بايدن: قرار ترامب فتح تحقيق بشبهة التستر على حالتي الصحية سخيف    الناتو يطلق اليوم أكبر مناورة بحرية في بحر البلطيق وروسيا تندد تصفها ب"الاستفزازية"    إيلون ماسك يهاجم خطة ترامب الضريبية: إفلاس أمريكا ليس مقبولا    زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب بنما ولا تقاريرعن وقوع أضرار    الولايات المتحدة تعلن اعتقال قيادي داعشي    جبل الرحمة.. موضع الخشوع وقبلة الدعاء في صعيد عرفات    أكثر من 1.5 مليون حاج يصلون للمملكة استعداداً للوقوف بعرفة اليوم    تهنئة عيد الأضحى 2025 رسمية مكتوبة    شريف بديع ل الفجر الفني: كنت شاهد على تحضيرات ريستارت..ورسالته مهمه وفي وقتها ( حوار)    عالم أزهري: أفضل أيام العشر يوم النحر يليه يوم عرفة    سعر الدولار أمام الجنيه الخميس 5-6-2025    ترامب يأمر بفتح تحقيق بشبهة التستر على الحالة العقلية ل بايدن    وداعًا سيدة المسرح العربي| سميحة أيوب.. فصل الختام في سيرة لا تنتهي    موعد صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر لجميع المحافظات    فرصة تعيين جديدة.. «التعليم» تفتح باب التقدم ل 9354 و ظيفة معلم مساعد في اللغة الإنجليزية بجميع المحافظات    موعد إعلان نتيجة 3 إعدادي محافظة جنوب سيناء الترم الثاني.. رابط الاستعلام بالاسم و رقم الجلوس فور اعتمادها    كامل الوزير يكشف تفاصيل إنتاج ألبان أطفال (فيديو)    «بعد توافد الحجاج على جبل عرفات».. كيف يقضي الحاج يومه في أعظم أيام الحج؟    دعاء يوم عرفة مستجاب كما ورد في السنة النبوية    فضل الدعاء في يوم عرفة.. أمين الفتوى يوضح    الفاصوليا ب 70 جنيهًا.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية الخميس 5 يونيو 2025    إصابة 3 أشخاص في حادث مروري بالوادي الجديد    إصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكي في الوادي الجديد    حبس عصابة تخصصت في سرقة مواقع تحت الإنشاء ببدر    دي أمراض أنا ورثتها، كامل الوزير يقيل أحد مسؤولي وزارة الصناعة على الهواء (فيديو)    أبطال مجهولون في العيد.. وقف ‬الراحات ‬وحملات ‬مكثفة ‬وانتشار ‬أمني ‬واسع    أيمن موسى يكتب: «جورجي إسرائيلي كوري بيلاروسي»    والدة شيكا ترفض 108 آلاف جنيه.. أبرز ما جاء فى بيان أرملة إبراهيم شيكا    حكايات العيد والحج.. إبداع بريشة المستشرقين    تشكيل الزمالك المتوقع ضد بيراميدز في نهائي كأس مصر.. الجزيري يقود الهجوم    اليوم.. «بيت الزكاة والصدقات» يقدِّم 4000 وجبة إفطار للصائمين بالجامع الأزهر    عيد الأضحى موسم للتواصل مع الناخبين.. الأحزاب تسابق الزمن استعدادا للانتخابات    محافظ قنا يستقبل وفدًا من مطرانية الأقباط الأرثوذكس للتهنئة بعيد الأضحى    بعثة الأهلى تغادر مطار دبى إلى أمريكا للمشاركة فى كأس العالم للأندية    رد جديد من اتحاد الكرة بشأن أزمة عقد زيزو مع الزمالك: «ملتزمون بهذا الأمر»    «أضحى الخير» يرسم البسمة على وجوه 5 آلاف أسرة بالوادي الجديد.. صور    ناجي الشهابي مهنئًا الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك: نقف خلفكم.. ومواقفكم أعادت لمصر دورها القيادي    المصرية للاتصالات WE تطلق رسميًا خدمات الجيل الخامس في مصر لدعم التحول الرقمي    «اصبر أحنا مطولين مع بعض».. محامي زيزو يتوعد عضو مجلس الزمالك بعد واقعة الفيديو    «صحة مطروح» تستعد لعيد الأضحى    موعد أذان الفجر اليوم في القاهرة وجميع المحافظات للصائمين يوم عرفة    غرفة عمليات ذكية لضمان أجواء آمنة.. صحة مطروح تُجهز الساحل الشمالي ل صيف 2025    ب3 أرقام.. كريستيانو رونالدو يواصل كتابة التاريخ مع البرتغال    أحمد سالم: صفقة انتقال بيكهام إلى الأهلي "علامة استفهام"    رسميًا.. الهلال السعودي يعلن تعاقده مع سيموني إنزاجي خلفًا لجيسوس    بعد ارتفاع عيار 21 لأعلى سعر.. أسعار الذهب اليوم الخميس 5 يونيو بالصاغة محليًا وعالميًا    هل تسقط مع الظهر بصلاة العيد؟.. حكم صلاة الجمعة يوم «الأضحى المبارك»    بحضور نجوم الفن.. حماقي وبوسي يحييان حفل زفاف محمد شاهين ورشا الظنحاني    نجاح أول جراحة لاستبدال الشريان الأورطي بمستشفى المقطم للتأمين الصحي    نصائح مهمة يجب اتباعها على السحور لصيام يوم عرفة بدون مشاكل    صحة الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى خلال إجازة عيد الأضحى    القائد العام للقوات المسلحة ووزير خارجية بنين يبحثان التعاون فى المجالات الدفاعية    التعليم العالى تعتزم إنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية    نجاة السيناريست وليد يوسف وأفراد أسرته من حادث سير مروع    قبل صدام بيراميدز.. كم مرة توج الزمالك ببطولة كأس مصر بالألفية الجديدة؟    5 أبراج «مايعرفوش المستحيل».. أقوياء لا يُقهرون ويتخطون الصعاب كأنها لعبة مُسلية    انقطاع التيار الكهربائي عن بلدات في زابوريجيا جراء قصف أوكراني    فوائد اليانسون يخفف أعراض سن اليأس ويقوي المناعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان ليسوا شماعة لتبرير الفشل المستمر
إدريس في حواره ل «المصريون»:

مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام:
فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية تصويت عقابي ضد سياسات أوباما وكلينتون
على شعوب المنطقة ترقب سنوات صعبة بعد وصول الجمهوري المتطرف للبيت الأبيض
مدرسة السيسى الاقتصادية أمريكية ولا تعبأ بمعاناة الشعب
"اللي رماك على المر" أجبرتنا على تناول دواء صندوق النقد المر
هذه إسرار فشلنا في توظيف أموال مليارات الخليج لإنقاذ الاقتصاد
عودة رجال مبارك للمشهد نجحت في دفن 25 يناير
لا مصالحة قريبة مع الإخوان وتصفية الجماعة بقرار ذاتي ضرورة لعودتهم للمشهد
مشروع الإسلام السياسي فشل بجدارة وتحول لقاطرة لتحطيم بلداننا العربية
على الإخوان الاعتراف بأخطائهم والانخراط في مراجعات على غرار الجماعة الإسلامية والجهاد
تيران وصنافير مصريتان ولا أدري سببًا واحدًا للحرص على تسليمهما للسعودية
لا أهتم بتدوينات البرادعي ولا أرى قيمة لمواقفه السياسية

لم يخف الدكتور محمد السعيد إدريس مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، قلقله الشديد من تطورات الأوضاع في المنطقة بعد وصول ترامب لسدة الحكم، مؤكدًا أنه على مواطني الشرق الأوسط أن يترقبوا أعوام صعبة في ظل المواقف المبدئية التي صرح بها ترامب خلال حملته الانتخابية.
وأقر رئيس وحدة الثورة المصرية بالأهرام في حوار ل"المصريون" بصعوبة الأوضاع في مصر وافتقاد نظام السيسى الحالي للرؤية وأساس التخبط السليم بشكل قاد مصر للنفق المظلم الذي تعاني منه، لافتًا إلى وجود عدم ارتياح لدى الرأي العام من أداء الرئيس السيسى وفريقه الاقتصادي، الذي لا يعبأ بمتاعب الفقراء وهو نهج سيقودنا لكارثة إذا لم يتبن النظام خطة إنقاذ عاجلة تحظى بتوافق وطني.
