قال السفير فوزى العشماوى قنصل مصر العام بالرياض سابقًا وسفير مصر الحالى بدولة موزمبيق إن السعودية حريصة على دعم مصر بالفعل نافيًا سعيها لعرقلة الثورة أو تمويل الثورة المضادة كما تروج بعض وسائل الإعلام. وأضاف العشماوى ل"المصريون": "إن المملكة العربية السعودية مضطرة لمساندة مصر ودعمها للمرور من أزمتها الحالية لأنها بذلك تدافع فى المقام الأول عن مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية ومكانتها التاريخية التى من الممكن أن تفقدها بدون مصر". وتابع قائلاً: "فضلاً عن أنها بهذا الدعم تحمى استثماراتها الحكومية واستثمارات رجال الأعمال السعوديين الذين تبلغ استثماراتهم أكثر من 20 مليار جنيه فى الأسواق المصرية". واعتبر السفير فوزى العشماوى أن هناك سوءَ فهمٍ وخلطٍ كبيرٍ بين مسألة دعم ومساندة مبارك وبين دعم ومساندة المصالح السعودية فى مصر، قائلاً: "المملكة العربية السعودية ساندت مبارك فى أول الثورة لأنه كان الراعى الحقيقى لمصالحها واستثماراتها ورعاياها الذين كان يحميهم نظام مبارك حيث يبلغ عدد الجالية السعودية بمصر نحو نصف مليون سعودى يعيشون على أرض مصر منهم 400 ألف يقيمون بصفة دائمة وأغلبهم متزوجون من مصريات ولديه أولاد من أم مصرية ". وأضاف: "إن السعودية كانت مثل غيرها تخشى من قدوم نظام جديد يتولى مقاليد الحكم فيهدد مصالحها فى المنطقة وفى مقدمتها داخل مصر فكان الدفاع عن مبارك هو فى الأساس دفاع عن مصالحها التاريخية والاقتصادية والإستراتيجية". وأكد أن الموقف السعودى تغير تمامًا بعد تنحى الرئيس السابق مبارك عن الحكم وبعد تعهد رئيس وزراء مصر الدكتور عصام شرف فى زيارته الأولى للسعودية عقب الثورة بأنه لا مساس بالمصالح والعلاقات والاتفاقيات الموقعة بين القاهرة والرياض وأن مصر حريصة على العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين البلدين". ورأى العشماوى أن السعودية تدعم أى حاكم لمصر من أجل مصر وليس لشخصه أو مكانته سواء كان مبارك أو غيره وذلك لحماية مصالحها وهو نفس المنطق الذى كانت تتعامل به مع مبارك خاصة أن مصر هى البوابة الاقتصادية الأولى لمعظم الاستثمارات السعودية كما أنها الذراع العسكرية الوحيدة التى يحمى المنطقة العربية وخاصة الجناح السنى الذى تقوده مصر والسعودية منذ الأزل كما أن مصر هى التى حمت السعودية من تهديدات صدام حسين ومن التهديدات الإيرانية، فضلاً عن العمالة المصرية بالسعودية والتى تبلغ نحو 2 مليون 200 ألف عامل وتعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد السعودى. وأضاف العشماوى أن السعودية ملتزمة بدعم مصر بمبلغ 3.75 مليار دولار كما وعدت بعد الثورة ولن تتخلى عن وعدها وقد بدأت فى التنفيذ بالفعل وحولت 500 مليون دولار كمنحة لا ترد لدعم عجز الموازنة العامة فى مصر ودخل بالفعل حساب وزارة المالية فى البنك المركزى المصرى بتاريخ 16-5- 2011. وأضاف أن سبب تأخير باقى المبلغ هو تأخر عمل البعثة السعودية التابعة للصندوق السعودى للتنمية التى زارت مصر ووقعت مذكرة تفاهم مع وزارة التعاون الدولى المصرية لتحديد أهم المشاريع ذات الأولوية لدراستها وتنفيذها كما أن المملكة قدمت لمصر مساعدات عينية تمثلت فى تأمين 48 ألف طن مترى من غاز البترول المسال. وأضاف أن مصر والسعودية تتمتعان بتاريخ عريق من التعاون المشترك سياسيًا واقتصاديًا ويعتبر حجم التبادل التجارى بين مصر والمملكة هو الأول على مستوى جميع الدول العربية حيث بلغ عدد الشركات السعودية المستثمرة فى مصر 2190 شركة ومشروعًا فى مختلف القطاعات باستثمارات بلغت نحو 20 مليار جنيه كما أن الصادرات المصرية للسعودية بلغت 400 مليون دولار مقابل واردات من المملكة بلغت 748مليون دولار أما الاستثمارات المصرية بالسعودية فقد وصل حجمها 750مليون دولار والاستثمارات السعودية المصرية المشتركة بلغت 1.5 مليار دولار.