قالت صحيفة "جلوبز" الاقتصادية العبرية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لإثنائه عن طرح مشروع حظر الاستيطان بالضفة الغربية على مجلس الأمن. وأضافت: "مصر الدولة التي قدمت مقترح القرار ضد المستوطنات على طاولة مجلس الأمن، سحبته في اللحظة الأخيرة وطالبت بتأجيل التصويت لموعد آخر". وأوضحت أن "مصر لم تفسر السبب وراء طلب التأجيل لكن بعد مرور فترة من الوقت، أصبح من المعلوم أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استجاب لطلب كل من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لسحب مشروع القرار في هذه المرحلة". وذكرت أن "ترامب ونتنياهو خشيا أن يمتنع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما عن استخدام حق الفيتو ضد مشروع الاستيطان". وتابعت: "اتضح أن إسرائيل توجهت لترامب بطلب مفاده أن يساعد في إلغاء التصويت أو على الأقل تأجيله، لكن ما بدا قبل عدة ساعات كإنجاز إسرائيل، أصبح الآن هزيمة؛ حيث قامت 4 دولة أعضاء بمجلس الأمن وهن نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال، بتقديم مشروع القرار مجددًا وطرحه على طاولة المجلس". وذكرت الصحيفة أن "هذه هي المرة الأولى منذ 36 عاما التي تزيل فيها الولاياتالمتحدة مظلة الحماية الأمريكية من فوق إسرائيل في حلبة الأممالمتحدة، وسمحت بذلك ومهدت الطريق أمام مجلس الأمن لدعم قرار ضد البناء في المستوطنات". وأشارت إلى أنه "رغم أن القرار ليس قوة التنفيذ ولا يوجد به أي بنود تتضمن الحديث عن آليات لفرضه، إلا أن يشكل انتصارًا رمزيًا هامًا للفلسطينيين لأنه يعطي دعمًا دوليًا رسميًا لمعارضة المستوطنات، ليس فقط من جانب دول العالم الثالث وإنما الغرب أيضا، وهو من شأنه أن يعطي دفعة لحركة المقاطعة التي تتضمن حظر وسحب استثمارات وعمليات حظر". ونقلت الصحيفة عن داني دانون السفير الإسرائيلي بالأممالمتحدة قوله: "لا مجلس الأمن ولا اليونسكو سينجحان في إعادة كتابة التاريخ وفصل العلاقة بين شعب إسرائيل وأرضه، التوراة تحتوي على 3 آلاف عام من تاريخ الشعب اليهودي في أرضه ولا أحد يمكنه تغيير الأمر، هذا القرار سينضم للقائمة المخجلة للقرارات ضد تل أبيب والتي تم اتخاذها في هذه المنظمة". وأضاف دانون مخاطبًا الدول الأعضاء بمجلس الأمن: "من أعطى لكم الحق في إدانة الشعب اليهودي وبنائه للمنازل بعاصمته الأبدية القدس؟، هل مجلس الأمن كان ليجرؤ على زعزعة حق أي دولة فيكم للبناء على أرضها سواء باريس أو موسكو أو لندن أو واشنطن؟، الجهود الفلسطينيين للمساس بتل أبيب عبر الأممالمتحدة لن تفيد ولن تقدم أي حل، الفلسطينيون لن يحققوا شيئًا حتى يتوقفوا عن التحريض والإرهاب ويعودوا للمباحثات المباشرة معنا". وعن الموقف الأمريكي وامتناعها عن التصويت، قال: "كنت أتوقع من الصديقة الكبرى لإسرائيل العمل وفقًا لسياستها التي لها عشرات السنوات واستخدام حق الفيتو ضد القرار أحادي الجانب هذا، لا شك أن تغير الإدارة في الولاياتالمتحدة سيأتي معه بعهد جديد، لقد تخلى أوباما عن إسرائيل ". وبعنوان "منعطف تاريخي.. واشنطن لم تستخدم الفيتو"، قال موقع "دافار ريشون" العبري الإخباري إن مصادقة مجلس الأمن مساء الجمعة على مقترح قرار ضد الاستيطان هو منعطف تاريخي يحدث لأول مرة؛ في وقت صوتت فيه 14 من أصل 15 دولة على الأمر داعمين للمقترح، بينما امتنعت الولاياتالمتحدة ولم تستخدم الفيتو كما اعتادت أن تفعل في كل المرات التي شهدت تصويتًا مشابهًا بالماضي. ولفت إلى أن "المقترح الذي تقدمت به كل من نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال، وافقت عليه وأيدته كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وهن أيضا لهن حق استخدام الفيتو، وكذلك مصر وأنجولا واليابان وإسبانيا وأوروجواي. ونقل عن إسحاق هرتسوج -زعيم المعارضة الإسرائيلية- قوله إن "هذه أمسية صعبة لإسرائيل، لم نعرف أو نعهد شيئًا مثل ذك لعشرات السنوات، إنني أعارض وبشدة القرار الصعب والقاسي الذي اتخذ هذا المساء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنها هزيمة استراتيجية مريرة لدولة إسرائيل". هرتسوج أضاف: "8 سنوات من صراعات نتنياهو المستمرة مع رئيس أكبر قوة عظمى في العالم وحليفتنا الوحيدة، هذه الصراعات، وتجاهل التحذيرات الآتية من واشنطن وعواصم العالم، قاد هذا في النهاية إلى الإضرار بإسرائيل وللمستوطنات والتي تم الاعتراف بها في الماضي كإنجازات سياسية، الآن حان الوقت لنعترف أن إسرائيل فشلت فشلاً خطيرًا في الحلبة السياسية الأهم جدًا، لقد فضل نتنياهو دائما بقاءه والمستوطنين على مصالح إسرائيل". بدوره، قال عامير بيرتس البرلماني الإسرائيلي المعارض: "إذا كانت هناك لحظة لابد فيها من طرح الثقة في حكومة نتنياهو فقد حانت هذه اللحظة، دولة إسرائيل تدفع اليوم ثمنًا باهظًا وغاليًا بسبب غموض وغطرسة نتنياهو"، مضيفا أنه "على نتنياهو الاستقالة الآن من منصبه كرئيس للحكومة، وكوزير للخارجية"، موضحًا أنه سيطرح غدًا الأحد بالكنيست مقترحًا بحل البرلمان. من جانبه، قال أيمن عودة -البرلماني العربي بالكنيست- إن "غطرسة نتنياهو ووزرائه، علاوة على سرقة الأراضي الفلسطينية قادا المجتمع الدولي إلى إدراك أن رافضة السلام الحقيقية هي حكومة إسرائيل، الآن لابد أن نستمر في العمل أيضا بالحلبة الدولية والمحلية حتى إقامة دولة فلسطينية والتوصل الى اتفاق سلام يكون جيدا للفلسطينيين و الإسرائيليين".