وانتقد رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب المنحل محاولة الدولة تسويق الهاجس الإخواني لتجنب أي محاسبة على الخيبات المتلاحقة معتبرًا أن الحديث المتوالي عن السيناريو السوري العراقي وتحذير المواطنين من تكراره يشكل محاولة مرفوضة لإذلال شعبنا.
واعتبر أن عودة رجال المخلوع مبارك المشهد تقدم دليلاً لا يقبل الشك على انتصار الثورة المضادة ودفن ثورة يناير، مشددًا على وجود مخطط إسرائيلي إيراني تركي لالتهام المنطقة في وقت تحاول دولة عربية مثل السعودية تركيع مصر وتحويلها لتابع بدلاً من البحث عن سبل لمواجهة مخططات تفتيت المنطقة.

قضايا عديدة
*شكل فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية مفاجأة من العيار الثقيل فهناك من اعتبروه انتحارًا للعقل والمنطق هل توافقهم على هذا الطرح؟
**فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية, شكل مفاجأة للجميع -أمريكيين وغير أمريكيين- في ظل حالة الترويج الإعلامي المبالغ فيها, لكن يبدو أن الأمريكيين استاءوا من الديمقراطيين على مدى الثمانية أعوام السابقة بسبب ما لمسوه من تدنى المكانة الأمريكية في العالم وكثرة خصوم الرئيس السابق باراك أوباما في السياسة الخارجية, وهو ما ركز عليه ترامب عبر رفع شعار "USA" جديدة واستطاع بموجبه الظهور في مظهر القادر على استعادة هيبة وقوة أمريكا في نظر شعبها, ناهيك عن حديثه المتتالي عن تغييرات دراماتيكية في الشأن الاقتصادي والاجتماعي والصحي الذي تراجع في عهد أوباما وهو خطاب سياسي أسهم في خلط الأوراق وأتي بترامب لسد البيت الأبيض مخالفًا كل قواعد المنطق والعلوم السياسية.
*باعتقادك هل الخطاب الشعبوي الذي تبناه ترامب وحديثه عن أمريكا قوية هو من أوصله لسدة البيت الأبيض؟
**فوز ترامب يعد مصدرًا للاعتزاز من جانب قطاع كبير من الأمريكيين في ظل دغدغته للمشاعر فيما يتعلق بإعادة قوة أمريكا الإمبراطورية مرة أخرى لكن هذا يطرح تساؤلات هل يستطيع ترامب أن يعيد هذه الهيبة ويحول دون تراجع الدور الأمريكي عالميًا؟ هل ستعود أمريكا لضبط أدائها العالمي كإمبراطورية؟ أم ستتخبط في عصر الاضطرابات العالمي الحالي.. هذه الأسئلة الوقت والأيام كفيلة بالإجابة عليها.
*كيف تتصور سياسات ترامب الخارجية بعد وصوله للمكتب البيضاوي؟
** سياسة أمريكا في عهد ترامب على المستوى الخارجي ستكون شديدة التعاطف مع الكيان الصهيوني لإعلانه الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، كما أن سعيه لحل الدولتين يعد أمرًا مشكوكًا فيه بشكل أن الشعب الفلسطيني سيدفع الكثير من الفواتير خلال وجود ترامب في المكتب البيضاوي فضلاً عن أن مكانة الشرق الأوسط ستتراجع لدى ترامب خصوصًا في عامه الأول باعتباره سيكون مشغولا بترتيب أوراقه.
*هل نفس الأمر سيتكرر مع بلدان الخليج العربي في ظل المناخ المعادي لهم الذي تبناه خلال حملته الانتخابية
**إما على مستوى علاقته مع الخليج فالأمر سيكون شديد الحساسية, فالجمهوريون الآن فازوا بالكونجرس وسيطروا عليه وسبق أن أصدروا قانون "جاستا" الذي منح ذوي ضحايا 11 سبتمبر الحق في طلب التعويضات وهو قانون سيكرس أجواء معادية ليس ضد السعودية فقط بل سيواجه الإسلام السياسي أولاً لأنه كان يحظي بدعم ورعاية من أوباما والديمقراطيين, أما ترامب فلا يقدم دعمًا لإيران ضد السعودية ولا العكس.
