الحاجة أم الاختراع، هكذا تنطبق تلك المقولة على طفل ولد كفيفًا من أب يعمل بمهنة الفلاحة لديه 7 أولاد بنات وبنين، وأم لا تقرأ ولا تكتب كل همها أن ترعى أولادها الآخرين فى بيت ريفى بسيط ، بعد أن فقدت الأمل فى علاج أبنها الوحيد الكفيف بين أولادها. كانت البداية حينما اشتري أحد أصدقائه أحد الموبايلات، وتعطل بعد فترة فأخذه منه رجب ليصلحه لكن صديقه سخر منه، وتساءل كيف لكفيف أن يصلح تليفونًا محمولاً به أجهزة دقيقة ويعمل مرة أخرى. وأضاف، أنه ذهب إلى أحد المحلات وأشترى مفكاً صغيراً وعكف على نفسه، حتى انتهى من تصليح الموبايل، وعمل وعاد إلى طبيعته مرة أخرى، لكن الفكرة لم تفارقه واستهوته حتى استطاع أن يصلح عددًا كبيرًا من الموبايلات لدى أصحابه بدون مقابل. رجب، ولد بقرية بردنوها، بمركز مطاى شمال محافظة المنيا، عام 1980 ظل يفكر كيف يساعد أسرته الفقيرة والتى لا تقدر على استكمال تعليمه، لكنه فكر أن يواصل دراسته العلمية، وحصل على الثانوية العامة، والتحق بإحدى كليات جامعة المنيا، حتى حصل على ليسانس الآداب فى العلوم الاجتماعية، لم يجد عملاً يقتات منه، كأى كفيف عاجز عن العمل، ومن يقبله وهو فى تلك الحالة، حاول أن يجد عملاً يناسب إعاقته البصرية لكنه فشل. وأكد أنه بعد أن رفضه الكثيرون استطاع أن يفتح محل لصيانة أجهزة الموبايل بمركز مطاى بالمنيا، ولم يتوقف عند تلك الحالة، بل أنه أكمل دراسته الجامعية بجانب عمله فى تلك المهنة الشاقة، وحصل على ليسانس الآداب وبعدها، كان كل أمله أن يجمع لمال لكى يساعد أسرته الفقيرة. ولم تقف الظروف والأحوال أمامه، وحاول أن يلتقى أحد محافظى المنيا، ليحصل على وظيفة باعتباره أحد المعاقين، وكان أول لقاء بأحد المحافظين عام 2013 بالدكتور مصطفى عيسى، والذى عرض عليه مشكلته وقضيته، على أن يجد فرصة عمل ينفق بها على دراسته العليا بإحدى كليات الجامعة بالمحافظة، ولكن الوعد تبخر سريعًا ولم يتحقق. وأضاف، أنه ابتعد عن مجال الدراسة، وتوجه إلى الاختراعات، وبدأ يفكر فى أن يساعد الفقراء وأهل محافظته حتى توصل إلى أحد الاختراعات، وحصل على أكثر من 34 جائزة كان من أبرزها جائزة شركة «إنتل» للعلوم فى مجال صيانة الهاتف الجوال. قدرات رجب، لم تتوقف عند حد صيانة أجهزة المحمول، ففى عام 2011 نجح فى اختراع مولد كهربائى يعمل بدون وقود، ويمكنه تغذية قرية كاملة، وبموجب هذا الاختراع حصل على شهادة il science، وهى شهادة عالمية أمريكية، بالإضافه إلى جائزتى زويل فى العلوم، وبعدها انهالت عليه الجوائز حتى وصلت إلى 34 جائزة. شاهد الصور: