علمت "المصريون" من مصادر مطلعة أن هناك قلقا متزايدا ، سواء لدي الخارجية المصرية أو الأجهزة الأمنية المعنية ، من جولات السفير الأمريكي الجديد ريتشارد دوني في المحافظات المختلفة ولقاءاته المتعددة مع كافة المسئولين بها علي اختلاف مستوياتهم ، وأنها ترى في ذلك تعديا لحدود مسئولياته الدبلوماسية كسفير. وكشفت المصادر أن الخارجية تري أن زيارات السفير المتعددة للمحافظات المصرية في الوقت الحالي وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق تزيد من الضغوط الشعبية علي النظام الحاكم ، وتعزز مقولة إن السفير الأمريكي في مصر هو المندوب السامي الأمريكي الذي له حق التدخل في كافة الشئون الداخلية لمصر. علي الجانب الأمني ، نقلت الجهات الأمنية إلى وزارة الخارجية شعورها بالقلق من جولات السفير إلي المحافظات المختلفة وما يشكله هذا من خطورة. وأعربت هذه الجهات عن عدم رضاها من محاولات السفير لإقامة صداقات عديدة مع كبار رجال الأعمال والسياسة والجامعات ودعوتهم لحفلاته الخاصة في منزله وزيارته لهم في منازلهم ، مستغلا في ذلك صداقاته القديمة في مصر قبل عدة أعوام . وطالبت الأجهزة الأمنية من الخارجية المصرية أن تتدخل وتنبه السفير الأمريكي الجديد لتقليل زياراته الميدانية للمحافظات بسبب حالة الرفض العام للسياسات الأمريكية في الشارع المصري بسبب غزو أمريكا للعراق. يذكر أن السفير الأمريكي قد أستهل فترة ولايته في مصر بزيارة الإسكندرية وإقامة حفل إفطار لرجال الأعمال هناك ، والتقي بمحافظ الإسكندرية ورئيس الجامعة الدكتور محمد عبد اللاه ورئيس المجلس الشعبي المحلي الدكتور طارق القيعي ووعد بتعدد زياراته للإسكندرية. والشهر الماضي زار محافظة الغربية وذهب دوني إلي مولد السيد البدوي مصطحبا زوجته وابنتيه وألتقي مع رجال الأعمال هناك وشجعهم علي الانضمام إلي اتفاقية الكويز كما التقي مع محافظها ومع رجال السياسة والجامعة هناك. وخلال الأيام الماضية زار محافظة الشرقية في زيارة وصفها بالخاصة جدا ، حيث قال إنها زيارة تأتي ردا علي زيارة محافظ الشرقية له في منزله منذ شهرين. وفي الشرقية قال السفير الأمريكي إنه يهدف من جولاته الميدانية التعرف علي أحوال المصريين الاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية ، مشيرا إلى أنه يخطط خلال الأيام القادمة زيارة محافظات الصعيد وباقي محافظات مصر لأنه علي حد قوله لا يريد أن يجلس في مكتبه في جاردن سيتي بل يريد أن يعرف مصر من خلال جولاته.