"الشحاتة" اصبحت مهنة لها قواعد مختلفة عن الزمن الماضي وقد يصل ممارسوها إلي درجة الاحترافية.. ولها صور عديدة منها القديمة والشحات الرومانسي.. والمعاق والخدوم والشحاتة بالأطفال. أما أحدث صيحة في عالم الشحاتة ظهرت في الإسكندرية هو الشحات الفخم. الشحات القديم يلتزم بالتقاليد القديمة حيث يرتدي ملابس مهلهلة ويظهر عليه النمو الكثيف للشعر ليريك كم هو بائس ويردد "إلهي ما يحوجك لحد.. وإلهي يباركلك في صحتك" مما يجعلك تضطر لدفع ما فيه القسمة. اما الشحات الرومانسي فيأتي في الوقت الذي لا ينبغي أن يتواجد فيه ويظهر أثناء سير الشاب مع خطيبته ودائم التواجد علي الكورنيش ويقول بصوت مسموع للخطيبة: "حاجة لله يابيه.. ربما يخلي المدام" مما يضع الشاب في مأزق ويضطر للدفع له حتي لا تعتقد الخطيبة بأن الشاب لا يحبها وغير جاد في الزواج منها. أما الشحات الخدوم فتجده عندما يقدم لك خدمة لا تريدها من الأساس وتجده أمام دورات المياه في الأندية وفي المطاعم عندما يقدم للزائر مناديل ورقية. أما الشحات المجتهد فتجده دائما منتشراً في وسط البلد فغالبا ما يكون طفلا جالساً علي الرصيف يبيع المناديل وأمامه كراسي يكتب فيها لاعطاء انطباع للمارة بأن هذا الطفل يعاني من ظروف مالية صعبة مما يجعله يتسول ويجبرك المشهد علي اعطائه المال. أما الشحات المعاق فيقترب منك جدا ليريك عاهته بكل وضوح. فمثلا إذا كان ذراعه مقطوعاً فلابد أن يشمر ذراعه للمارة لكي يروه بأنفسهم. يقول أحمد عبدالفتاح "30 عاما" معاق من منطقة الحضرة انه حاول البحث عن عمل ولم يجد وطالب الحكومة بتوفير مراكز تدريب للمعاقين مشيرا إلي انه يستطيع القيام بكل اعمال الخدمة في المنزل ويتمني الزواج كغيره من الناس. تقول صفاء محمد ناشطة حقوقية إن البلاد ينقصها التشريع الذي يساوي بين المعاق والسليم ويفتح امامه كل المجالات للعمل مشيرة إلي انها تشارك في حملة لانخراط المعاق في المجتمع لأن المعاق قادر علي العطاء في العمل ومؤكدة أن شريحة المعاقين بدأت تتسع لذا لابد من تحسين أوضاعها وإدخالها إلي المجتمع ومنحها فرصة في العمل. أما الشحاتة بالأطفال حيث يتم استغلال الأطفال في الشحاتة عن طريق سيدة تحمل طفلاً وتتسول به وتطلب الحاجة قائلة: "ربنا يطولك في عمرك.. وزوجي مريض يحتاج العلاج" وغالبا ما يجلسون علي أبواب المساجد عقب خروج المصلين من الصلاة. أما أحدث أنواع الشحاتة والتي ظهرت بكثرة في الأحياء الراقية بالإسكندرية فهو الشحات الفخم فهندما يقوم صاحب السيارة بركن سيارته في مكان ما يفاجأ برجل وقور يرتدي ملابس أنيقة ويقترب منه ويقول له: لو سمحت عربيتي نفد منها البنزين ونسيت المحفظة ومنزلي في مكان بعيد ويقسم بالله انه مكسوف ومحرج جدا لأنه يتعرض لهذا الموقف لأول مرة ويطالبك برقم هاتفك المحمول لكي يرد لك المبلغ وبالطبع من رابع المستحيلات أن تشك في هذا الرجل مما يجعل الناس تدفع له علي اساس ان الناس لبعضها وترفض اعطاءه رقم هاتفك المحمول. والغريب في هذا النوع من الشحاتين ان الشخص يمكن ان ينهي مشاويره ويقضي كل متطلباته وبمجرد ان يعود لمكان سيارته مرة اخري يجد الشحات الفخم لايزال واقفاً مع قائد سيارة اخري ويعيد له نفس الحوار الكاذب الخاص بأن سيارته نفد منها البنزين ويشير إلي أي سيارة فخمة متواجدة في المكان علي أساس أنها سيارته مما يضطر الرجل صاحب السيارة عندما يكتشف امره ان يدعو عليه طول الطريق.