*تبنى ترامب شكلاً معاديًا للإسلام كدين وللمواطنين المسلمين كديانة هل ترى أن ولايته في البيت ستشهد شن حرب على الإسلام والمسلمين أم ستقتصر على جماعات الإسلام السياسي فقط؟
** أمريكا الآن تواجه الإسلام السياسي أو ما يسمى ب"إرهابه" وفى الوقت نفسه تدعم إرهاب الكيان الصهيوني فى فلسطين, بالإضافة إلى أن وضع العرب الآن يبكى ولا يفرح، والأولى لنا "البكاء على أنفسنا" كون الأمة في أسوأ حالاتها, لأننا ليس لدينا مشروع موحد وإيران وتركيا تغلغلان في سوريا والعراق، وعلى العرب البحث عن الأمن الحقيقي, في وقت تتوتر فيه علاقات القاهرة والرياض بشكل مثير للشفقة.
* قدم الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حملته الانتخابية وعودًا, لكن هذه الوعود لم تترجم على أرض الواقع فالأوضاع تزداد سوءًا وشعبنا لا يري الضوء في آخر النفق؟
**الرئيس السيسى لم يتسلم مصر وهى في وضع صحي ومرحلة ما بعد الإخوان كانت صعبة جدًا, كان الوطن منقسمًا والموقف العربي والدولي أكثر انقسامًا فقدم السيسى مشروع إنقاذ مصر, وسعي بقوة لحماية الوحدة الوطنية المصرية والحيلولة دون التفكك أو اشتعال حرب أهلية.
*كيف تتحدث عن انقسام دولي في وقت تلقي النظام ما يقرب من 50 مليار دولار خلال ثلاثة أعوام لم يتلق مبارك ثلثها خلال 30عامًا ومع هذا لم تستطع دولة 3 يوليو استثمارها وفضلت اللجوء للاقتراض؟
**هذا الكم الكبير من المعونات لم نستطع توظيفه لبناء دولة حديثه بسبب التخبط وغياب التخطيط والرؤية ولم نستطع توجيه هذا الدعم لحل المشكلات الاقتصادية المزمنة وغير أن الواقع كان مؤلمًا حيث تم توجيه هذه الأموال إلى مشروعات قومية مهمة مثل قناة السويس والعاصمة الجديدة ولكن على أهميتها فهى لا تمثل أولوية للمواطن المصري وكان يجب توجيه جزء كبير من هذه الأموال لحل مشاكل مزمنة مثل إيجاد حلول إستراتيجية لغول البطالة الذي يلتهم 10 ملايين مصري فضلاً عن ارتفاع نسبة العنوسة بسبب تعقد الوضع الاقتصادي وهما أزمتان سياستان ولكن لهما عمقهما الاجتماعي الخطير، أزمة سياسية عمقها اجتماعي خصوصًا أن البطالة تضع مجتمعنا في قلب العاصفة فضلاً عن أن زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء تعد مرضًا عضالاً كان ينبغي أن نجتهد جميعًا لمواجهته وأقول بشكل واضح أن غياب مراكز البحوث والدراسات القادرة على دعم متخذ القرار السياسي قد فاقمت أزمتنا.
*نريد أن تلقي الضوء على الأمر بشكل أكثر تفصيلاً؟
**لو توفرت لدينا فرق ومراكز علمية قادرة على الرصد والتنبؤ لما كانت الدولة قد أنفقت كل هذه المليارات على مشروع قناة السويس في وقت تعاني التجارة العالمية من ركود هو الأقوى خلال العقود الأخيرة وهذا يعنى أن المرور في قناة السويس في انحسار بشكل قد يدفعنا للتريث بدلاً من إنفاق 80 مليار جنيه في توسيع القناة؟ حيث كان يجب توجيه عشرات المليارات من الدولارات في مشروعات إنتاجية تقدم حلولاً ناجزة للمشكلات المزمنة مثل الفقر والبطالة.
