوفي من تواجدي بداخل وكر الشحاتين، إلا أننى لم أجد أي صعوبات في ممارسة عملي، فوجدت بعضهم يقوم بمساعدتي لكى أستطيع ممارسة عملي، و"تلقيط رزقي" على حد قولهم ، وذلك عن طريق مطالبتهم لي بارتداء عباءة سوداء بدلا من التيشرت والبنطلون الرجالى الذي كنت ارتديها، حتى أكسب استعطاف الناس. التفاف الشحاتين على السيارات والتسابق على أخذ الطعام قمت قبل آذان المغرب في أول يوم بالتجول بالميدان، ووجدت الكثير من السيارات التي تأتى ومعها مأكولات تقوم بتوزيعها على المتسولين بالمنطقة، وبناء عليه يلتف كل المتسولين الرجال عليها لأخذ الطعام منها، والغريب في ذلك أنك تجدهم يرتدون أفضل الثياب وليست متهالكة أو مقطعة. خناقة السيدات بداخل المسجد على الأكل ووجدت أيضا كل السيدات المتسولات يدخلن واحدة تلو الأخرى إلى ركن السيدات بالمسجد، ولم أكن أعرف لماذا، لذلك قمت بالذهاب وراءهن لأعرف ما يحدث بالداخل، ووجدت أفظع المناظر وهو قيامهن بالسب والتشابك مع بعضهن البعض بالأيدي والألفاظ للتسابق على من تأخذ الطعام قبل الأخرى، رغم أن عددا كبيرا منهن لسن صائمات. اليوم الثاني انتهى أول يوم لي كمتسولة، دون أي مشاكل رغم تخوفي الشديد من تواجدي بالمكان كونى غريبة عنه، ومع نهاية اليوم الأول قد قمت بتجميع مبلغ خمسين جنيها في ساعة واحدة فقط، وبدأنا في اليوم الثاني وانا مرتدية العباءة السوداء مثلما طلبوا منى وكانت بداية اليوم ليست بجيدة. هانم في بداية اليوم الثاني قمت بالتوجه إلى "محمد الأعرج"، وكان بجواره سيدة كبيرة ولكنها ليست بضعيفة، رحب بي "الأعرج" وطلب مني الجلوس أمام المسجد، ولكن وقتها قامت هانم بالتشاجر معه ومعي لكوني سأجلس في أكثر مكان يقومون بالتسول أمامه، قائلة لى: "انتى يا ست هاتقعدى فين؟، إيه يا اعرج هي أول ديل جلبية تقابلها تقعدها هنا، قومي يا ست انتى روحي شوفيلك مكان تانى"، حينها تركتها ولكنها لم تكتف بذلك، فأكملت المشاجرة مع الاعرج بصوت مرتفع وظلت تتابعني عن بعد، إلى أن جاء "السيد السنى" مجذوب السيدة، وحدثني عنها "بأنها من بلطجية المنطقة وتدعى "هانم"، وكافة ابنائها بالسجن، ولا تعرف شيئا عن الرحمة فهي تؤذي كل من تجده أمامها. العريس الأول أثناء جلوسي مع "السنى" اشتكيت له ما حدث لي وطالبني بان انتبه لنفسي، لأن المنطقة مليئة بالمشبوهين ومروجي المخدرات وكافة المتسولين بها بلطجية ولا يعرفون الرحمة، وعندما سألته عن المنطقة، لتخوفي منها، أجابني قائلا: "المنطقة دي من أسوأ المناطق في الدنيا هتلاقي بياعين المخدرات والبرشمجية، احنا هنا في شارع اسمه الأشراف كل اللي فيه بتوع برشام ومخدرات"، وعندما سألته عن المتسولين في المنطقة، أجابني دول كلهم بلطجية وحرامية ومش كويسين ومتقربيش منهم لأنهم ممكن يسببوا ليكي الأذية". ففي اليوم الأول سألنى "السنى" عن بطاقتي وقسيمة طلاقي لكى يستطيع الزواج بي، حماية لي من التسول في الشوارع، وأجبته: "اننى تركتهم بالمنزل قبل هروبي ولم اخذهم معي"، فرد على قائلا: "انا هخاليكى تروحي لمأذون اعرفه نخليه يطلعلك القسيمة واخدك اتجوزك واستتك في بيتي بدل ما تتمرمطى في الشارع"، حينها نظرت اليه مبتسمة وقائلة: "ربنا يسترك يا عم انا مش ناوية اتجوز دلوقت". وفى اليوم الثاني قررت أن اعرف ما هي حكايته ومن يكون، فأجابني قائلا: "انا من الغربية وكان عندي سوبر ماركت كنت بشتغل فيه غير أنى كنت موظف مونتاج في أحد شركات الصوتيات بطنطا، وعندي أملاك وأراضي، وفى يوم لقيت الضرايب جابت عليا غرامه فلوس كتير، فقررت اسيب بلدى واجى اشتغل هنا، ومن وقتها وانا قاعد قدام الجامع مش بتحرك"، سألته حينها كم من العمر قضيت هنا، أجابني: "انا هنا منذ 12 عاما"، فسألته بدهشة: "12 سنة في الشارع بتشحت؟"، أجابني: "امال كنت هبنى بيتي في البلد أزاي ما هو من فلوس الشحاتة". قمت باستدراج "السنى" حينها وسألته عن الاعرج ماذا يعرف عنه، فأجابني: "محمد الاعرج من أبو كبير شرقية شغال موظف في الأوقاف، ورغم شغله في الأوقاف سايب بلده وبيته وبيجى يقعد هنا يشحت، وعندما ذكرت له أنه طالبني بالزواج به، أجابني: "اوعى دا راجل مش كويس بياخد البنات يعيش معاهم في الحرام ويسرحهم في الحرام، فأبعدي عنه". العريس الثاني أمام بوابة مسجد السيدة نفيسة يتواجد بائع سبح أعرج يدعى "محمد"، ومعه فتاة سمينة تسمى "شيماء"، عند رؤيتهما لي في اليوم الأول لي بالمنطقة قاموا بمناداتي وسألوني من أكون، ورويت لهم نفس الرواية الملفقة التي قمت بروايتها من قبل "للسنى"، حينها وجدت "الأعرج" يسألنى عن قسيمه طلاقي لكى يتمكن من الزواج بي لحمايتي، وقمت بإجابته بنفس الإجابة وهى: "ربنا يسترك يا عم انا مش ناوية اتجوز دلوقت، لأنى اتبهدلت في جوازتى الأولى ومش عاوزة اتبهدل تانى"، أجابني وقتها "خلاص تعالى عيشي معايا من غير جواز زي مراتي وبنتي وامى وهخبيكى جوة عنيه وهاخد بالى منك"، حينها ابتسمت واجبته "ربنا يسترك يا شيخ"، واستأذنته بالانصراف لأمارس عملي". العريس الثالث تركت "الاعرج" في اليوم الأول وذهبت إلى المسجد لانتظار صلاة المغرب، فالتقيت على بابه بشخص رأيته ينظر إلى كثيرا أثناء جلوسي مع الأعرج، وسألنى هل وافقت على الزواج من الاعرج فأجبته، "لا لم اوافق"، فوجئت وقتها يطلب منى الزواج"، قائلا: "لو مش هاتتجوزى الاعرج انا موجود، هاسعدك وهاهنيكى"، اجبته قائلة: "يا عم انا عاوزة اكل عيش مش عاوزة اتجوز"، وتركته ودخلت المسجد لانتظار الصلاة. أم علاء عقب صلاة المغرب في أول يوم خرجت من المسجد وتجولت في الميدان لبيع المناديل والتسول من الجالسين بالمقاهي المتواجدة بالميدان، والتقيت وقتها بصاحبة أحد المقاهي تدعى "أم علاء" وسألتنى نفس السؤال المعتاد "من أنت وحكايتك إيه"؟