الجبلاوي: الرئيس السيسي حافظ على سيناء بالنهضة والتعمير ومحاربة الإرهاب    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    استمرار انعقاد الجلسات العلمية لمؤتمر كلية الطب البيطري بجامعة كفر الشيخ    البداية من فجر الجمعة.. تعرف على مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024    محافظ القليوبية يوجه باستغلال الجزر الوسطى بإقامة أنشطة استثمارية للشباب    برلماني: مصر تبنت خطة تنموية شاملة ومتكاملة في سيناء    وزير التنمية المحلية يتابع مع البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    انقطاع الاتصالات والإنترنت عن وسط وجنوب غزة    الدفاع المدني بغزة: الاحتلال يستخدم أساليبًا إجرامية بحق المدنيين العزل    عمارة: كلمة الرئيس فى ذكري تحرير سيناء حملت رسائل قوية من أجل الاستقرار والسلام    صحيفة: ليفربول يعلن سلوت مديرًا فنيًا للفريق نهاية الأسبوع    النيابة تأمر بتفريغ كاميرات المراقبة فى ضبط عصابة سرقة الشقق السكنية ببدر    إهناسيا التعليمية ببني سويف تنظم مراجعات شاملة لطلاب الثالث الثانوي (تفاصيل)    «بنات ألفة» يحصد جائزة أفضل فيلم طويل ب«أسوان لسينما المرأة» في دورته الثامنة    إيهاب فهمي عن أشرف عبدالغفور: أسعد أجيالًا وخلد ذكراه في قلوب محبيه    تامر حسني وأنغام نجوم حفل عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية    «الرعاية الصحية» تستعرض إنجازات منظومة التأمين الصحي الشامل بجنوب سيناء «انفوجراف»    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    «المحامين» تعلن موعد جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد بجميع الفرعيات    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر والسيسي بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصان المولد النبوى فى مصر .. الحصان الحلاوة
نشر في شباب مصر يوم 21 - 06 - 2012


حصان المولد النبوى فى مصر .. الحصان الحلاوة
بقلم : ديانا أحمد
لم يعد الحصان الحلاوة موجودا اليوم ولعل اختفاءه لأغراض سياسية فلم يعد المطلوب غرس روح القتال والفروسية والرجولة فى الشباب والأطفال (ولم يعد المطلوب أن يكون الجيش المصرى قويا مسلحا كجيوش حلف الناتو أو عودته للقضاء على الدرعية وسلفييها وآل سعودها مجددا كما فعل محمد على وابراهيم باشا) بل الميوعة والخيانة والصهينة ، ولعل السبب هو التحريم السلفى لحلوى وتماثيل المولد النبوى الشريف (الموافق 12 ربيع الأول من كل عام هجرى) ، وهى العادة الجميلة المأخوذة عن الفاطميين فى الأصل ، وموت السلفى والسعودى والإخوانى موته و سمه ، الشيعة والفاطميون ، والعادات الجميلة .. اليوم فقط توجد عروسة صينى بلاستيك .. وإن وجدت فعروسة حلاوة .. لا أثر للحصان الذى يمتطيه فارس يرتدى الزى العسكرى والكاب peaked cap شاهرا سيفه ورافعا علم بلاده أو علم الخلافة العثمانية الأحمر ذو الهلال والنجمة أو علم مصر أيام محمد على وهو أحمر وله هلال وثلاث نجوم ... المعتاد فى الحصان الحلاوة هو علم محمد على .. لكن أنا ابتكرتُ له أعلام مصر الناصرية (بألوانه الثلاثة والنجمتان الخضراوان ، وهو علم سوريا حاليا) ، أو حتى علم مصر حاليا ذو النسر الذهبى .. وجعلته يرفع أيضا علم فلسطين .. ويمكنكم جعله يرفع أى علم تشاؤون .. ووضعته فى علبة خشبية صنعتها على مقاسه تشبه سلة البيض .. وحبذا لو تم الحفاظ على قالب صنع الحصان الحلاوة .. وصنعه ليس فقط من السكر كما هو متبع ومعتاد .. بل يمكن تصنيعه من البلاستيك أيضا .. ومن المعادن كالحديد أو النحاس أو الفضة أو الذهب .. للحفاظ على هذا التراث الحضارى النادر الآن والمهدد بالضياع والنسيان .. إنه الحصان الذى أراه فى سير أبو زيد الهلالى وذات الهمة وعلى الزيبق والظاهر بيبرس وغيرها من السير الشعبية
واسمحوا لى أن أضع مقالتين فى غاية الأهمية عن الحصان الحلاوة :
اهتمام بالعروسة وغياب الحصان
حلوى المولد.. إقبال على الشراء رغم ارتفاع الأسعار
* علبة ب525 جنيها
* نصف كيلو للأولاد
شراء حلوى المولد بكمية أقل لارتفاع الأسعار
تحقيق: إيمان أنور
ارتفاع أسعار السكر والمكسرات أثر على سوق "حلوى المولد" التي اعتاد المصريون تناولها في إطار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وهي عادة أدخلها الفاطميون إلى مصر وتطورت بصناعة العروسة بمروحتها للبنت والحصان والفارس للولد - وكلاهما من الحلوى - ليلعب بهما الأطفال ثم يأكلونها، إلا أن العروسة والحصان "الحلاوة" اختفيا في الأعوام الأخيرة وحل مكانهما أشكال بلاستيكية براقة.