*في هذه الأجواء خضعت الحكومة لشروط صندوق النقد الدولي كتعويم الجنيه ورفع أسعار البنزين وتقليل الدعم للحد الأدنى فكيف ترى تداعيات هذه القرارات على المشهد السياسي؟
**الرضوخ لشروط صندوق النقد الدولي يعود لحزمة من الأسباب منها تراجع الدعم العربي لمصر في ظل اختلاف المواقف السياسية في عدد من الملفات منها السوري واليمني والليبي بشكل كشف الستار عن محاولات خليجية لتحويل مصر لدولة تابعة, وربما يكون لجوء القاهرة لصندوق النقد الدولي بشروطه المجحفة وفقا قاعدة "اللي رماك ع المر" لأنه لا يوجد من يدعمنا لتجاوز المأزق الحالي في ظل استنزاف الموارد وارتفاع سعر الدولار بشكل يمثل لغزًا خصوصًا بعد عجز حكومات ما بعد الثورة عن استرداد الأموال المنهوبة أو التعامل بحزم مع رجال الأعمال الموالين لمبارك.
*أين تكمن أسباب المشكلة الاقتصادية المزمنة؟
**المشكلة في إدارة الاقتصاد, المدرسة الاقتصادية التي تعمل مع الرئيس تتبنى سياسات خارج إطار معاناة الشعب ولا تكترث بمشكلاته فأغلب أعضاء هذه المجموعة خواجات خريجو المدرسة الأمريكية في الإدارة وهو لا يدركون معنى التخطيط الاقتصادي ولا يؤمنون به لكن الحل يتمثل في وجود فريق اقتصادي له رؤية سياسية واجتماعية وليس أبناء الرأسمالية، والحقيقة أننا نتعرض لضربات بلا أفق ومعالم لمستقبل وهذا يجعلنا في مهب الخطر فنسبة الفقراء في مصر وصلت 80%.
*لا شك أن هذا القرارات الاقتصادية المؤلمة الأخيرة تحمل تأثيرًا على شعبية القيادة السياسية بشكل يخفض من سقف التوقعات حول قدرتها على إخراج البلاد من أزمتها؟
** لست متخصصًا في مسألة قياس التراجع الشعبي ولا أثق في وجود استطلاع رأي يحظي بالمصداقية للتأكيد على تراجع شعبية الرئيس لكن أغلبية القواعد الشعبية غير مسرورة، وفي حيرة لكنها على استعداد لتجرع المر لتسيير المركب لكن لا يجب أن توظف السلطة هذا الأمر لإرهاب الشعب وإذلاله وتحذيره من مواجهة السيناريو العراقي والسوري بالقول أقبلوا بما أنتم فيه وإلا ستصبحون مثل سوريا هذا ليس من الوطنية ولا الدين, وإنما هناك أوضاع تعكس الخلل الذي نعاني منه وكذلك غياب العدالة الاجتماعية فليس مقبولاً وجود سلسلة من الإعلانات للتبرع لمرضى القلب والأورام وفى نفس الوقت إعلان آخر عن المنتجعات والقصور في تجمعات مختلفة.
* تحدث مراقبون عن دخول مصر مرحلة النفق المظلم فهل الأزمة هنا تعود لمشروعات السيسى "القومية" أم بسبب جماعة الإخوان وكيف نتجاوزها؟
**أنا لست مؤيدًا للمكارثية مثلما جري فى أمريكا خلال الخمسينيات التي كانت تحمل الشيوعية المسئولية عن كل المشكلات التي تعاني منها، فليس مقبولاً بأي شكل من الأشكال تحميل جماعة الإخوان مسئولية كل ما يجري داخل مصر، ويطارد قطاع واسع من الشعب بحجة انتمائه للإخوان وقد واجهت بنفسي هذه التهمة خلال انتخابات مجلس النواب رغم هويتي "الناصرية" ومع هذا أنا لا أبرر, للإخوان فهناك مشروع تآمر وعبث إخواني للإضرار بمصر بشكل يفرض على الجماعة أن تعود لعقلها والاعتراف بأخطائهم مثل ما فعلت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد
*لكن الحكومة الحالية تحول توظيف الهاجس الإخواني للهروب من المسئولية؟
** لا يجب أن نحول الإخوان لشماعة لتبرير لكل الأخطاء لأننا بذلك نوقف الحياة ولا نعالج ونشخص الأمراض, بذلك ستخفى عنا الحقيقة وستصاب أجهزة الأمن بالتبلد وتعود لنفس ممارساتها إبان حكم المخلوع مبارك وتدير ملفاتها بعقلية أمنية محضة دون أي خيال سياسي.
