يمر الكثيرون خصوصًا النساء بلحظات يشعرون فيها برغبة شديدة في تناول الطعام رغم عدم وجود جوع حقيقي، خاصة عند التعرض للتوتر أو الحزن أو الضغوط النفسية، هذه الظاهرة التي قد تدفعك للهروب من مشكلاتك إلى الثلاجة تعرف ب"الجوع العاطفي" تختلف تمامًا عن الجوع الفسيولوجي الطبيعي، حيث يظهر فجأة ويتركز على أنواع محددة من الأطعمة غير الصحية خصوصًا التي تحتوي على السكريات كالشوكولاتة. استشاري التغذية العلاجية، الدكتورة رشا الطنطاوي، توضح أن الجوع العاطفي يرتبط بالحالة النفسية للفرد، فعند ارتفاع مستويات التوتر، يفرز الجسم هرمون "الكورتيزول" الذي يحفّز الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون، التي توفر بدورها شعورًا مؤقتًا بالراحة لكنها غالبًا ما تترك وراءها مشاعر ندم وإحباط. ◄ اقرأ أيضًا | ما هي أعراض ارتفاع مستوى الكورتيزول؟ وللتغلب على هذه المشكلة، تنصح الدكتورة رشا باتباع عدة استراتيجيات فعّالة. أولًا، من المهم التوقف قبل الأكل لاستكشاف المشاعر الحقيقية الكامنة وراء الرغبة في الطعام. ثانيًا، تساعد ممارسة الرياضة بانتظام خصوصًا المشي في التخفيف من حدة التوتر والضغوط النفسية. كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يلعب دورًا مهمًا في تنظيم الشهية والرغبة في تناول الطعام. ومن الضروري أيضًا استبدال الوجبات السريعة والحلويات بخيارات صحيّة مثل الفواكه الطازجة والمكسرات غير المملحة، كما أن تدوين أنواع وكميات الطعام المتناولة خلال اليوم يساعد على زيادة الوعي بأنماط الأكل غير الصحي. وتؤكد رشا أن فهم المشاعر والتعامل معها بشكل صحيح هو الحل الجذري لمشكلة الجوع العاطفي، حيث يمثل الوعي الذاتي الخطوة الأولى نحو تغيير العادات الغذائية وتحقيق حياة أكثر توازنًا.