ذكرت جريدة " البيان " الاماراتية إن طرق التسول أكثر من أن تحصى، وهناك عجائب وغرائب لوسائل الاحتيال وتصنع الفقر لاستدرار عطف الناس والحصول على أموالهم، ولكن أن يقود شاب بكامل أناقته سيارة فخمة غالية الثمن، ويستوقفك في محطة الوقود طالباً ثمن بنزين سيارته ذات الدفع الرباعي، فهذا هو الأمر المستفز؛ لأن الحيلة قد تنطلي على كثيرين من ذوي القلوب الرحيمة الذين يتبعون مقولة «ارحموا عزيز قول ذل». وما يستدعي الكتابة ليست حالة عابرة قد يكون صاحبها صادقاً مضطراً إلى هذا الفعل، وإنما هناك أكثر من قصة تتكرر، ويصف الناس ذهولهم من شاب ينزل من سيارته الفخمة ليصف حاجته بفقد محفظة نقوده، وأن بنزين السيارة قد نفد، ولا يستطيع مواصلة طريقه، وقد يروي القصة بشكل مختلف مدعياً أن والدته مريضة، وأنه جاء من بلد مجاور لكنه لا يستطيع الوصول إلى المستشفى لعدم قدرته على دفع ثمن البنزين. هذه القصص تثير العجب والغضب، لأن السيارة الفخمة تشير لقدرة صاحبها المادية الجيدة. هذا الموقف يتكرر في محطات الوقود الموجودة على الطرق بين الإمارات، حيث يتربص متخصصون بهذا النوع من التسول بمرتادي المحطات، معتقدين أن الشخص الذي ينتقل بين إمارتين لابد أنه يحمل مالاً تحسباً لمفاجآت الطريق، ومن السهل اصطياده. خاصة أن الحيلة قد تكون مقنعة لكون المحطة بعيدة عن المدينة ولا يعقل أن يتسول فيها أحد، وقد واجهت هذا الموقف في إحدى المحطات بين إمارتي أبوظبي ودبي، وكان الرجل يتحدث عن مشكلته مدعياً أن أسرته معه وكان بصحبته سيدة تغطي وجهها، بينما أشار إليّ أحد العاملين في المحطة بالابتعاد عنه، وعرفت منه أن الرجل يقوم بهذا العمل بشكل يومي مع رواد المحطة! إذن الواجب إبلاغ الشرطة، فإن كان كاذباً سيدفع ثمن احتياله. ولتحذروا متسولي السيارات الفارهة.