*شاركت في ثورة 25 يناير وكنت من أبرز الداعمين لها ولكن كل ما يجري منذ الثالث من يوليو 2013 ما هو إلا محاولة لمحو آثار هذه الثورة ب "أستيكة"؟
**بعد أن ثار شعبنا على نظام مبارك الفاسد المستبد من أجل تحقيق أهداف من بينها "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لم نر أي من هذه الأهداف تتحقق فلا نجحنا في محاربة الفساد ولا كرسنا دولة القانون والعدالة الاجتماعية ولا أفلحت جهودنا في إعادة توزيع الثروة وإنهاء مجتمع العشش والعشوائيات ومجتمع التجمعات والفيلات ولا رسخنا مفهومًا واضحًا لتداول السلطة.
من المسئول عما آلت إليه أوضاع مصر؟
**الجميع بلا استثناء ولكن المسئولية تقع على عاتق ثلاث مؤسسات "الرئاسة والوزارة والبرلمان" مع ضرورة قيام الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بدور فاعل لصياغة عقد اجتماعي وبرنامج لإنقاذ مصر لإخراج البلاد من أزمتها وبدون هذا العقد وهذا البرنامج فتستمر الأزمة وستتفاقم وتخرج عن السيطرة.
*شهدت مصر خلال هذه الفترة عددًا من الأزمات التي ضربت السلع الإستراتيجية منها السكر والزيت وصولاً إلي الأدوية فكيف قرأت هذه الأزمات.
**أزمة السكر نموذجًا فقد كانت هناك رغبة في تحريك أسعاره سواء داخل المنظمة التموينية أو في المجمعات الاستهلاكية ولكن بدلاً من رفع السعر بشكل مباشر وجدنا أزمات شديد تشتعل وترتفع أسعار السكر إلى 10جنيهات أو 14جنيهًا في السوق الموازي وكان يمكن للحكومة بدلاً من استمرار استفحال الأزمة اللجوء لرفع سعرها بدلاً من أن يكرر رئيس الوزراء أسطوانة أن جميع السياسات تهدف لحماية الفقراء فيما يسير الواقع عكس ذلك تمامًا وفي هذا السياق أتساءل عن أسرار الارتفاع الجنوني في السلع وهل هذه السلع مرتبطة بالدولار
-*لكن هل يتحمل شعبنا كل ما يجري والتي كان آخرها تعويم الجنيه ورفع أسعار المحترق من قبل الحكومة التي لم تعبأ بما أطلق عليه ثورة الغلابة في 11/11؟
**اليوم الصحة تنهار والمستشفيات فقيرة والأدوية سعرها يرتفع والتعليم فاشل والأسر منهكة فى الدروس الخصوصية, وهناك سوء توزيع للموارد أدى لتعرضنا لمخاطر جسيمة نتيجة لتراكم المشاكل الاجتماعية بشكل يعيدنا للأجواء التي سبقت اشتعال ثورة 25 يناير، ولكني لا أري أهمية كبيرة للدعوات للتظاهر في 11/11 فالثورات لا تفتعل ولا تستنسخ وبالتالي 11/11هى مجرد أكذوبة لأن الثورة تستوجب شرطين أولهما الشعبية فلا ثورة لطبقات ولا لجزء في المجتمع ثم تقدم بعدها مشروع للنهضة, لكن تقليلي من أهمية ثورة 30 يونيو لا يعني أنه لا توجد أزمة بل هناك أزمة شديدة فراغ سياسي.
