قالت صحيفة "واشنطن بوست", إن الحزب الجمهوري الأمريكي يواجه حاليًا أسوأ أزمة بتاريخه, على أثر سلسلة الفضائح التي لاحقت في الأيام الأخيرة المرشح الرئاسي دونالد ترامب. وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها أمس، الثلاثاء, أن إعلان رئيس مجلس النواب الجمهوري بول رايان تخليه عن دعم ترامب؛ هو مناورة عاجلة للحفاظ على الأغلبية الجمهورية بمجلسي النواب ومجلس الشيوخ. وتابعت: "إعلان رايان أنه لن يدافع عن ترامب أو يدعو إلى التصويت له, هو اعتراف بأن المرشح الجمهوري لن يفوز بالسباق الرئاسي الأمريكي." وأشارت الصحيفة، إلى أن إعلان رايان هو صفعة قوية لترامب؛ لأنه سيدمر أي مظهر من مظاهر وحدة الجمهوريين خلفه, وهو ما يصب في مصلحة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وكانت "واشنطن بوست" قالت أيضًا في 10 أكتوبر, إن فرص المرشح الجمهوري دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأمريكي تضاءلت بشدة بعد المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأضافت الصحيفة في تعليقها على المناظرة الثانية, أن كلينتون وقفت طوال التسعين دقيقة من المناظرة تتحدث إلى الناخبين عن القضايا التي تهمهم، وترد على كل ما يقصفه بها ترامب دون هفوات تذكر من جانبها. وتابعت:" كلينتون تحدثت بهدوء عن إساءة ترامب للنساء، وعن رفضه الاعتذار عن تصريحاته ضد المسلمين، وكذبه بأنه وقف ضد الحرب في العراق". وأشارت الصحيفة، إلى أن كلينتون كسبت المناظرة منذ دقائقها الأولى بهدوئها, فيما لم يعد أمام ترامب سوى الحفاظ على حد أدنى من الكرامة الشخصية بعد فضائحه الأخيرة, حسب تعبيرها. وفي ثاني مناظرة تليفزيونية بينهما في 10 أكتوبر, تبادل ترامب وكلينتون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية، والقضايا الداخلية، فضلًا عن مسائل أخلاقية شخصية، حيث بدأت كلينتون بالحديث عن تسجيل صوتي لترامب تم تداوله قبل أيام، وتضمن عبارات تجاه النساء وصفت بأنها بذيئة، وبينما قالت كلينتون إن ما ورد في التسجيل يمثل حقيقة ترامب؛ رد بأنه اعتذر عما بدر منه، مستحضرًا ضلوع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في علاقات غير شرعية. وأظهر استطلاع للرأي أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون فازت في المناظرة الثانية. ووفقًا لاستطلاع أولي أجرته شبكة "سي إن إن" وشمل مجموعة ممن تابعوا المناظرة، فإن 57% من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا أن كلينتون فازت بالمناظرة، في مقابل 34% صوتوا لصالح منافسها. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت في 8 أكتوبر تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005 , يدلي فيه ترامب بكلام بذيء عن النساء، حيث قال متحدثا إلى مقدم برامج في التسجيل, أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تليفزيوني :"حين تكون نجما، يدعنك تفعلها". واستخدم ترامب في التسجيل كلاما فاضحا ويسمع صوته في شريط الفيديو بوضوح وهو يسوق وصفا صريحا لمحاولته إغواء امرأة، رغم علمه أنها متزوجة. وحسب "الجزيرة", لم ينف ترامب صحة التسجيل, إلا أنه حاول احتواء تداعيات تصريحاته البذيئة ضد النساء، وسجل شريط فيديو وزعه على الصحافة, قال فيه :"كنت مخطئا.. أعتذر، الناس الذين يعرفونني يعلمون أن هذا ليس أنا"، مضيفا أنه تغيّر. وتابع "قلت حماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين"، متهما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري كلينتون بأنه "أساء فعليا معاملة نساء، وأن هيلاري قامت بمضايقة نساء أقمن علاقات مع زوجها, وأهانتهن"، واستطرد "بيل كلينتون قال لي ما هو أسوأ من ذلك بكثير على ملعب للغولف". وأشار ترامب إلى أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي, وذلك بعد توجيه انتقادات شديدة له حتى داخل حزبه الجمهوري، إثر نشر شريط الفيديو الذي يروي فيه كيفية تحرشه بالنساء. وكانت استطلاعات للرأي أشارت إلى تقدم المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بعد أول مناظرة بينهما أجريت في 27 سبتمبر الماضي. واتهم ترامب خلال المناظرة منافسته بالتسبب في الفوضى بالشرق الأوسط، بسبب ما وصفها بالسياسات الخارجية غير المدروسة تجاه أزمات المنطقة، حيث كانت كلينتون تشغل منصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى, أما كلينتون فقالت إن ترامب لا يصلح للرئاسة لأنه يفتقر إلى الشعور بالمسئولية. وأعطت استطلاعات الرأي بعد المناظرة تقدما لكلينتون، فقد استطلعت شبكة "سي ان ان" الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة أبحاث الرأي "أو آر سي" آراء 521 ناخبا محتملا، وخلصت إلى أن 62% اعتبروا أن المرشحة الديمقراطية فازت بالمناظرة, مقابل 27% لترامب. ووفقا للشبكة، فإن الناخبين ممن استطلعت آراؤهم بشأن المناظرة قالوا إن كلينتون عبرت عن رأيها بوضوح أكثر من ترامب، وكان إدراكها للقضايا التي نوقشت خلال المناظرة أفضل بفارق كبير، واعتبر البعض أن كلينتون نجحت بشكل أفضل من ترامب في معالجة وتناول مخاوف الناخبين حول رئاستها المحتملة. وكانت استطلاعات رأي سابقة للمناظرة أعطت تقاربا في السباق، حيث نالت هيلاري كلينتون 43% من نوايا التصويت مقابل 41.5% لترامب بحسب المعدل الذي احتسبه موقع "ريل كلير بوليتيكس". وخلال المناظرة التي استمرت تسعين دقيقة تواجه المرشحان بشأن رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع. وانتقد ترامب أداء كلينتون السياسي, قائلا إن "هيلاري تحظى بالخبرة، لكنها خبرة سيئة". وقال :"إن بلادنا تعاني بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذها أشخاص مثل كلينتون". وأشارت تقديرات إلى أن عدد مشاهدي المناظرة عبر التليفزيون اقترب من الرقم القياسي المسجل عام 1980 والبالغ ثمانين مليون مشاهد. وبعد المناظرة, علق جون هوداك -من مؤسسة بروكينغز- بالقول :"لم نشهد من قبل مثل هذا الأداء الممتاز لكلينتون، والسيئ إلى هذا القدر من قبل ترامب"، مضيفًا أن "كلينتون كانت مسيطرة من البداية حتى النهاية". ومن جهته، علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة "أيوا" تيموثي هيغل "كلينتون بدت أكثر بمظهر الرئيس, وهذا أمر ليس مستغربا". وتُجرى مناظرة ثالثة في 19 أكتوبر, استعدادًا للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستُجرى في نوفمبر المقبل.