قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي نحو البيت الأبيض دونالد ترامب, هو أسوأ المرشحين على الإطلاق, وجعل الحملة الانتخابية الحالية "قبيحة وكئيبة", حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 14 أكتوبر, أن ترامب هو شخص "مرعب وشديد التعصب وجاهل ومخادع وماكر ونرجسي وانتقامي وتافه وضيّق الأفق ومعادٍ للنساء وعابث ماليا وكسول فكريا ويزدري الديمقراطية ومولع بأعداء أمريكا، وإذا أصبح رئيسا, فسيعرض أمريكا والعالم لخطر كبير". وأعلنت الصحيفة أنها تؤيد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بسبب الميزات الإيجابية العديدة التي تتمتع بها, وليس بسبب سوء منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وتابعت " كلينتون ذكية وتركز على الأهداف، وتتمتع بخبرة في العمل التنفيذي، ولا تدع مشاعرها تقف بوجه إنجاز العمل, الذي يجب أن يُنجز". واستطردت الصحيفة "كلينتون تفهم أيضا أهمية قيادة أمريكا للعالم، وسيجد الحلفاء أنها جديرة بثقتهم أكثر من الرئيس الأمريكي الحالي، وسيكون العالم أكثر أمنا إذا تولت رئاسة الولاياتالمتحدة". وفي ثاني مناظرة تليفزيونية بينهما في 9 أكتوبر, تبادل ترامب وكلينتون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية، والقضايا الداخلية، فضلا عن مسائل أخلاقية شخصية، حيث بدأت كلينتون بالحديث عن تسجيل صوتي لترامب تم تداوله قبل أيام، وتضمن عبارات تجاه النساء وصفت بأنها بذيئة، وبينما قالت كلينتون إن ما ورد في التسجيل يمثل حقيقة ترامب رد بأنه اعتذر عما بدر منه مستحضرا ضلوع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في علاقات غير شرعية. وأظهر استطلاع للرأي أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون فازت في المناظرة الثانية. ووفقا لاستطلاع أولي أجرته شبكة "سي ان ان" وشمل مجموعة ممن تابعوا المناظرة، فإن 57% من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا أن كلينتون فازت بالمناظرة، في مقابل 34% صوتوا لصالح منافسها. وكانت "واشنطن بوست" نشرت في 8 أكتوبر تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005 , يدلي فيه ترامب بكلام بذيء عن النساء، حيث قال متحدثا إلى مقدم برامج في التسجيل, أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تليفزيوني :"حين تكون نجما، يدعنك تفعلها". واستخدم ترامب في التسجيل كلاما فاضحا ويسمع صوته في شريط الفيديو بوضوح وهو يسوق وصفا صريحا لمحاولته إغواء امرأة، رغم علمه أنها متزوجة. وحسب "الجزيرة", لم ينف ترامب صحة التسجيل, إلا أنه حاول احتواء تداعيات تصريحاته البذيئة ضد النساء، وسجل شريط فيديو وزعه على الصحافة, قال فيه :"كنت مخطئا.. أعتذر، الناس الذين يعرفونني يعلمون أن هذا ليس أنا"، مضيفا أنه تغيّر. وتابع "قلت حماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين"، متهما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري كلينتون بأنه "أساء فعليا معاملة نساء، وأن هيلاري قامت بمضايقة نساء أقمن علاقات مع زوجها, وأهانتهن"، واستطرد "بيل كلينتون قال لي ما هو أسوأ من ذلك بكثير على ملعب للغولف". وأشار ترامب إلى أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي, وذلك بعد توجيه انتقادات شديدة له حتى داخل حزبه الجمهوري، إثر نشر شريط الفيديو الذي يروي فيه كيفية تحرشه بالنساء. وكانت استطلاعات للرأي أشارت إلى تقدم المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بعد أول مناظرة بينهما أجريت في 27 سبتمبر الماضي. واتهم ترامب خلال المناظرة منافسته بالتسبب في الفوضى بالشرق الأوسط، بسبب ما وصفها بالسياسات الخارجية غير المدروسة تجاه أزمات المنطقة، حيث كانت كلينتون تشغل منصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى, أما كلينتون فقالت إن ترامب لا يصلح للرئاسة لأنه يفتقر إلى الشعور بالمسئولية. وأعطت استطلاعات الرأي بعد المناظرة تقدما لكلينتون، فقد استطلعت شبكة "سي ان ان" الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة أبحاث الرأي "أو آر سي" آراء 521 ناخبا محتملا، وخلصت إلى أن 62% اعتبروا أن المرشحة الديمقراطية فازت بالمناظرة, مقابل 27% لترامب. ووفقا للشبكة، فإن الناخبين ممن استطلعت آراؤهم بشأن المناظرة قالوا إن كلينتون عبرت عن رأيها بوضوح أكثر من ترامب، وكان إدراكها للقضايا التي نوقشت خلال المناظرة أفضل بفارق كبير، واعتبر البعض أن كلينتون نجحت بشكل أفضل من ترامب في معالجة وتناول مخاوف الناخبين حول رئاستها المحتملة. وكانت استطلاعات رأي سابقة للمناظرة أعطت تقاربا في السباق، حيث نالت هيلاري كلينتون 43% من نوايا التصويت مقابل 41.5% لترامب بحسب المعدل الذي احتسبه موقع "ريل كلير بوليتيكس". وخلال المناظرة التي استمرت تسعين دقيقة تواجه المرشحان بشأن رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع. وانتقد ترامب أداء كلينتون السياسي, قائلا إن "هيلاري تحظى بالخبرة، لكنها خبرة سيئة". وقال :"إن بلادنا تعاني بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذها أشخاص مثل كلينتون". وأشارت تقديرات إلى أن عدد مشاهدي المناظرة عبر التليفزيون اقترب من الرقم القياسي المسجل عام 1980 والبالغ ثمانين مليون مشاهد. وبعد المناظرة, علق جون هوداك -من مؤسسة بروكينغز- بالقول :"لم نشهد من قبل مثل هذا الأداء الممتاز لكلينتون، والسيئ إلى هذا القدر من قبل ترامب"، مضيفا أن "كلينتون كانت مسيطرة من البداية حتى النهاية". ومن جهته، علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة "أيوا" تيموثي هيغل "كلينتون بدت أكثر بمظهر الرئيس, وهذا أمر ليس مستغربا". وتُجرى مناظرة ثالثة في 19 أكتوبر, استعدادا للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستُجرى في نوفمبر المقبل.