اعتاد المواطنون فى محافظة سوهاج، سنويًا، على التوافد على إحدى محلات الحلوى، التى يمتلكها أحد الأقباط فى المحافظة، لشراء حلوى ( المولد النبوى)، وسط فرحة متبادلة، بينهم وبين البائع القبطى الذى يقدم التهنئة لكل المشترين المسلمين بمناسبة المولد النبوي، ويرد عليه المشترون نفس التهنئة متمنيين له الخير وأن يظل بينهم كل عام يشترون منه حلوى المولد. (رزق غطاس) صاحب المحل 55 عامًا، يبع حلوى المولد منذ أكثر من 20 عامًا، يشعر بالفرحة السعيدة كل عام، وهو يتبادل التهانى مع الأهالى المسلمين، الذين يقومون بشراء الحلوى منه خصيصاً، بالرغم من وجود أكثر من محل تجارى بمحيطه. وأكدت غالبية المواطنين، أن علاقتهم ب"رزق" جميلة جداً، وأن البشاشة والفرحة لا تفارق وجهه وهو يرى المشترون قادمون إليه من بعيد لشراء حلوى المولد. وأضاف الحاج (مراد أبو حماد) أحد الأهالى، "أن شراء الحلويات أشياء تذكرنا بمولد المصطفى، وهى مناسبة سعيدة، و"غطاس" طول عمره جار لنا فى التجارة وفى السكن وما يهمناش إن كان مسلمًا ولا قبطيًا كلنا إخوة، وبعدين إحنا بنحتفل بمولد الحبيب اللى علم الدنيا الأخلاق والمحبة مع المسلمين ومع غير المسلمين". وفى مدينة طما شمال المحافظة، تشهد المدينة إقبالاً ملحوظاً من المواطنين على( خليل قديس) صاحب محل صغير لبيع الحلوى، ويقومون بالشراء منه دون غيره، مؤكدين أنهم اعتادوا على الشراء منه سنوياً. أما فى مدينة طهطا، فيجلس شاب فى العقد الثالث من العمر يدعى( مينا كرمي)، على امتداد شارع المحطة، أمامه العشرات من علب حلوى المولد دون غيرها، ليبيعها للمسلمين وغيرهم فى هذه المناسبة، مؤكداً أن زبائنه ليسوا مسلمين فقط، وإنما الإقبال عليه يكون من الأقباط أيضاً ممن اعتادوا تقديم حلوى المولد لجيرانهم وأصدقائهم المسلمين كهدية فى هذا اليوم.
كما رصدت "المصريون"، فى مركز المراغة شمال المحافظة، أسرة قبطية مكونة من 4 أفراد، بينهم علاقة وطيدة بإحدى الأسر المسلمة، منذ أكثر من 20 عامًا، يقومون سنويًا بشراء حلوى المولد، وإهدائها للأسرة المسلمة كنوعٍ من المحبة والمودة فيما بينهما. وأكد إسحاق صموئيل 57 عامًا: "إحنا فى علاقة بينا وبين جيرانا المسلمين، ومن زمان هما يهادونا فى أعيادنا واحنا بنهاديهم فى أعيادهم، وبنشترى حلاوة المولد معاهم". بينما يتزاحم الأهالى على محل تجارى فى مدينة جرجا جنوباً، يمتلكه شخص فى العقد الخامس من العمر يدعى( جميل دريس) والذى أكد أنه يمتهن بيع الحلوى منذ أكثر من 15 عاماً، وسط حالة من الفرحة والسعادة على زبائنه الذين يتوافدون عليه بمناسبة المولد النبوى.