«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دنيا الشحاتين !!
نشر في محيط يوم 07 - 12 - 2014

التمثيل هو المهنة التي مارسها كل شخص في حياته، مرة واحدة على الأقل، عندما نكذب على أهالينا، ونحن صغار، أو عندما ندّعي المرض حتى لا نذهب إلى المدرسة. ويختلف كل منا في قدرته على التمثيل من شخص إلى آخر، إلا أن البعض يمتلك موهبة التمثيل، ربما أكثر من أبطال مسلسلات رمضان أنفسهم، ونجد بعضهم قادرًا على إقناعك بالدور الذي اختاره لنفسه في الحياة، إقناعا تامًّا.
ونجد كثيرًا من النماذج البشرية التي تجيد هذه المهنة باقتدار، مثل مهنة الشحاذون في الشوارع وفي وسائل المواصلات العامة ومترو الأنفاق، فهم يتفننون في ابتداع أساليب جديدة في الأداء، وربما لن تجدها لدى كبار نجوم الوطن العربي، لذلك لا تستبعد أن تجد شحاذًا بارعًا في أداء دوره أكثر من ممثل تراه في التلفزيون.
لا جدال فى أن مصر بلد فقير، أو على الأصح بلد أغلب شعبه فقير، ونسبة الفقر تزداد، فكما أعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن 26 % من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر وحددت خط الفقر بدخل شهرى 326 جنيها شهرياً فمن يقل عنه يصبح فقيرا ومن يزد عليه يكون قد نجا، طبعا حضرتك بتضحك دلوقت لأنك بالتأكيد من الأغنياء، أى أن دخلك يزيد على 326 جنيها شهرياً، ثم بالتأكيد ستبكى بعدها لأنك ستعتبر أن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عايش فى عالم تانى، فحتى لو كان دخلك ثلاثة آلاف جنيه فى الشهر فأنت فقير وفقير جدا لو كنت تعول، إذاً نحن نتحدث عن نسبة كبيرة جدا من هذا الشعب لولا الإحراج لمدت يدها فى الشوارع، وقالت "لله يا محسنين"، إذاً كثير جدا من فئات الشعب يحتاج فعلاً للزكاة والصدقات، ولكن المشكلة أن هؤلاء ليسوا من نمنحهم الزكاة ولا الصدقات، ولكننا نمنحها فى الغالب لغير مستحقيها ممن يجيدون فن التمثيل، فعن دنيا الشحاتين أتحدث.
فالتسول فى مصر له مملكة خاصة به، وزيادة أعداد المتسولين ليست بسبب زيادة الفقر ولكن لأن «مهنة التسول هى الأربح والأقل معاناة من مهن أخرى»، هذه ليست كلماتى بل كلمات إحدى المتسولات الشابات الصحيحات التى التقيتها في عربة السيدات بمترو الأنفاق، فعرضت عليها عملا بدل بهدلة الشوارع، فضحكت وردت بهذه العبارة وزادت فقالت إن يوميتها تصل ما بين خمسمائة جنيه لثمانمائة جنيه يومياً حسب المنطقة! مهلاً لا تفتح فمك وتقرر فى عقل بالك أن تلحق بها، فالمهنة لها أصول، وإن دخل عليها الكثيرون مؤخرا بلطجة، وبالتأكيد أنك لاحظت مثلى ومثل غيرى خاصة فى المدن أن التسول صار فيه نوع من الإكراه أو التخويف للناس، فالمتسول لم يعد صاحب عين مكسورة ولا رجل مكسورة حقاً أو كده وكده، بل فتاة يافعة صحيحة قد تحمل طفلاً، عادة ما يكون مؤجرا، أو شابا قوى البنيان أو حتى شخصا متوسط العمر، ولكن لا يبدو عليه مرض على الأقل ظاهر!