* تشهد الساحة السياسية في مصر تسللاً لرموز نظام مبارك كأن نظامًا لم يسقط وثورة لم تقم؟
**هذه إحدى الكوارث التي تواجه الثورة لأن الناس تقول هذه ثورة أم ثورة مضادة ومعظم التحليلات تقول إن الثورة المضادة هي التي انتصرت فكل رجال مبارك خارج السجون الآن ونهبوا ما نهبوه وتجرءوا على الشعب وكانوا مصرين على الدخول للانتخابات بشكل فج جدًا مثل أحمد عز تاجر الحديد ولدرجة أنه تحدث باسم كل المصريين في أحد حواراته.
*في هذا المشهد المعقد فاجأ الدكتور البر ادعى ببيانه الأخير فهل ترى في هذا إمكانية لحدوث تغيير سياسي في ظل الدعوة لما يسمى بثورة الغلابة؟
**لا أتابع البرادعى ولا أشعر بأى قيمة لدوره وعندما جاء وقفز على رأس الجمعية الوطنية كنت ضد هذا وكنا ما زلنا مع الحركة الوطنية وكفاية لكن للأسف هناك من ذهبوا معه للجمعية الوطنية للتغيير وللأسف طرح كزعيم للثورة وهو ليس له أى علاقة بها من قريب أو بعيد والآن علي البرادعى أن يكف عن عبثه.
* ارتبطت بتحالف انتخابي مع جماعة الإخوان المسلمين لكن وبعد حل البرلمان في 2012 فوجئنا بالتزامك الصمت وهذا ما تكرر بعد 3 يوليو, فهل توضح لنا تفاصيل هذا التحالف؟
**الكلام غير صحيح عن ارتباطي بالإخوان, أنا ابن كفاية ودخلت انتخابات برلمان ما بعد ثورة 25 يناير كمستقل في دائرتي بركة السبع في المنوفية لكن فوجئت بأن القانون الانتخابي في الفردي يدمج بركة السبع مع دائرتين أخريين الشهداء وتلا وأنا بإمكانياتي المادية والبشرية لا أستطيع خوض انتخابات فردية, وكان أمامي حلان إما الانسحاب وإحباط الشباب الذي أيدنى في الدخول ضمن قائمة لذلك لابد أن أكون داخل حزب فكان أقرب حزب لي هو الكرامة الناصري وكان وقتها في بداية تأسيسه ولا يملك إمكانيات مادية للانتخابات فدخلت في ائتلاف كان به 22 حزبًا منها الوسط والوفد والنور.
*غير أن وجودك النشط في المشهد السياسي تقلص للحد الأدنى بعد الثالث من يوليو؟
**لقد خضت انتخابات مجلس النواب في 2015وأنا عضو في المكتب السياسي للحزب رغم أن طالبت بخوض الانتخابات مستقلاً في ظل يقين بوجود مؤامرة من أجهزة الدولة الأمنية التي أعلنت أنني إخواني وهذا كذب وافتراء جملة وتفصيلاً.
*خلال التحالف الانتخابي القصير مع الإخوان تهاوى كل شيء ومعه حكم الجماعة هل تقدم أسباب هذا السقوط المدوي للجماعة.
**هم إقصائيون لأقصى درجة وأنانيون وليس لديهم مشروع سياسي ولا خبرة في إدارة الدولة ولا رؤية في أى قضية من القضايا ورفعوا فى المعارضة شعار "الإسلام هو الحل" لكنهم لا يعرفون كيف يطبقون النظرية ولم يقدموا أى مشروع يقول إن الإسلام هو الحل فمشروع الإسلام السياسي فشل بجدارة، والإسلام السياسي يقاتل الآن في ليبيا وسوريا, فدمر سوريا وليبيا والعراق ومصر, والمشروع الليبرالي متعثر وليس لديه رؤية.