بائعون ومشترون قالوا - لموقع "أخبار مصر" http://www.egynews.net - إن الأسعار مرتفعة بما يدفع إلى تقليل الكمية دون الحرمان من شراء حلوى المولد، كما أشاروا إلى استمرار الإقبال على شراء عروسة المولد (البلاستيك) خاصة كهدية من الخاطب لعروسه بينما غاب الحصان الذي فقد الإقبال عليه منذ سنوات.
علبة ب525 جنيها
ارتفاع أسعار الحلوى نتيجة لارتفاع أسعار السكر والمكسرات
أبو رحاب مهتدي - مدير فرع متجر شهير للحلويات - قال إن حلوى المولد تلقى إقبالا من المشترين كل عام لارتباط المصريين بها وحبهم لها كبارا وصغارا.
وأضاف أن الإقبال مرتفع على شراء عروسة المولد التي اعتاد الخاطبون والأزواج إهداءها لخطيباتهم أو زوجاتهم وبناتهم، وكذلك شراء الحصان لأبنائهم، مشيرا إلى أن بعض المشترين عندما لا يجدون العروسة لا يقومون بشراء الحلوى.
وأقر مهتدي بأن الأسعار في 2010 أعلى بكثير من 2009، وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر السكر والمكسرات، ضاربا المثل بارتفاع سعر كيلو الفستق بنحو 40 جنيها.
وقال إنه يبيع حلوى المولد بأسعار تبدأ من 13 جنيها للكيلو، وهناك علب تزن 3 كيلو بسعر 63 جنيها للعلبة، مشيرا إلى اختلاف الأسعار وفقا للأصناف حسب رغبة "الزبون".
من جانبه، قال محمود - بائع بمتجر حلوى شهير - إن الإقبال مرتفع على شراء حلوى المولد، مؤكدا أنه يبيع بنفس أسعار 2009.
وأضاف "نبيع العلبة 2 كيلو ب110 جنيهات، كما قدمنا عرضا جديدا عبارة عن صندوق كبير على شكل علبة مجوهرات كبيرة ب525 جنيها والذى لاقى إقبالا كبيرا من المشترين، هذا غير عروسة المولد والتي لا يزال عليها الطلب في السوق على عكس الحصان الذي لا يطلبه أحد".
أما رضا- تعمل بمركز تجاري كبير للسلع الغذائية - قالت "بدأنا في البيع بشكل جيد، ولكننا كنا نبيع بأسعار 2009، فتوقفنا حتى نضع أسعار 2010 على الحلوى"، مشيرة إلى أن الأسعار تبدأ من 10 جنيهات إلى 30 جنيها للكيلو.
وأضافت أن ارتفاع الأسعار لم يشمل كل أنواع الحلوى ولكن بعضها فقط "مثل البندقية التي كانت ب61 جنيها للكيلو وأصبحت ب69 جنيها، واللوزية التي كانت القطعة ب6.60 جنيه وأصبحت ب8.60 جنيه، بالإضافة إلى الملبن المحشو والفستقية التي ارتفعت بشدة".
بينما قال كمال الضو - مدير متجر شهير - "توقفنا عن إنتاج عروسة المولد والحصان منذ مدة طويلة لعدم وجود طلب عليها".