قال رب العزة «إنما الصدقات للفقراء والمساكين»، والمتسولون محترفون وليسوا فقراء ولا مساكين، بل أحياناً مجرمون، وحين تمد يدك لهم لتريح ضميرك فأنت تشارك فى جرم وليس فى خير، والله أعلم بعباده. ولكن الله يحب المؤمن الفطن، وحين نمد أيدينا فى الغالب لهم نحن نفقد الفطنة. الحكومة وحشة كخة مش بتعمل اللى عليها صح، فهل نحن كشعب نعمل اللى علينا صح أم نستسهل الخير، وانظروا لشوارع مصر ومتسوليها الذين يزدادون كل يوم، ربما تعرفون الإجابة.
وأنواع الشحاتين تختلف باختلاف درجة احترافهم و تمرسهم .. فهناك الشحات المبتدئ و النص نص ،وهناك الشحات الحاصل على الماجستير و الدكتوراه في هذه المهنة ..
أنواع الشحاتين يا عزيزي كالتالي :
شحات موديل قديم
وهو الشحات المبتدئ الغير محترف .. و هذا الشحات يلتزم بالتقاليد القديمة الخاصة بمهنة الشحاتة.. و هي المدرسة الكلاسيكية في الشحاتة ..
هذا الشحات يرتدي ملابس مهلهلة و قد نبت ذقنه و نما شعره كي يريك كم هو بائس... و يكتفي هذا الشحات بترديد بعض العبارات على غرار :
-لله يا بيه – إلهي تترد لك في عافيتك – إلهي ما يحوجك لحد !
و هي دعوات – كما لاحظت – تتمنى تحقيقها للأسف.. فتضطر لدفع ما فيه القسمة و النصيب – كما يقولون – كي تحظى بهذه المغريات التي قدمها لك
الشحات الرومانسي
هذا الشحات يتشابه في الشكل مع الشحات من النوع السابق.. إلا أنه أكثر احترافا و اكتسب بعض المهارات و التقنيات العلمية الجديدة بمرور الوقت.. هذا الشحات يا سيدي يأتيك في الوقت الذي لا ينبغي له أن يتواجد فيه.. يعني مثلا :
تمشي في الشارع في أمان الله مع خطيبتك.. في هذه اللحظات الرومانسية حيث تكون أكثر تسامحا و حبا للحياة !.. يأتيك هذا الوغد الزنيم و يقترب منك و يقول بصوت مسموع لخطيبتك:
-حاجه لله يا بيه .. ربنا يخليلك المدام !
و هنا يضعك في مأزق فلسفي عميق.. أنت تعلم تماما أنه وغد و أنه استغل هذه اللحظة الجميلة.. لكنك إن لم تدفع له شيئا فربما تظن خطيبتك التالي :
- تظن أنك لا تحبها و لم تعجبك هذه الدعوة ..بل و ربما تفكر في أنك غير جاد في الموضوع !
- تظن أنك بخيل.. لا تدفع بعض القروش كي تظهر كرمك أمامها ..
- تظن أنك غير حساس.. فربما تكون خطيبتك من النوع الحساس الذي لم يقابل هذا النوع من الشحاتين من قبل !
هنا تضطر صاغرا لدفع شيء ما لهذا الوغد لمجرد أن ينصرف..
أحيانا يقوم هذا النوع بحيلة أكثر براعة .. و هي أن يكون بائعا للورد أو لعقود الفل الذابلة .. و هنا تضطر للدفع صاغرا طالما إن الموضوع فيه ورد !
الشحات الصامت !
و هذا النوع أكثر تطورا من كل ما سبق.. ربما لم تلاحظه بعد- لأن أسلوبه جديد - لكن بالتأكيد ستجده في مكان ما .مثلا:
طفل صغير بجوار المطب – حيث تهدئ السيارات سرعتها- جالس على الرصيف يبكي .. و أمامه كرتونة بيض ساقطة على الأرض و قد انكسر كل ما فيها .. هنا في هذا التكنيك تم وضع minimum charge للمبلغ الذي ستدفعه..فلا يجب أن يقل بأي حال من الأحوال عن سعر كرتونة البيض !