-*منذ سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي طرحت شخصيات سياسية مبادرات للمصالحة مع الإخوان لم تر أحداها النور وبل وفشلت فشلاً ذريعًا؟
**لا أمل في مصالحة مع الإخوان بأي حال من الأحوال, لكن يجب أن يتم تصفية الجماعة نهائيًا بقرار ذاتي من جانب الجماعة يليه انخراطهم كمواطنين أسوياء في وطنهم وإدانة كل الجرائم التي شهدتها مصر بعد سقوط حكمهم والتبرؤ منها والعودة للمجتمع مواطنين صالحين وساعتها تفكر في المصالحة وتكرار فكرة المراجعات الفكرية التي انخرطت فيها الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد جدير بالمتابعة والتأمل.
*من المشهد الداخلي ننتقل للمشهد السياسي الإقليمي وتحديدًا حول واقع العلاقات المصرية السعودية بعد وقف أرامكو إمداداتها النفطية بعد دعم القاهرة للمشروع الروسي حيال سوريا؟
**مصر وافقت على المشروعين, وهى مع وقف الحرب في سوريا مع وحدة الشعب السوري في أن يختار برلمانه ورئيسه أيًا كان هذا بشار أو غيره بشرط أن يخرج كل القوى الراديكالية من سوريا وتتوقف الحرب لأن ما يحدث بها هو نكبة عربية تقف وراءها السعودية وتركيا وقطر.
- هل لمست نهجًا عقابيًا ورغبة في تحويل مصر إلى تابع في إطار التعاطي السعودي مع مصر؟
**هذا كلام مرفوض المسألة أعقد من ذلك, السعودية تعتبر نفسها داخل الإطار الإقليمي قوى عظمى رابعة في المنطقة في ظل الهيمنة ومحاولات الهيمنة من جانب الدول الكبرى الثلاث إيران وتركيا وإسرائيل.. هى تتصارع على زعامة الشرق الأوسط.. إسرائيل دولة مهيمنة وإيران ترفض هذا وتطرح نفسها كمهيمن بديل وتركيا تجد لها دورًا موازنًا بين إيران وإسرائيل لكن السعودية لا تمتلك مقومات هذه القوى.
*إذا كانت السعودية لا تملك القدرة على التحول لقوى عظمي إقليمية فمن يملك إذن؟
**من يمتلك هذه المقومات هى مصر لأن الدور ليس بالأموال ولا الدولارات، السعودية لها 40 سنة تتسيد العمل العربي أين وصلنا؟ إلى لا شىء فمن 1982ومجىء الملك فهد رئيسًا, وطرح مشروع السلام العربي ومصر دخلت في سلام مع إسرائيل 1979 رفض عربيًا, فى 1981 قدم ولي العهد السعودي الأمير فهد المشروع مرة أخرى رفض من سوريا, عام 82 قدم فهد المشروع مرة ثالثة وأصبح الكل في مستنقع السلام مع إسرائيل كل العرب, وأنا هنا أقول لا سلام مع كيان صهيوني مغتصب أرض فلسطين.
-شهدت قضية "تيران وصنافير" حالة من الشد أمام القضاء كيف ترى المشهد؟
مقتنع تمامًا أن "تيران وصنافير" أرض مصرية لكن الحكومة لديها حيثيات أخرى وأتمنى أن تكون الفرصة متاحة للقضاء فهو قال كلمته واستئناف الحكومة سمى قرار سيادي وهو نوع من التجاوز للقضاء والشعب لابد أن يعرف خلفية ضرورة استئناف الحكومة ولماذا كل هذا الحرص مع إعطاء الجزيرتين للسعودية؟ على الدولة أن تصارح شعبها بكل شىء.
رسائل
محمد حسنى مبارك: أتمنى له حسن الخاتمة
عبد الفتاح السيسي: التوفيق من كل قلبى
محمد مرسى: الله معه
الفريق أحمد شفيق: أرجو أن يعود إلى مصر فهي بحاجة لخبراته المدنية والعسكرية فمصر بحاجة إلى كل أبنائها
حمدين صباحي: ظلم كثير ودفع ثمن أزمة سياسية في مصر وأعتقد أن الزمن كفيل أن يرد له اعتباره
الدكتور على عبد العال: أكفأ رئيس لبرلمان عاجز
الإعلام والصحافة: مأزومة أزمة النظام السياسي فى مصر
المهندس شريف إسماعيل: بيروقراطي فى زمن ثورى
مؤتمر الشباب: ليس له علاقة بالشباب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.