من محافظة المنيا خرج العديد من ابنائها الذين اذهلوا العالم في الأدب والموسيقي والاختراعات وان كان الثلاثة مكفوفي البصر ولكنهم تخطوا الاعاقة البصرية وصاروا مشاهير في الفن والأدب والموسيقي وآخرهم وليس الآخر رجب الكفيف مبتكر جهاز توليد الكهرباء ذاتيا. الأديب طه حسين ابن مغاغة استطاع ان يكون موسوعة في الأدب والشعر وأذهل العالم العربي والأجنبي بكتابة الشعر والأدب وترجم العديد من كتبه لعدة لغات متعددة خاصة الفرنسية ومن سمالوط تخرج الموسيقار عمار الشريعي الذي كان يعشق الموسيقي ويهوي العزف علي الربابة وقام بتلحين العديد من الأغاني للمطربين بالوطن العربي وترك بصمة واضحة في عالم الموسيقي ونجح في ان يتخطي حاجز الاعاقة البصرية. وفي قرية "بردنوها" التابعة لمركز مطاي والتي تبعد 90 كيلو مترا عن المحافظة ظهر المبتكر الكفيف رجب محمد رضا إبراهيم 24 سنة طالب بالفرقة الأولي بكلية الآداب قسم الوثائق والمكتبات جامعة المنيا وقد أبهر كل من تعرف عليه حيث منحه الله موهبة إصلاح وصيانة المحمول ونجح في اختراع توليد الكهرباء ذاتيا. التقت "المساء" المبتكر الذي حصد 34 جائزة في مختلف الأبحاث العلمية. قال: التحدي والارادة تصنع المعجزات وتحقق النجاح الدائم كما ان عنصر الفقر المدقع قد يكون سببا من أسباب الكفاح والنجاح وحالتي خير دليل علي ذلك..يضيف انه من أسرة بسيطة والده يعمل بالزراعة ووالدته سيدة بسيطة تعمل علي تربية اشقائه وانه كفيف البصر الا انه تحدي الكون بفضل دافع أسرته علي النجاح لأن النجاح ليس مرتبطا بالبصر بل بالارادة والعزيمة. قال انه من أسرة لا تملك من حطام الدنيا شيئا وان شقيقه الأصغر ابراهيم كفيف طالب بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة نور الأمل للمكفوفين بالمنيا..أوضح ان نور البصيرة أغلي من نور البصر وان الفقر يكون في أحيانا كثيرة دافعا للنجاح والتميز والاجتهاد. وقال ذهبت الي المدرسة وكان عمري وقتها 11 عاماً ونصف العام وكنت متضايقا نظرا لعدم الذهاب إلي المدرسة بالمقارنة بأصدقائي فكنت أقضي معظم وقتي صباحا في النوم حتي تم افتتاح المدرسة والتحقت بها. أكد انه كان متميزا في الدراسة وحصل علي المركز الثاني بمرحلة التعليم الأساسي "الابتدائية والاعدادية" كما حصل علي المركز الأول في اتمام شهادة الثانوية العامة بنسبة 81% وكان الأول علي مدرسة المكفوفين ثم التحق بكلية الآداب قسم الوثائق والمكتبات نظرا لانها لا تحتاج إلي وقت بالدراسة وحتي يتفرغ إلي أبحاثه العلمية كما انه أحب الوثائق والمكتبات والمعرفة حيث يمكن لجهاز الحاسب الآلي ان يحتوي علي الآلاف من الكتب داخله وانه يجيد التعامل مع البرنامج الناطق وخبرته كبيرة في التعامل مع الكمبيوتر.أضاف انه يتمتع بالمواهب والقدرات الخارقة منذ ان كان في الصف الرابع الابتدائي حيث برع في العزف علي البيانو والأوركدين والأورج وحصل علي الميدالية البرونزية في العزف عام 2010 من وزارة التربية والتعليم. كما حصل علي الميدالية البرونزية عام 2002 علي المركز الثالث في الوثب الطويل علي مستوي الجمهورية. كما حفظ القرآن الكريم وهو بالصف الثاني الاعدادي وكان عمره وقتها 18 عاما وتمكن من اصلاح وصيانة أجهزة المحمول فالحاجة أم الاختراع ورفعت شعار لا يأس مع الحياة بدأت عملية إصلاح تليفون محمول عام 2005 عندما قام أحد أصدقائي بإهدائي وعندما حدث به عطب طلب مني مكتب الصيانة 70 جنيها فقررت ان أقوم بإصلاحه فقمت باقتراض 3 جنيهات من صديقي واشتريت مفك تصليح ونجحت في اصلاحه ثم عزمت علي أخذ دورة تدريبية في صيانة واصلاح الهواتف في معهد متخصص الا اني قوبلت بالسخرية والاستهزاء وزاد هذا من اصراري فاكتسبت العديد من الخبرات التي أهلتني للحصول علي عدة جوائز أبرزها جائزة شركة انتل للعلوم في مجال صيانة الهاتف الجوال. قدرات كفيف المنيا فاقت كل التوقعات فلم يتوقف عند حد صيانة أجهزة المحمول بل حصل علي جائزتي زويل في العلوم وبعدها انهالت عليه الجوائز حتي وصلت إلي 34 جائزة. تمكن من اعادة فكرة هيكلة التكييف لتوفير الكهرباء وعدم الاعتماد علي الفريون ويمكن استخدام مراوح عادية ووضع علبتين داخل التكييف لضخ مياه باردة وانه يحتاج الي نظام معين. مشوار التحدي لم ينته بعد فرجب يدرس حاليا عدة أفكار منها استحداث طريقة للقراءة بديلة لطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين بالاضافة إلي تصميم جهاز غسيل كلوي يعلق خارج جسم المريض دون أن يتسبب في أي مضاعفات. كفيف المنيا وجه رسالة إلي كل المعاقين قائلا: المعاق ليس معاق السمع والبصر ولكن معاق الارادة وأكد أن اعاقته كانت سبب انطلاقه ونجاحه في مواجهة الصعوبات والتغلب علي التحديات. يقول ان من أصعب المواقف عندما تقابلت مع الدكتور أحمد جمال الدين وزير التعليم السابق وانبهر بشهادت التقدير والجوائز وطلبت منه ان أدخل إحدي الكليات العلمية الا انه رفض لأنه خريج قسم أدبي وليس علمياً مما دفعني إلي البحث عن الكليات النظرية حتي لا تشغلني عن مزاولة أبحاثي العلمية واخترعاتي التي تعود بالنفع العام للمجتمع والبحث العلمي. وأوضح الدكتور سعيد الشوربجي مدير المشروع ان المؤسسة العسكرية انبهرت من الابتكار مؤكدا ان المخترع هو معجزة علمية حيث كسر النتائج العلمية فرغم انه كفيف وعاجز البصر ومن المعروف بان الكفيف لا يدخل المعمل الا ان رجب كسر القاعدة والتحق بالتخصصات العلمية وان كان مشاهير الاعاقة البصرية هم دائما في مجال الأدب والفن فقط باستثناء رجب.