تدفع له و تشعر بالسعادة تغمر قلبك لهذا العمل النبيل الذي قمت به للتو .. إلا أن هذا الشعور يزول حين ترى نفس الولد في اليوم التالي لكن في مكان مختلف.. و أيضا قرب المطب حيث تهدئ السيارات سرعتها كي تراه..
و هناك تطبيق أكثر روعة لهذه الفكرة.. أسلوب تاني يعني لكن نفس الفكرة:
في مطلع الكوبري .. تجد عربية كارو مائلة للخلف – عشان المطلع – و قد سقط و تهشم كل ما بها من فخار.. و بجوارها رجل كبير يبكي على تحويشة العمر.. كم ستدفع له ؟
الشحات الفخم
تركن سيارتك في مكان ما.. يأتيك رجل وقور يرتدي بذلة أنيقة و يقترب منك قائلا :
- " لو سمحت .. أنا عربيتي البنزين خلص منها و نسيت المحفظة في بيتي.. و الله أنا مكسوف منك و محرج جدا .. بس ممكن أي مبلغ كده و هاآخذ رقم حضرتك عشان أردهولك !"
من رابع المستحيل أن تشك في هذا الرجل .. مستحيل طبعا ..
تدفع له في ترحيب شديد على اعتبار إن الناس لبعضيها و خوفا من أن تتعرض أنت نفسك لهذا الموقف.. و ترفض طبعا أن يأخذ رقم هاتفك ..
تدفع له طبعا و قد أرضيت ضميرك تماما.. تذهب للمكان الذي كنت تقصده و تظل هناك ساعات طويلة.. تنهي مشوارك و تعود لسيارتك مرة أخرى فتجد
نفس الرجل لا يزال واقفا يكلم قائد سيارة أخرى , بينما السيارة التي أشار إليها و قال أنها سيارته , تجدها غير موجودة ! من قال لك أنها سيارته أصلا ؟
لقد أشار على أفخم سيارة في الشارع و أنت شربت المقلب !
لن تذهب إليه طبعا لتسترد ما دفعته .. برستيجك يمنعك من الإقدام على هذه الخطوة.. تركب سيارتك في هدوء داعيا عليه في سرك دعوات كفيله بإصابته بكل الأمراض التي يدرسونها في كلية الطب!
الشحات الخدوم
هذا الشحات تجده في مكان ما يقدم لك خدمة لا تريدها .. كما أنها خدمة مالهاش لازمة أساسا!
خذ عندك مثلا :
بعد أن تنتهي من وجبتك في ذلك المطعم الشهير.. تذهب طبعا كي تغسل يديك..
تقوم بغسل يديك بهذا الصابون السائل الرديء الذي لا تحب ملمسه!- و بعدها تقوم بتجفيف يديك في المجفف الكهربي المثبت بالحائط.. ذلك الجهاز الذي يخرج هواءا ساخنا شبيها بالسشوار ..
يتم تجفيف يديك سريعا فتهم بالانصراف.. فتجد شخصا ما يفتح لك الباب أو يقدم لك بعض المناديل الورقية من بكرة حقيرة في يده.. و يقول في لهجة آمرة حازمة تجمد الدم في العروق :
-" كل سنه و انت طيب يا بيه !"
هنا تفكر في الأمر.. ماذا ستفعل بهذه المناديل الورقية وقد جففت يديك أساسا ؟
و تفكر أيضا : هل أنت عاجز فعلا عن فتح الباب ؟ لقد فتحته عند الدخول فهل الخروج منه صعب و يحتاج لخبرات هذا المحترف ؟
و تفكر أيضا : كل سنه و انت طيب على إيه ؟ لا يوجد أعياد في هذه الفترة.. تتذكر كل المناسبات و الأجازات و الأعياد القريبة من هذا اليوم .. هل ربما يقصد يوم الديبلوماسي العالمي ؟ يا له من مثقف !
ربما تدفع له لهذا السبب.. لكن ألم تلاحظ أن الجنيه الذي دفعته , كان نظير بعض المناديل من البكرة التي في يده ؟ يعني هذا الشخص باع لك القطعة من هذا البكرة الحقيرة بجنيه.. يعني البكره كلها هاتجيب له كام ؟
يعجبك هذا الفكر الاستثماري الذي يفكر به .. شايف التجارة ؟
الشحات الزومبي !
هذا النوع من الشحاتين يتواجد بكثرة أمام بعض المستشفيات الحكومية..
تجد رجلا واقفا و قد بهدله مرض ما لا تدري ما هو .. يكشف صدره – مثلا – بصورة مبالغ فيها كي ترى الصفح الجلدي و الحبوب الذي ملأته..
يقترب منك بمشية مترنحة تشبه مشية الزومبي – الموتى الأحياء – في أفلام الرعب القديمة..
هنا تضطر للدفع لسببين لا يخلوان من الوجاهة :
أولا : لأنه يبدو غلبانا فعلا و ربما لا يجد الدواء الذي يشفي مرضه..
ثانيا : كي يتركك و لا يقترب منك أصلا.. فهذا النوع من الشحاتين يقترب منك بغلاسة و كأنه يقول : " لو مادفعتش هاعديك ..أنا باقول لك أهه..!" لكنك لا تعلم أن الطب لا يعرف مرضا ينتقل عن طريق اللمس... فتضطر للدفع !
المشكلة هنا هي أن هذا النوع يتواجد أمام المستشفيات غالبا.. مما يعطي انطباعا للسياح بأن حالة البلد ضنك و أن مريضا إلى هذه الدرجة لم يجد له مكانا في مستشفى فما بالك بالباقين ؟ هذا ما يغيظني في هذا النوع من الشحاتين ..
الشحات الغبي !
هذا الشحات يجبرك ألا تدفع له أصلا !
تجد شابا منهكا يقف وسط السيارات يتسول.. و في يده الأخرى علبة غراء , يشم ما فيها من حين لآخر !!
فبالله عليك لم ستدفع لهذا الوغد ؟؟ هل تعطيه مبلغا قليلا كي يشتري علبة غراء أخرى ؟ أم مبلغا كبيرا فيتوقف عن شم الغراء و ينتقل لشم الهيروين ؟ تفكر في الأمر قليلا و تجد أن الأفضل لصحته ألا تعطيه شيئا أصلا !
الشحات المجتهد
هذا الشحات تجده تحديدا في وسط البلد.. و يفترض فيك أنك جاهل لم تلق تعليما محترما !
تجد طفلا جالسا على الرصيف يبيع المناديل – بل غالبا لا يبيع شيئا – و أمامه كراسة مدرسية يكتب فيها شيئا ما في تركيز.. هنا يعطيك الطفل عن نفسه الانطباع بالتالي :
هذا الطفل ظروفه المادية صعبة جدا مما جعله يمارس التسول, لكنه – المسكين – مجتهد و يصر على التعلم و المذاكرة رغم كل شيء , يا للإجتهاد !
منظر يقطع القلب بصراحة.. تخرج محفظتك بينما تحاول جاهدا أن تكتم الدموع التي ملأت عينيك.. و تقترب منه كي تعطيه شيئا ما ..
لكن استنى يا عم .. بتعمل إيه ؟
ألم تلاحظ شيئا مريبا في هذا المنظر ؟
الطفل يذاكر في كراسة مدرسية.. لكن أين الكتاب ؟
تتأمل ما يكتبه فتجد أشياءا لا معنى لها .. كلمات و أرقام و دوائر.. ليس موضوعا للتعبير كما افترضت ..