وأضاف أنه "من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في 2010 بسبب ارتفاع سعر السكر الذي رفع أسعار الحلوى بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 35%، فعلى سبيل المثال الكيلو المشكل يباع ب19.50 جنيه في 2010 وكان ب12 جنيه فقط في 2009، والعلبة (2 كيلو) تباع ب40 جنيها والعلبة (3 كيلو) تباع ب58 جنيها والعلبة الفاخرة (VIP) ب80 جنيها".
وقال ياسر- بائع بمتجر للحلوى - إن الأسعار لم ترتفع إلا قليلا، والإقبال على الشراء مرتفع. وأوضح أن المشترين يقبلون على شراء عروسة المولد قبل المولد النبوي بنحو يومين، أما الحلوى فيتم شراؤها مبكرا.
وأضاف أنه "لا يوجد سعر محدد للكيلو، وأبيع حسب اختيار الزبون لأصناف الحلوى"، مشيرا إلى ابتكار أشكال جديدة للعروسة لجذب المشترين.
نصف كيلو للأولاد
إقبال على عروسة المولد وغياب الحصان
ومن المشترين، قال رفعت أبو العلا "اشتريت عروسة المولد لزوجتي لأن ذلك سوف يبهجها، حيث اعتدت على شرائها كل فترة، أما حلاوة المولد فلا أحرص على شرائها بانتظام في كل عام".
وقالت أسماء جمال إن "حلاوة المولد تدخل علينا البهجة لارتباطها بالاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد تجولت في عدة متاجر لألقي نظرة على الأسعار قبل الشراء، ومهما ارتفعت الأسعار فسوف أقوم بالشراء فهي مناسبة لا تأتي إلا مرة كل عام".
وقال ناصر "اعتدت على الشراء كل عام، ولكن نظرا لارتفاع الأسعار فسوف أشتري نصف كيلو فقط كي أسعد الأولاد".
أما عبد الرحمن محمد فيرى أن اقتراب موسم حلوى المولد من أهم أسباب ارتفاع سعر السكر بسبب سحب المصانع لكميات كبيرة من السكر من السوق، مشيرا إلى حرصه على شراء الحلوى سنويا مع عدم اهتمامه بشراء العروسة والحصان.
وقالت إيمان - ربة منزل - إن "الأسعار مرتفعة ولذلك فلن أشتري إلا القليل فقط للأولاد". وأضافت أنها تحب العروسة كثيرا ولها العديد من الذكريات معها أثناء مرحلة الطفولة، عندما كانت تعدها والدتها بالمنزل وبعد أن تلعب بها تأكلها، ولكنها لا تقبل على شرائها في الوقت الحالي.
كما قالت منى- ربة منزل - "عندما ترتفع الأسعار أقلل الكمية التي أشتريها فقط ولا أمنع نفسي من حلوى المولد". وأضافت أنه "لا يوجد عندي أطفال كي أشترى لهم العروسة والحصان".
العروسة والحصان والمركب "الحلاوة" انقرضت وأصبحت من التراث لكن يبدو أن حلوى المولد لن تكون كذلك حيث يحرص المصريون على شرائها وعدم حرمان أولادهم منها حتى لو ارتفعت أسعارها.
****
حكاية العروسة والحصان الحلاوة
ظهرت عروس المولد الحلاوة لأول مرة في مصر في العهد الفاطمي وكانت تضع في دار الفطرة بالإضافة إلى ظهور الحصان الحلاوة الذي يمتطيه فارسا يقول إبراهيم العنان المؤرخ المصري إن العروسة الحلاوة يرجع سببها إلى أن الحاكم بأمر الله الفاطمي كان قد حرم علي الأهالي إقامة الزينات الخاصة بالزواج إلا في مناسبة مولد النبي صلي الله عليه وسلم لذلك كان أهل العروسين يتفننون بعمل الحلوى وتشكيلها علي شكل عروس تيمنا بالزواج المرتقب وتقوم عائلة العريس بإهداء العروس عروسة كبيرة مزينة بالكرانيش الزاهية.. أما الحصان الحلاوة فهو تجسيد للخليفة الممتطي فرسه في الأعياد تعبيرا عن البطولات العربية لما لها من تأثير في الوجدان المصري
*****
حلاوة زمان.. عروسة وحصان!
