يبدو لكثيرين أن تونس أفضل استقرارًا وأمنًا من مصر، بعد أن انتهى الوضع بين الإسلاميين والتيارات العلمانية بترويكا أراحت الجميع. الحقيقة.. الحال شبيه بمصر.. اعتصامات.. سطو مسلح.. غياب الأمن. متاعب اقتصادية جمة.. الحرب التى يشنها العلمانيون اشتدت على التيار الإسلامى بعد قيادته للحكومة. السيناريو التونسى الذى سبقنا بالثورة ثم باستقرار الحكم، ينبغى أن يعطينا ضوءًا أحمر نستفيد منه فى توقعاتنا حتى لا نناطح السحاب تفاؤلا ثم نهبط إلى الأرض انكسارًا. الآن يسبقوننا فى استقرار الحكم ومع ذلك فإن "الحال من بعضه" من واقع ما يجرى فى ذلك البلد الذى استلهمنا من أهله الثورة على فرعوننا واقتلاعه، وأظن أنه سيتكرر عندنا بعد تسليم الحكم لرئيس منتخب وحكومة يقودها الإسلاميون باعتبارهم تيار الأغلبية فى البرلمان. - جريدة الصباح (السبت 10 مارس): أطراف سياسية ودبلوماسيون أوروبيون وعرب شاركوا فى حبك خيوط مؤامرة ضد الحكومة التى يقودها التيار الإسلامى. - سرب بعض المسئولين بالحكومة معلومات بأن هناك اتصالات بالسفارات الأجنبية، منه اجتماع ضخم فى مقر أحد السفراء الأوروبيين بتونس، حضره 7 سفراء من أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، وبعض الأحزاب والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني. - الصحافة المكتوبة والإذاعات وبرامج التوك شو التليفزيونية تتحدث يوميا عن أزمة سياسية ومشكلات اجتماعية واعتصامات واحتجاجات وإضرابات متتالية. - أطراف سياسية ومصرفية ورجال أعمال تونسيون يعتبرون أن حكومة الإسلاميين تفتقر للحكمة والحنكة فى تسيير شئون البلاد، وأنها غير قادرة على مواجهة موجة الاحتجاجات والضغوط المسلطة عليها. - معظم التقارير السيئة يكتبها شخصيات تونسية وناشطون فى المجتمع المدنى، وقد أرسلوا معلومات للدوائر الدبلوماسية الغربية بأن آخر مارس الجارى سيشهد استقالة الحكومة الحالية ونهاية عهدها بالحكم. - يشهد الإعلام التونسى غزارة فى إنتاج الأخبار السيئة والمرعبة، منها أن صحفيات يتعرضن للتهديد برشهن بماء النار، و500 شخص يعتصمون منذ أسبوعين أمام مقر التليفزيون التونسى تحت شعار تطهير الإعلام. - الدكتور رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية، لقناة الجزيرة: بعض المراقبين يظنون أن هناك حربًا أهلية فى تونس.. الإعلام يشوه الحقائق فى كثير من الأحيان بحديثه عن غياب الاستقرار وعن انقسامات حادة فى المجتمع وفى الطبقة السياسية، فى حين أن ما يحصل فى الواقع حراك سياسى مجتمعى طبيعى فى ظل مناخ الحرية السائد. - عبدالسلام – مرة أخرى: تونس بعد الثورة بلد مستقر وآمن على عكس ما تشيعه بعض وسائل الإعلام.. الاستقرار فى العهد السابق كان مفروضًا بالاستبداد وبقوة القمع. - 80% من وسائل الإعلام التى كانت تطبل لبن على وتسبح بحمده، ركبت موجة الثورة. نفس الوجوه انقلبت 180 درجة. - الباجى قائد السبسى رئيس الحكومة السابقة: أوضاع البلاد فى ظل حكومة الإسلاميين مقلقة جدًا، أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، إضافة إلى تنامى التطرف. - عامر العريض رئيس الدائرة السياسية لحركة النهضة: شبكات من الفاسدين التابعين للنظام السابق مولت بعض الاعتصامات العشوائية، والاعتصامات التى عمدت إلى الحرق والتكسير. - الإعلام يعمل يوميًا على تصعيد ظاهرة "سلفوفوبيا" أى التخويف من السلفيين بابراز الأخبار السيئة عنهم، إلى درجة أن السبسى رئيس الحكومة السابقة صرح بإعلان ندمه عن الإفراج عن الذين كانوا معتقلين منهم منذ عهد بن على. هل نستوعب صفحات تونس التى سنراها بالتأكيد فى كتابنا وربما أسوأ؟ [email protected]