السيد المحترم / جمال سلطان السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة انا عندى سؤالين لحضرتك بعد أذنك و أنا أعرف انه لا توجد أجابة لهم فى الوقت الحاضر و لكن من باب الأمل أحاول أن أطل ببصرى لعل و عسى!! 1 - الى متى سوف أظل خارج بلدى بعيدا عن عائلتى و أصدقائى و أحبابى ؟ 2 - الى متى سيظل المصريون الألف منهم بجنية او أقل ؟ قبل أن تجيب على أسألتى أود أن أوضح لك من أنا و لماذا أسأل هذه الأسئلة و أرجو أن يتسع صدرك لقراءة باقى الرسالة ... أنا شاب مصرى ابلغ من العمر 29 عاما و أقيم حاليا فى دولة الأمارات و اعمل محاسب وذلك منذ عامين و قد سافرت الى الامارات بدون عقد عمل ولا اى شىء و بفيزا زيارة و الحمد لله الذى أكرمنى بعمل بعد صعوبات جمة مع القوانين و الكفيل وما تعرفة من مشاكل العمل فى الدول الخليجية . و لكم ما الذى دفعنى للسفر رغم انى وحيد والدى و لى أختين من البنات و ابى على المعاش ، الذى دفعنى لذلك هو انة فى الافق لا يوجد مستقبل فى مصر بالنسبة لأمثالى ممن لا يجيدون أمور النفاق و خفة اليد و التملق و مهارات تقليب العيش على رأى بعض من عرفت !!! دعك من كل ذلك الهراء النفسى الذى أحاول أن أكبت رغبة جارفة فى أن أحكية أليك لانك تعرف رغبة الانسان فى أن يحكى همومة تفوق رغبات أخرى كثيرة . المشكلة الرئيسية هى شعورى بالهوان و الذل و انه ليس لى من بلد يحمى ظهرى عند حدوث اى مشكلة او مصيبة . لأن بلدى للأسف هى مصر و أقول للأسف رغم أننى احبها و لكن ليس حب الأغانى الوطنية أو هذا الهراء انا أحب الشارع الذى أسكن فية أحب بحر الأسكندرية فى ليل الشتاء أحب النيل عند الغروب أحب اثار اجدادنا و افتخر بما فى بلدىو ليس فى باقى بلدان العالم و لكن سبحان الله ما نفتخر به فقط هو الماضى _ النيل ماضى و البحر منذ قديم الاذل و أحدث ما نفتخر به عمرة 7000 سنة . لا تضحك و لا تهون على و تقول عندنا نجيب محفوظ او البرادعى أو عمر الشريف او القرية الذكية او قصر العروبة بما فية . لا انا اتكلم عن شعورى بالامان حتى و انا خارج بلدى . كم يؤلمنى اننى لا أستطيع أن أقول مثل هذا الكندى فى حادث السيارة الأسبوع الماضى عندما لم يعجبة تقرير الشرطى بتحميلة مسئولية الحادث انة سوف يشكوا لقنصل بلادة و على الشرطى أن يتحمل المسئولية الناتجة عن ذلك .ملحوظة ( أنا لا أعرف أين قنصل بلادى فى الامارات ) . وتألمت أكثر عند وقوع حادث مؤسف لأثنين مصريين عند سيتى سنتر دبى حيث سقط فوق سيارة الاجرة التى يستقلونها كونتينر حمولة 60 طن و لم يبقى منهم شيئا و توقفت الحياة فى دبى 6 ساعات عند حدوث هذا الحادث و لم أجد قنصل أو سفير بلادى فى مكان الحادث و لم أجد من يسأل عن أرواح هؤلاء المصريين التى ذهبت هباء لم أجد من يطالب بالتعويض لهما أو يذكر من أنتقل الى موقع الحادث من مسئولين بلدى العزيزة رغم اننى أقرأ ما يصدر من صحف و مجلات فى الامارات ومصر لأنها تسليتى الوحيدة فى الغربة وأوكد لك انه لم يسأل عنهم أحد لأن سياسة بلدنا فى الخارج أن الاثنان المتوفين كان خطأهم لأنهم يمشون بجوار السيار النقل و لم يكتفوا بوفاتهم وانما تسببوا فى تعطيل المرور .فلماذا نفتعل المشاكل مع الاشقاء ؟؟؟ للأسف انا لا أريد حاليا أن اعود الى مصر لأنها ليست بلدى بلدى هى التى ترعى مصالحى،التى تحافظ على حياتى ، تعودنى فى ضرائى و انا بالمقابل أدافع عنها وأبذل حياتى ثمنا لحفنة تراب منها و أدفع لها الضرائب و التأمينات و شتى أنواع الرسوم هذا هو مفهوم الوطن الذى أعرفه بلدى هى التى تخيرنى فى أختيار من يحكمنى و لكن حاش لله مسئولى بلدى هم آلهه خالدة فى الأرض غرتهم الحياة الدنيا و لم يتقوا الله يوما فينا . تحضرنى 1/2 كلمة لأحمد رجب عندما قال أن مصر البلد الوحيد الذى فية الخروف البلدى أغلى من الأنسان البلدى لأن الخروف ب 1500 جنية و الأنسان فى قطار الصعيد كان ب 1000 جنية . و الحمد لله أكتب يا أستاذ جمال عن مشاكل المصريين بالخارج أكتب عن مشاكل الملايين منا و أذا لم تضجر منى سوف أكتب لك مرة أخرى عما يجيش فى صدرى من قرف . و شكرا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة محمود الشعراوى