الأربعاء، 24 فبراير 2010
محمد الدسوقى رشدى - تصوير : ماهر اسكندر
الفرحة لدى أهل مصر المحروسة مرتبطة بالسكر، يكاد يكون هو جزءا منها وتكاد تكون هى جزءا منه مع الوضع فى الاعتبار أن الفرحة دائما ما تأتى بالسكر، ولكن السكر ليس شرطا أن يأتى هو بالفرحة، ولكنها تبقى حالة فريدة من الالتحام والالتصاق والترابط ساهمت العادات المصرية فى خلقها وصناعتها ودوامها، تسمع صوت الزغرودة منها فتذهب إلى حيث المصدر لتجد ما يكفى فمك من السكر بأشكاله وتنويعاته المختلفة.. فى مصر لا يوجد فرح من غير جاتوهات مسكرة، ولا يوجد عيد ميلاد من غير تورتة، ولا توجد زيارة سعيدة من غير طبق حلويات مشكل، ولا توجد نجاة من حادث أليم بدون علبة شيكولاتة.
فى مصر كل الأحداث المبهجة يمكن التعبير عنها بالسكر ومشتقاته المختلفة حتى لو اقتصر الأمر على كرملاية بخمسة قروش.. الأهم أن تتم تحلية الفم بعد أن حصلت الروح على حلاوتها من الحدث المفرح، وربما يفسر لك هذا المنطق سر خلو سرادقات العزاء من القهوة المظبوط والقهوة السكر زيادة.. فى الحزن والمأتم لا وجود للسكر الكل فى تلك الظروف الكارثية يشربها سادة.
السكر إذن هو وسيلة من وسائل المصريين للتعبير عن الفرحة بحدث ما لذلك فهو أحد الحاضرين بقوة فى احتفالات المولد النبوى.. وهل لدى أهل المحروسة مناسبة أكثر فرحا من الاحتفال بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام؟.. بالطبع لا، والدليل يكمن فى تلك التشكيلة غير المعقولة من الحلويات الخاصة فقط بالمولد النبوى.
أعلم أن الوهابيين هاجموا تلك الفكرة وبعضهم حرم الربط بين الحلاوة بأنواعها وبين الاحتفال بالمولد النبوى، وأعلم أن بعضهم اعتبر أن العروسة والحصان الحلاوة والسمسمية والحمصية وبقية قائمة حلاوة المولد النبوى بدعة تأخذ من يحتفل بها إلى حيث توجد أبواب جهنم، وأعلم أن العديد من الوهابيين اعتبروا مسألة حلاوة المولد جزءا من نظرية المؤامرة ضد الدين الإسلامى ونبيه الكريم لدرجة أن بعضهم أكد أن تحويل الاحتفال بالنبى الكريم إلى موسم لأكل الحلاوة كما يسميه البسطاء فى مصر أمر فيه إهانة لنبى الإسلام، وأعلم أنك قرأت مثلى العديد من الفتاوى التى تحرم الاحتفالات بالمولد النبوى لأن أسبابها حصلت فى عهد السلف ولم يحتفلوا بها، ولو كان فى ذلك خير لسبقونا إليه.
ولكن هل يمكنك أن تنحى كل ذلك جانبا لأن الله وحده أعلم بما فى القلوب؟، هل يمكنك أن تضع كلام هؤلاء الذين يستكثرون على الناس فرحتهم على أى رف لأن نوايا البسطاء من الناس خالصة لوجه الله ونبيه أكثر من هؤلاء المتشدقين بالعلم؟.. أعتقد أنه يمكنك أن تفعل ذلك ببساطة لأنك لم تضبط نفسك يوما ما غافلا عن الصلاة على النبى عليه أفضل الصلاة والسلام بسبب الحمصية أو السمسمية، ولأنك لم تضبط نفسك غافلا عن ذكر عظمة ميلاد خاتم المرسلين وأنت تشترى لولدك حصان حلاوة يعلوه فارس معتز بسيفه يذكرك ويذكر ابنك بزمن أخلاق وشهامة الفرسان، ويعيد عليك القصص والحواديت عن أولئك الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل انتشار هذا الدين سواء كانوا فرسانا فوق خيولهم أو دعاة ملأوا الدنيا محبة وسماحة واحتراما.
