قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, إن المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي نحو البيت الأبيض دونالد ترامب, قام صراحة بازدراء الديمقراطية الأمريكية، خلال المناظرة الثالثة مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 20 أكتوبر, أن ترامب تحول في المناظرة الثالثة من إهانته لذكاء الناخب الأمريكي إلى إهانته الديمقراطية الأمريكية نفسها. وتابعت " لم يسبق لأي مرشح للرئاسة الأمريكية أن طعن في شرعية العملية الانتخابية برمتها, كما يفعل ترامب, حيث رفض الالتزام مسبقا بقبوله نتيجة الانتخابات في حال خسارته". وأشارت الصحيفة إلى أن المناظرة الثالثة كانت بالنسبة لترامب تمرينا آخر في النرجسية والكذب, وتملق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, موضحة أن ترامب دافع عن بوتين بشدة, ردا على اتهام كلينتون للرئيس الروسي بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أجل تقويضها. وأظهر آخر استطلاع أمريكي للرأي تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب عقب المناظرة الثالثة والأخيرة التي اتسمت بالحدة والاتهامات المتبادلة، ورفض فيها ترامب التعهد مسبقا بقبول نتائج الانتخابات، وهو ما أثار الاستياء في أوساط الجمهوريين أنفسهم. وقال استطلاع أجرته شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية إن مشاهدي المناظرة الثالثة التي أجريت في مدينة لاس فيجاس الأربعاء الموافق 19 أكتوبر, يرون أن كلينتون فازت بنسبة 52% , مقابل 39% لترامب. وفي دلالة رمزية على الحدة التي اتسمت بها هذه المناظرة, لم يتصافح كلينتون وترامب لا في بداية المناظرة ولا في نهايتها. وأثناء المناظرة -التي استمرت تسعين دقيقة وركزت على الأمور السياسية أكثر من المناظرتين السابقتين- اتهمت كلينتون منافسها بأنه سيكون "دمية" في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين وصف ترامب منافسته بأنها "امرأة شريرة"، واتهمها بأنها تقف وراء النساء اللواتي اتهمنه مؤخرا بتعديات جنسية. كما رفض ترامب التراجع عن اتهامه النظام الانتخابي الأمريكي بالمزور، ورفض أيضا التعهد بقبول النتيجة النهائية للاقتراع الرئاسي, الذي سيُجرى في الثامن من نوفمبر المقبل. وحسب "الجزيرة", أثار هذا الرفض استياء الجمهوريين أنفسهم، حيث قال بعضهم إن ترامب لا يخدم حزبه والبلاد بمواصلته القول إن نتيجة هذه الانتخابات مزورة، مشيرين إلى أنه إذا لم يفز في الانتخابات, فليس لأن النظام مزور، بل لأنه فشل كمرشح. وعبر ترامب وكلينتون عن مواقف متعارضة بشأن كل القضايا، من المحكمة العليا إلى حيازة الأسلحة النارية والإجهاض والهجرة والاقتصاد وروسيا والسياسة الخارجية والتجارة الدولية والتقاعد والضرائب. وانتقد ترامب بشدة سياسة إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في الخارج، قائلا إنها سلمت العراقلإيران التي كانت ترغب في ذلك منذ وقت طويل، مضيفا أن إيران سترسل قريبا "رسالة شكر" إلى إدارة أوباما. وقال المرشح الجمهوري أيضا إنه في حال انتخاب كلينتون رئيسة للولايات المتحدة, فإن حقبة أوباما ستستمر أربع سنوات أخرى، وهو ما يعني "كارثة" على صعيد السياسة الخارجية والداخلية. يذكر أن كلينتون ربحت في المناظرتين السابقتين, اللتين أجريتا في 27 سبتمبر و 9 أكتوبر، إذ حصلت في استطلاعات الرأي على 46.3% من نوايا التصويت, مقابل 39% لترامب حسب متوسط آخر هذه الاستطلاعات، وحلت في المرتبة الأولى بفارق مريح في معظم الولايات الأساسية للانتخابات. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت في وقت سابق إن المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي نحو البيت الأبيض دونالد ترامب, هو أسوأ المرشحين على الإطلاق, وجعل الحملة الانتخابية الحالية "قبيحة وكئيبة", حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 14 أكتوبر, أن ترامب هو شخص "مرعب وشديد التعصب وجاهل ومخادع وماكر ونرجسي وانتقامي وتافه وضيّق الأفق ومعادٍ للنساء وعابث ماليا وكسول فكريا ويزدري الديمقراطية ومولع بأعداء أمريكا، وإذا أصبح رئيسا, فسيعرض أمريكا والعالم لخطر كبير". وأعلنت الصحيفة أنها تؤيد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بسبب الميزات الإيجابية العديدة التي تتمتع بها, وليس بسبب سوء منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وتابعت " كلينتون ذكية وتركز على الأهداف، وتتمتع بخبرة في العمل التنفيذي، ولا تدع مشاعرها تقف بوجه إنجاز العمل, الذي يجب أن يُنجز". واستطردت الصحيفة "كلينتون تفهم أيضا أهمية قيادة أمريكا للعالم، وسيجد الحلفاء أنها جديرة بثقتهم أكثر من الرئيس الأمريكي الحالي، وسيكون العالم أكثر أمنا إذا تولت رئاسة الولاياتالمتحدة". وكانت "واشنطن بوست" نشرت في 8 أكتوبر تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005 , يدلي فيه ترامب بكلام بذيء عن النساء، حيث قال متحدثا إلى مقدم برامج في التسجيل, أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تليفزيوني :"حين تكون نجما، يدعنك تفعلها". واستخدم ترامب في التسجيل كلاما فاضحا ويسمع صوته في شريط الفيديو بوضوح وهو يسوق وصفا صريحا لمحاولته إغواء امرأة، رغم علمه أنها متزوجة. وحسب "الجزيرة", لم ينف ترامب صحة التسجيل, إلا أنه حاول احتواء تداعيات تصريحاته البذيئة ضد النساء، وسجل شريط فيديو وزعه على الصحافة, قال فيه :"كنت مخطئا.. أعتذر، الناس الذين يعرفونني يعلمون أن هذا ليس أنا"، مضيفا أنه تغيّر. وتابع "قلت حماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين"، متهما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري كلينتون بأنه "أساء فعليا معاملة نساء، وأن هيلاري قامت بمضايقة نساء أقمن علاقات مع زوجها, وأهانتهن"، واستطرد "بيل كلينتون قال لي ما هو أسوأ من ذلك بكثير على ملعب للغولف". وأشار ترامب إلى أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي, وذلك بعد توجيه انتقادات شديدة له حتى داخل حزبه الجمهوري، إثر نشر شريط الفيديو الذي يروي فيه كيفية تحرشه بالنساء.