، وأجبتها بنفس الإجابة، وقتها طلبت منى طلب غريب "انا عايشة مع بناتي فتعالى اقعدى معايا واديكى كل يوم مصروفك تصرفي منه بدل بهدلة الشارع، يا اما تنزلي تبيعي مناديلك واما تخلصي تعالى نامي عندي"، حينها نظرت اليها باستعجاب لطلبها العجيب، واجبتها " انا محبش اكون تقيلة على حد، هابقي اخلص شغلي واقعد معاكي كل يوم" ثم ذهبت بعد ذلك وأكملت جولتي بالميدان إلى أن تركت الميدان. وفي اليوم الثاني فوجئت بأم علاء تطلب منى أن اتزوج الصبي الذي يعمل لديها بدلا من الشحاتة والبهدلة بالشوارع، ولكنى وقتها رفضت قائلة لها: "أنا لسه العدة بتاعتى مخلصتش واما تخلص ربنا ييسرها، وتركتها وذهبت". اليوم الثالث والأخير كان اليوم الأخير ل"فاطمة" الشحاتة بميدان السيدة نفيسة، ولم يكن العمل فيه مرهقا، فكان مثله مثل اليومين السابقين، تجولت بالميدان لبيع المناديل، واتوسل الناس لإعطائي المال، وكان يوم التصوير الذي سيقوم من خلاله مصور "البوابة" بتصوير كل الاحداث التي مررت بها في هذا المكان. محمد الأعرج اتفقت مع مصور "البوابة" أن يقوم بالتركيز مع بعض الرجال من الذين قابلتهم بداخل الميدان، يقومون بأخذ السيدات المطلقات ليعشن معهم في الحرام بزواج غير شرعي ثم يتركونهن للشارع، ومنهم "محمد الاعرج" بائع السبح، والعريس الثاني الذي طلب الزواج منى في أول يوم عمل لي بالميدان، ففي اليوم الأخير لي بالميدان كرر "الاعرج" طلبه لي بالزواج لكوني فتاة بسيطة وغلبانة على حد قوله ، حينها قولت له "إننى مطلقة ولا يوجد معي وثيقة طلاق أو بطاقة فكيف سنتزوج"، أجابني حينها بإجابة غير متوقعة وكانت بالنسبة لي مفاجئة، وهى: "مش مهم ورقه الطلاق ممكن نتجوز " عرفي" وتعيشي معايا زي مراتي وأختي وحبيبتي، وهاخدلك شقة من بابها تعيشي فيها معايا وبعد كده هجيبك تشتغلى معايا"، مطالبا منى بعدم الانسياق لكلام أحد من المتواجدين لانهم يغيرون منه ويصفونه بوصف سيء، حينها أكدت له اننى سأتزوجه ولن أنساق لكلام أحد من المتواجدين بالميدان، وتركته بعد ذلك وذهبت. السيد السنى" مجذوب الميدان" قام "السنى" بتكرار نفس الطلب الذي طالبني به أول يوم هو والاعرج، وهو الزواج منى وعندما سألته كيف سأتزوج وانا لا أملك أوراقا، أجابني: "انا سأتصل بخليل المأذون ده يقدر يظبطلنا كل شيء عشان نتجوز، وبالفعل اتصل "السنى" بخليل المأذون وحدثه عنى ورد" خليل" قائلا: "انا جاي حالا وهنشوف هانعمل إيه". خليل المأذون أثناء تواجدي بالميدان كمتسولة سمعت عن هذا الرجل كثيرا من الأعرج والسنى، كونه الوحيد، الذي يستطيع تزويجي من أحدهم دون اوراق وبمنتهى السهولة، ولذلك طالبت من "السنى" الاتصال به لكى يقابلني واتحدث معه واعرف كيف سيقوم بتزويجي من غير اوراق رسمية، وبالفعل جاء خليل المأذون وجلست معه وسألنى عن كل أوراقي واجبته بأنى لا امتلك أي اوراق حتى البطاقة الشخصية، فأجابني أنه يستطيع مساعدتي في الزواج من غير كل هذا، عن طريق صديق له في السجل المدني، واتصل به أمامي واتفق معه أن يأتي إليه لكى يخلص لى كل شيء ويزوجني ل"السنى" من غير أي أوراق رسمية.