ألم أقل لك أنها مهنة لها محترفيها ؟
الشحات المعوق
هذا الشحات يقترب منك جدا ليريك عاهته بكل وضوح و صراحة و فجاجة .. يعني لو كانت ذراعة مقطوعة , فلا بد من أن يشمر لك الكم كي ترى البتر بنفسك.. و هكذا ..
هذا النوع يغيظني جدا جدا .. لسبب بسيط ..
صاحب الاحتياجات الخاصة ليس أقل من الإنسان العادي , لكنه – فقط – مختلف.. لأنه منتج و قوي و سيصل لكل ما يريده بقوة إرادتك و إصراره.. ألم يكن
أول معاق يعبر المانش , مصري ؟
لو لم تكن تعرف هذه المعلومة فاحفظها لتعرف أن العاهة لا تعني أبدا التسول !
الشحات المبدع
هذا النوع من الشحاذين غير متواجد عندنا بكثرة للأسف , لكنة متوفر بكثرة في الغرب..
تجد شخصا واقفا على ناصية , يعزف شيئا ما على آلة موسيقية , أو يرسم بالطبشور عملا فنيا رائعا على الرصيف, و أمامه منديل أو طاقية تضع أنت فيها ما تراه مناسبا ..
المزية الوحيدة في هذا الشخص هي أنه منتج فعلا .. يعزف أو يرسم لك لتستمتع بفنه و تعطيه نظير ذلك.. إيه الحلاوة دي ؟؟ .. !!
الشحاتة بالأطفال
في هذا النوع يتم استغلال الأطفال في الشحاتة.. تحمل الشحاتة طفلا رضيعا لتشحت به , إلى أن يصل لسن تؤهله لممارسة الشحاتة بنفسه !
من الآخر
هل عرفت الآن مدارس الشحاتة المختلفة ؟ كلمناك عن التقنيات و الأساليب العلمية الحديثة في علم الشحاتة .. فقط يلزمك التدريب و المثابرة لو كنت قد قرأت هذا الموضوع بنية الإحتراف.. فربما تترقى في المهنة ,فيصبح لك في المستقبل منطقة خاصة بك لا ينازعك في ملكيتها أحد زملاء المهنة..يعني يبقى من حقك تتخانق معاهم و تقول : " دي منطقتي ! "
كيف تتصرف بشكل صحيح مع مثل هؤلاء الناس دون أن تشعر بالذنب أو تهين شعورهم بأي شكل؟ حاول اتباع الآتي:
- إذا وجدت أن الشخص الذي يطالبك بالمساعدة المادية يبدو هادئا وغير مؤذ، اقترب منه بحذر لكن احتفظ بمسافة آمنة بينك وبينه، ثم اسأله بلطف لماذا يحتاج المال؟. إذا كانت إجابته أنه يريد المال لشراء طعام أو دواء أو غير ذلك، وكنت مستعدا للدفع ولن يعطلك الأمر عن التزام ما، فالأفضل أن تعرف طلبه بالضبط وتذهب لأقرب متجر أو صيدلية لشرائه، ثم عد لذلك المحتاج لتقدم له ما طلب مع ابتسامة لطيفة.
- إذا بادلك الرجل الابتسام وأخذ يثني على كرمك وحسن أخلاقك، فاترك له ما أحضرت ثم ألق عليه السلام وانصرف . أما إذا قابلك بغضب أو بدا متذمرا لأنك لم تمنحه المال مباشرة، فلك حرية الاختيار، في أن تترك له ما أحضرت وتذهب، أو تنصرف دون أن تقدمه له.
- إذا كنت غير مستعد لتقديم المساعدة في الوقت الحالي، تجنب تماما أن تنظر مباشرة في عيني طالب المساعدة وامض في طريقك دون توقف، أو اكتف بعبارة "ليس معي فكة" كما يفعل الكثير من الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.