شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان “حكايات نجاح” والتي نظمتها مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر بمكتبة الإسكندرية حيث تضمنت الندوة بالامس أكثر من حكاية لمجموعة من الشباب المصريين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم تمنعهم التحديات من المثابرة على العمل والنجاح. ضمت الندوة أيضًا مناقشه مفتوحة تهدف إلى الحصول على فرص لتبادل الخبرات والدمج بين الشباب من مختلف الأعمار والمجالات. وقالت لمياء عبد الفتاح مدير إدارة المكتبات المتخصصة وقائم بأعمال رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية إن النماذج التي تقدمها الندوة تعطينا القدرة على الأمل وتحدي الصعاب وتحقيق النجاح. وأكدت أن ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون تحديات كثيرة، إلا أنهم يجب أن يواجهوها بشجاعة وبالعمل والجهد والإخلاص. من جانبها أشارت هبة حجازي القائم بأعمال رئيس وحدة الخدمات والبرامج بمكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر إلى أن الندوة تقدم نماذج لأربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم تمنعهم التحديات من المثابرة للعمل والنجاح. وتحدثت في الندوة الطفلة صفاء طه من القاهرة، وعمرها تسع سنوات وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة. وعرضت صفاء كيف تتغلب على التحديات التي تواجهها وتندمج في المجتمع بقوة وفاعلية. وقالت صفاء إنها تقوم بواجباتها الدراسية بنفسها، كما أنها تستخدم الحاسب الآلي باستخدام ذقنها وشفتها السفلى. وأضافت أنها تعشق العمل التطوعي وتعد أصغر متطوعة في جمعية “رسالة” كما أنها كتبت أول موسوعة لقصص الأطفال. وعرضت هبة حجازي قصة أخرى، وهي قصة شريف شعبان الذي لم يتمكن من الحضور؛ وهو شخص كفيف تمكن من تخطي صعاب كثيرة للنجاح في عمله. ويقول شعبان، وهو أحد أعضاء مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر، في فيديو تم عرضه على الحضور: “بالإرادة يمكن أن نحقق أي شيء، ومن لا يرى ذلك هو أعمى!”. تحدث في الندوة أيضًا أحمد حسن؛ أول طالب كفيف يلتحق بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وهو الآن معيد يقوم بتحضير الماجستير في إدارة الأعمال. وقال حسن إن كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يكون له حلم يسعى لتحقيقه، وأن يطور من نفسه ويتعلم مهارات جديدة، ويتمتع بالإرادة القوية والقدرة على تخطي الصعوبات، مؤكدًا أن صاحب الاحتياجات الخاصة عليه أن يثبت كفاءة في محل عمله، وأن يحصل على التأهيل الحركي والنفسي، ويعرف حقوقه وواجباته جيدًا. من جانبه، تحدث محمد إبراهيم سليمان؛ طالب حاسبات ومعلومات بالقاهرة، وهو من مصابي الثورة، عن الشجاعة والصبر والأمل وقال إنه رأى الشجاعة في مواقف الشباب خلال الثورة، والصبر في عيون والدته أثناء رحلة علاجه، والأمل في قدرته على التمسك بأحلامه والسعي لتحقيقها. وأضاف: “حط الحلم في مخك واشتغل عشانه، أتقن عملك وسيبها على الله”. جدير بالذكر أن مكتبة طه حسين لضعاف البصر تطرح مفهومًا جديدًا للاهتمام باحتياجات المعاقين بصريًّا، مما يمكنهم من الاستفادة من كل موارد المكتبة وبعض مواقع الإنترنت باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية. وتعتمد مكتبة طه حسين على أحدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات لتمكين المعاقين بصريًّا من القراءة والكتابة واستخدام شبكة الإنترنت، مما يضاعف من شعورهم بالاستقلالية والقدرة على إدارة حياتهم. وقد تم نقل مكتبه طه حسين إلى مستوى مدخل المكتبة تسهيلاً لدخول روادها ، ومن الأهداف الرئيسية لمكتبة طه حسين لضعاف البصر إتاحة المعلومات بشكلٍ متساوٍ لكل مستخدمي المكتبة بغض النظر عن نوع الإعاقة التي يعانون منها.