تتجه الأنظار مع حلول فصل الشتاء، صوب محافظة الإسكندرية، المهددة بالغرق، بعد أزمة السيول التي ضربت عدة محافظات في أنحاء الجمهورية. وتوقع رئيس هيئة الأرصاد الجوية أحمد عبد العال، أن تشهد محافظة الإسكندرية موجة قوية من الأمطار والسيول خلال الفترة المقبلة، مضيفًا خلال تصريحات له، إنه من المتوقع استمرار موجة الطقس السيئ وسقوط الأمطار خاصة على سلاسل جبال البحر الأحمر، ومحافظتي شمال وجنوب سيناء، وكذلك محافظات شمال وجنوب الصعيد. يأتي ذلك، عقب اجتياح مياه السيول مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى لمصرع أكثر من 7 أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين، وانهيار 120 منزلاً، فضلاً على المختفين، ولا تزال أعمال الإصلاح جارية. وقد حذر عبد الرحيم علي، عضو مجلس النواب، من كوارث محققة ستقع على عروس البحر الأبيض، مع حلول فصل الشتاء، كاشفًا أن صندوق "تحيا مصر" أعطى حكومة المهندس شريف إسماعيل، مليار جنيه لمواجهة أخطار السيول العام الماضي، بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمواجهة أخطار سيول هذا العام، إلا أن وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي، صرف 40 مليون جنيه من المبلغ المذكور لإنشاء مرسى للصيادين في البحيرة. ومن جانبه، قال اللواء الدكتور رضا فرحات محافظ الإسكندرية، إن المحافظة تكثف أعمالها وإمكانياتها والعمل بأقصى جهد ممكن استعدادًا لاستقبال موسم الأمطار ومواجهته ومنع أزمة غرق الإسكندرية التي حدثت بالعام الماضي، مشددًا على أنه سيحيل أي مقصر أو مخالف للنيابة العامة وإقالته على الفور؛ فحياة المواطن وسلامته فوق كل شىء ولا تهاون فيها. وتعرضت محافظة الإسكندرية، العام الماضي، لموجات من الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة "نوات" تطورت لسيول أغرقت العروس، وتسببت في مصرع أكثر من تسعة أشخاص بينهم طفلان، نتيجة سقوط أسلاك الكهرباء وتراكم المياه في الشوارع. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لمواطنين يحاولون عبور شوارع المدينة الساحلية باستخدام المراكب، نتيجة انسداد قنوات تصريف مياه الأمطار لعدم إجراء الصيانة اللازمة، وفقا لخبراء. وعلى إثره، وافق رئيس الوزراء شريف إسماعيل نهاية أكتوبر الماضي، على استقالة محافظ الإسكندرية هاني المسيري الذي طالب الأهالي بإقالته بعد سيول جارفة اجتاحت المدينة. كما قرر رئيس هيئة النيابة الإدارية سامح كمال، فتح تحقيقات عاجلة وموسعة، حول ما شهدته الإسكندرية لتحديد المسئول عن الإهمال في مواجهة المياه. أمس الأحد، استدعى مجلس النواب، عدد من الوزراء على رأسهم وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية متحدثًا عن الحكومة، لتقديم سؤال حول كارثة سيول رأس غارب، وخطة الحكومة لواجهة السيول المتوقعة. وأعلن رئيس المجلس على عبد العال، عن تشكيل لجنة برلمانية لزيارة المحافظات المتضررة من كارثة السيول، للوقوف على مدى الآثار الواقعة والأضرار وتحديد المسئول عما إذا كانت وزارة التنمية المحلية أم الري والموارد المائية، موضحًا، أن اللجنة ستضم أعضاء مجلس النواب بالمحافظات المتضررة، مضيفاً "تلك الواقعة لن تمر مرور الكرام، وسنقف عند جميع ملابساتها".