طلبت السودان من مصر استخدام نفوذها لتبديد مخاوف العديد من الدول العربية المتحفظة على عقد القمة العربية القادمة في العاصمة الخرطوم بسبب عدم الاستقرار السياسي والأوضاع الأمنية المضطربة . وأكدت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن الرئيس السوداني عمر البشير طالب القيادة المصرية خلال الرسالة التي نقلها مستشاره الخاص الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بإحباط أي محاولات لنقل القمة العربية إلى مقر الجامعة بالقاهرة .. لأن الخرطوم تعول كثيرا على عقد القمة لإعطاء التغييرات السياسية التي شهدتها السودان شرعية عربية لدعم وحدة السودان ، وخاصة أنها تتوقع أن تعطي هذه القمة زخما شديدا لأعمار الجنوب . وأشارت المصادر إلى أن الخرطوم طالبت القاهرة أيضا بالتدخل لتخفيف الضغوط الأمريكية المتصاعدة ضد السودان والتي تمثلت في مطالبة تقرير هيومان رايتس واتش بتقديم المسئولين السودانيين وفي مقدمتهم الرئيس البشير لمحاكمة دولية لتورطهم في جرائم حرب مزعومة ضد الإنسانية في دارفور .. خاصة وأن هذه الضغوط المتصاعدة يمكن أن تتسبب في تدهور ملف السلام في السودان في الجنوب وفي دارفور .. والتأثير على جولة المفاوضات الجارية في أبوجا حاليا برعاية الاتحاد الأفريقي . ونبهت المصادر إلى أن الخرطوم طلبت من القاهرة نقل رسائل لواشنطن تفيد أن الضغوط المتصاعدة على الحكومة السودانية قد تهدد الاستقرار الهش في السودان حاليا وخاصة في ظل اعتراضات القوى السياسية في شمال السودان وجنوبه على هيمنة النظام الحاكم على كافة المناصب في الحكومة القومية ، وسيطرة قبائل الدنكا على الخريطة السياسية في الجنوب وتهميش القبائل الأخرى .