قللت مصادر سياسية ومحللون من إمكانية أن تقوم الولاياتالمتحدة بتكرار سيناريو سعد الدين إبراهيم مع النظام وتمارس ضغوطا مكثفة على الحكومة المصرية لإطلاق سراح زعيم حزب الغد الدكتور أيمن نور ، مشيرة إلى أن نور لا يحظى بدعم جماعي من الإدارة الأمريكية فالتيار الرئيسي في واشنطن لن يدخل معركة عنيفة مع القاهرة من أجل نور ، خاصة وأنه يراهن في المرحلة الحالية على الحفاظ على العلاقات والمصالح الاستراتيجية مع مصر . وأشارت المصادر إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين النظام وواشنطن تعتمد على التزام القاهرة بمعاهدة السلام مع إسرائيل وعدم تهديد أمنها والحفاظ على سلامة المرور في الممرات البحرية ، ودعم النظام القوى للحرب الأمريكية على الإرهاب ، إضافة إلى دعم الأنظمة الصديقة لواشنطن في المنطقة ومنع سقوطها في أيدي الإسلاميين. وأوضحت أن التيار المتشدد داخل الإدارة الأمريكية والراغب في هيكلة المنطقة والتذرع بمسائل مثل الديمقراطية والليبرالية هو الذي يساعد نور لكنه لن يستطيع فرض رؤيته لا على الإدارة الأمريكية ولا على الحكومة المصرية مستبعدا أن تلجأ واشنطن إلى سلاح المعونات للضغط على مصر من أجل نور. وتوقعت المصادر ألا تكون الضغوط الأمريكية على مصر في حجم الضغوط التي مورست في حالة الدكتور سعد الدين إبراهيم فالأخير كان في المقام الأول مواطن أمريكي كما أنه تمكن من بناء قاعدة مهنية وسياسية طوال 30 عاما ، دفعت العديد من المؤسسات الأمريكية لممارسة ضغوط قوية على الإدارة الأمريكية كي تضغط بدورها على الحكومة المصرية للإفراج عنه . من جهته ، انتقد حزب الغد ما اعتبره محاولة للقضاء على نور خصوصا أن النظام لم يغفر له انتقاداته الشديدة للنظام. وهدد الحزب ، في بيان وصلت نسخة منه ل " المصريون " ، أنه سيسلك كل السبل للضغط على النظام للإفراج على رئيس حزب الغد. يأتي ذلك فيما عبر أنصار أيمن نور عن خيبة أملهم وصدمتهم جراء الحكم الذي صدر عليه بالحبس المشدد خمس سنوات بتنظيم مظاهرة جابت شوارع وسط البلد بالقاهرة. ورفع المتظاهرون صور الدكتور أيمن نور ورددوا هتافات ضد قانون الطوارئ وتلفيق التهم للمعارضين ، كما نددوا بالمستشار عادل جمعة الذي أصدر حكم الحبس على نور. وقال المتظاهرون إنهم سيصعدون من فعاليات الاعتراض على الحكم على نور لتتخذ كافة الأساليب السلمية والممكنة والتي ستبدأ اليوم من نقابة الصحفيين ، حيث تعقد لجنة الحريات مؤتمرا للتضامن مع نور ضد الحكم الصادر بحقه . من جانبه ، أكد المستشار مرسي الشيخ النائب الأول لرئيس حزب الغد أن الحكم الذي صدر أمس من محكمة الجنايات ضد الدكتور أيمن نور بحسبه 5 سنوات قد أسدل الستار على النزاع في حزب الغد وأكد بما لا يدع مجالا للشك شرعية رئاسة المهندس موسى مصطفى موسى لحزب الغد الذي انتخبته جمعية عمومية صحيحة رئيسا للحزب. وأوضح الشيخ أن الحكم على نور قد ألغى التنازع الدائر حاليا على رئاسة الحزب بين نور والمهندس موسى مصطفى ، مطالبا لجنة الأحزاب بتطبيق لائحة الحزب التي تعطي للنائب الأول للرئيس الحق في الحصول على رئاسة الحزب إذا صدر حكم قضائي ضد رئيس الحزب. وشدد الشيخ الذي يمثل أحد أبرز رموز جبهة المنشقين على نور على أهمية التضامن داخل حزب الغد لإنقاذ الحزب وإعادته إلى قيادة المعارضة وألا تسود الحزب روح انتقامية لأن هذا لا يخدم مصلحة الحزب ، مطالبا أعضاء الحزب بالتكاتف والعمل كفريق واحد حتى يستطيعوا لملمة الحزب. ولم يستبعد المستشار مرسي الشيخ إمكانية تشكيل الحزب للجنة قانونية لتقديم نقض للحكم أو مساعدة نور في أزمته متمنيا أن يسمح لنا فريق نور بالعمل على مساعدته على تجاوز هذه الأزمة. في السياق ذاته ، رأى الدكتور ضياء رشوان الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن الدكتور أيمن نور ارتكب خطأ كبيرا عندما دخل في معارك شديدة قبل أن يتمكن من بناء مؤسسات حزبه بحيث يكون لديها القدرة على ممارسة ضغوط على النظام مما أعطى النظام الفرصة للتربص به دون أن يعبأ بأي ضغوط عليه ، مشيرا إلى أن نور خالف جميع المعايير الليبرالية بعدم انتظار نمو حزبه في الساحة السياسية المصرية بل وأن معارك نور الفردية وشخصنته للحزب قد ساهم في تشتيت الحزب وتفتيته. وتساءل رشوان عن أسرار انقلاب النظام على نور بهذا الأسلوب ، وهل ارتكب نور خطأ كبيرا وتجاوز الخطوط الحمراء في علاقاته مع واشنطن بشكل أغضب النظام فنحن نعلم أن هناك العديد من المثقفين ذوي الهوى الأمريكي ولم يحدث معهم كما حدث مع نور.. صحيح أنهم يؤيدون الدولة إذا وقع خلاف حاد مع واشنطن وهذا ما لم يقم به نور. وأبدى رشوان تعجبه من الضجة التي أثارتها الصحف الأمريكية عن نور رغم أن أمامه درجة تقاضي أخرى في حين لم نسمع أن أحد ذرف الدمع على الدكتور عصام العريان أو عبد المنعم أبو الفتوح رغم ما صدر ضدهم من أحكام من محاكم عسكرية. لم ينف رشوان أن واشنطن سوف تمارس ضغوطا على مصر لإطلاق سراح نور غير أن هذه الضغوط ستنتهي عند حد معين فلن تهدد واشنطن مصالحها الاستراتيجية مع النظام من أجل نور بمعنى أن الإدارة الأمريكية لن تصعد ضغوطها على مصر بالشكل الذي يجبرها على إطلاق نور كما حدث مع الدكتور سعد الدين إبراهيم. وقلل رشوان من حجم التكهنات التي تعتبر حكم الإدانة بمثابة إنهاء لمشوار أيمن نور السياسي ، معتبرا أن أيمن نور لم يبدأ مشواره السياسي بعد حتى ينتهي وكان عليه أن يمر بعدد من المراحل قبل أن يفجر معارك بهذه الشراسة دون أن يكون قادرا على مواجهة عواقبها.