لا تتوقف أمام تلك الفتاوى المزعجة لأن المفتى الذى يتخيل أن حتة حمصية أو سمسمية أو عروسة حلاوة قد تجعل المؤمن يغفل عن ذكر نبيه والاحتفال بميلاده لا يستحق أن تتأمل فتواه، والشيخ الذى يرى أن ذهاب الأب لزيارة أولاده وبناته بعلبة حلاوة أو «الموسم» كما هو متعارف عليه شعبيا يرتكب بدعة ستأخذه إلى النار لا يمكن أن يكون فهم روح الإسلام.
حلاوة المولد إذن.. ليست كما صورها الوهابيون (السلفيون) طفاسة بطن أو تراث فساد، فهى جزء من سلوك حياة شعب يحب الفرحة ويعشق الاحتفال بكل ما هو محبب إلى قلبه، فربط كما هى عادته بين المولد النبوى والاحتفالات التى تتوجها الحلوى منذ أول احتفال أقيم فى عهد الدولة الفاطمية عام 973ه.
تأتى بداية شهر ربيع الأول من كل عام لتنتشر السرادقات حول المساجد الكبرى وتحديدا مساجد أولياء الله والصالحين، ليتوافد عليها محبو النبى وآل بيته من كل مكان ليغرقوا فى بحور الذكر والإنشاد ويغرق بجوارهم الصغار فى بحور بائعى الحلوى والألعاب البسيطة.. وبالتزامن مع ذلك تنتشر فى ربوع مصر خيم بيع الحلوى، وتتصدر حلاوة المولد واجهات المحلات الكبرى والصغرى ويصبح فى متناول كل فقير أو مسكين أن يحصل على حقه من السكر الذى يعوضه شهور الحرمان التى عاشها بسبب إيده القصيرة وجيوبه الخالية وأسعار السكر الجنونية.
الجميل فى حلاوة المولد أنها ليست مجرد قطع مسكرة يحصل الجوعان منها على ما يسد جوعه أو يحلى فمه، هى أجزاء من تاريخ وقيم أراد من ابتكرها وصنعها وطورها أن تصل للناس.. انظر لفكرة الحصان الحلاوة وسوف تكتشف ما أقصد هنا بالضبط.. ذلك الجواد العربى الأصيل الذى يمتطيه فارس لا يدخل سيفه غمده أبدا مهما اختلف المصنع الذى أنتج الحصان ومهما اختلفت بعض تفاصيل الصنعة ومهما تنوعت جودة السكر والألوان التى صنع منها الحصان الحلاوة وفارسه، لم يظهر هذا الحصان الحلاوة بمفرده مجرد حصان وخلاص، ولم يظهر الحصان الحلاوة وعلى ظهره فارس بدون سيف.. دائما كان الحصان فى وضع الاستعداد والجرى ودائما كان الفارس شاهرا سيفه وكأنهما فى أرض معركة حربية.. أمر هذا الحصان وهذا الفارس اللذين يحولهما الأطفال بعد فترة إلى طبق مهلبية أحمر اللون أو يأكلونهما بعد جولات وجولات من اللعب لا يمكن أن يقف أبدا عند حدود السكر أو اللعبة، بل هو رسالة تمتلئ بالقيم والمبادئ، أراد صانعو هذا الحصان الحلاوة أن يغرسوها فى نفوس أبنائنا، وكأنهم يذكرونهم بقيمة الفارس العربى وحلاوة شهامته وأخلاقه وشجاعته، كان الحصان الحلاوة الذى بدأ يتلاشى من حياة أطفالنا الآن تعبيرا عن البطولات العربية الشريفة وزمن النخوة والكرامة قبل أن يكون مجرد لعبة يفرح بها الأطفال، وربما لا أكون مزايدا أو مبالغا إن قمت بالربط بين هذا الاختفاء التدريجى للحصان الحلاوة من حياتنا واختفاء أخلاق الفرسان ومعانى الشهامة والرجولة من مجتمعنا، لا مبالغة فى ذلك إن كنا نؤمن أن الرجال والشجعان تصنعهم ألعاب الطفولة قبل أن تصنعهم سنوات الرجولة.. تصنعهم تلك الإشارات البسيطة التى يتلقونها فى سنوات عمرهم الأولى، وربما يفسر لك هذا المعنى حال الأجيال الحالية التى لم تسمع فى صغرها سوى نانسي عجرم وشعبولا وسعد الصغير وأغنية حجرين ع الشيشة ولم تلعب فى طفولتها سوى بباربى ورشاشات رامبو وأسلحة الجيش الأمريكى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.