تحذيرات متلاحقة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى من مواقع التواصل الاجتماعى فى أكثر من خطاب أو حوار تليفزيونى أو صحفي، حيث قال الرئيس أمس فى حديث له لشبكة "CNN" إن أجهزة خارجية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى مثل "فيس بوك وتويتر" كمنصات لهدم دول من داخلها. وأضاف أن المصريين أكثر وعيا ممن يتصورون أنهم بمحاولاتهم التشكيك والإساءة من خلال تلك المواقع وغيرها يستطيعون التأثير مؤكدًا أن الشعب المصرى يرفض جهود البعض لإدخال بلدهم فى دوامة الضياع كما يرفضون كل محاولات إثارة الرأى العام،حسب قوله. وتلك ليست المرة الأولى التى يتحدث الرئيس فيها عن مواقع التواصل الاجتماعي،حيث قال فى حديث له مع "CNN" إنه حذر خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع التكفيرية ودعا إلى تبنى إستراتيجية لمواجهة هذه الإيديولوجية المتطرفة التى تحول الشباب إلى أداة للقتل والتدمير وحتى الآن لم يتم التعامل مع هذه المسألة بشكل جاد". كما حذر السيسى المصريين من تلك الوسائل مؤكدًا أن هناك أشخاصًا فيها يعملون لصالح أجهزة ولا يعرف المصريون أهدافهم مؤكدًا أن تلك المواقع امتلأت بالكثير من الأحداث بصورة خاطئة محذرًا الإعلاميين والمصريين من أن تكون مصادرهم هى شبكات التواصل الاجتماعى التى وصفها ب"الخطيرة". وفى السياق ذاته قال الرئيس إن هناك شائعات ومحاولات لتخريب الداخل وأنه يتابع جيدًا مواقع التواصل الاجتماعى قائلا: “انتبهوا من يتحدث محاولات تخريب مصر عزلها” تحذيرات الرئيس المتكررة من مواقع التواصل الاجتماعى بسبب الدور الذى لعبته المواقع فى إثارة الرأى العام قبل أى ثورة سابقة، قبل ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك دشن الناشط وائل غنيم صفحة على موقع التواصل الاجتماعى بعنوان "كلنا خالد سعيد" من أجل التنديد بمقتل الشاب خالد سعيد الذى قتل على يد قوات الأمن فى الإسكندرية. بدأت الصفحة بعد ذلك فى نشر قضايا التعذيب وتوضيح صور القمع الذى تقوم به الداخلية فى حق المواطنين ومع زيادة عدد المتابعين للصفحة بدأت الدعوات إلى وقفات صامتة على كورنيش الإسكندرية والقاهرة، كما قامت الصفحة بعمل حملة جمع توقيعات للمطالب السبعة التى تبنتها الجمعية الوطنية للتغيير بالإضافة إلى التنديد بأحداث التزوير التى حدثت فى انتخابات مجلس الشعب 2010 وعقب تفجيرات كنيسة القديسين فى الإسكندرية ليلة رأس السنة من عام 2011 تم القبض على الشاب سيد بلال لاتهامه فى الحادث وقام رجال الشرطة بتعذيبه حتى الموت فدعت صفحة خالد سعيد إلى تحويل يوم عيد الشرطة إلى مظاهرة كبيرة بعنوان "عيد البلطجية" وهو ما انتهى بقيام ثورة يناير والإطاحة بنظام مبارك وعقب تولى المجلس العسكرى حكم البلاد تم تدشين صفحة "عسكر كاذبون"للتنديد بالأعمال التى ارتكبها المجلس العسكرى أثناء فترة توليه أعقاب الثورة ونشرت مجموعة من الفيديوهات لانتهاكات القوات المسلحة والشرطة تجاه الموطنين وفى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى تم تدشين صفحة "مرسى ميتر" لرصد قرارات الرئيس وإنجازه للبرنامج الرئاسى الذى أعلن عنه أثناء فترة الترشح للانتخابات خلال أول 100 يوم من فترة حكمه للبلاد،وذلك بالإضافة الين دشين صفحة أخرى بعنوان"إخوان كاذبون" لتسليط الضوء على أخطاء الإخوان وتناقضهم ووثقت أحداث الاتحادية ، كما برز دور مواقع التواصل الاجتماعى فى تدشين حملة تمرد والتى طالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو ما أدى بالأخير إلى الإطاحة بحكم الإخوان
خبراء: تمثل خطر على الأمن القومي أكد خبراء أن تلك المواقع تمثل خطر على الأمن القومى ، بحسب ما أكده مساعد وزير الداخلية الأسبق ، اللواء جمال أبو ذكرى مؤكدًا أن بعض تلك الصفحات قد تدعو إلى الانقلاب على النظام الحالى وقلب مؤسسات الحكم، حسب قوله وشدد "أبو ذكرى" فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أهمية التفرقة بين ضرورة الرقابة على تلك الصفحات التى تمثل خطرا على الأمن القومى والتى يمكن الحشد ضد النظام من خلالها وبين الحفاظ على الحرية الشخصية للمواطنين العاديين اللذين لا يمثلون خطر على مؤسسات الدولة. وفى ذات السياق، قال الخبير الأمنى محمود السيد قطرى إن هناك تخوفات مبالغة من قبل النظام الحالى من وسائل التواصل الاجتماعى خاصة بعدما تسببت من قبل فى الإطاحة بالأنظمة السابقة بداية من نظام مبارك الذى كان السبب الأول فى الإطاحة به صفحة "خالد سعيد". وأضاف "قطرى" فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن النظام يعمم تخوفه من مواقع التواصل الاجتماعى رغم أنه ليس جميعها خطر على الأمن القومى ولكم صفحة واحدة قد تتسبب فى الإطاحة به خاصة أن منها من يعارض النظام الحالى.