أثار إقرار الكونجرس الأمريكي لقانون جاستا، العديد من التوقعات والتنبؤات حول هذا القانون، فقد توقع البعض أن هذا القانون سيكون مسمارًا في نعش أمريكا وبداية لسقوط الإمبراطورية الأمريكية وإحلال إمبراطوريات أخرى بدلا منها، نظرًا لأن هذا القانون ليس في صالح دول كثيرة، والبعض الآخر توقع أن هذا القانون سيكون سببًا في سقوط بعض الأنظمة العربية. وكان مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي، قد أقرا قانونًا أطلق عليه قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب "جاستا"، والذي يسمح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية بمقاضاة دول أجنبية. ويرى عدد من السياسيين، أن قانون جاستا الذي أصدره الكونجرس الأمريكي، ستكون له آثاره السلبية على الاقتصاد الأمريكي وسيحدث توترًا في العلاقات الدولية بين أمريكا وبعض الدول المتضررة من هذا القانون، فيما اعتبر آخرون أن هذا القانون بمثابة تأكيد على زوال أهمية دول الشرق الأوسط بالنسبة لأمريكا. بدوره، يرى المستشار حسني السيد، المحلل السياسي والباحث القانوني، أن الكونجرس الأمريكي والرئيس القادم عليهما أن يعيدا النظر في هذا القانون مرة أخرى، لأنه سيضر بمصلحة أمريكا من الناحية الاقتصادية، مضيفا أن المملكة قادرة على الرد على هذا القانون، وذلك عن طريق قيام المملكة بسحب استثماراتها من أمريكا، مما سيكون له آثاره السلبية على الاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن الدول ليست مسئولة عن أفعال مواطنيها الذين ينضمون لبعض الجماعات الإرهابية أو المتطرفة. وأوضح السيد، في تصريحه ل"المصريون"، أن قانون "جاستا" ستكون له آثاره السلبية على علاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالشرق الأوسط وخاصة المملكة العربية، نظرًا لأن هذا القانون يهدف إلى استنزاف أموال بعض دول الخليج العربي. وأشار إلى أن هذا القانون سلاح ذو حدين، فوقفا لهذا القانون يحق لأي مواطن بالدول التي ارتكبت في حقها الولاياتالمتحدة جرائم أن يقاضي أمريكا على هذه الجرائم، كما أن أمريكا قامت برعاية العديد من الجماعات المتطرفة وعلى رأسها داعش والقاعدة، وهذه الجماعات ارتكبت جرائم في حق العديد من الدول، فيمكن وفقًا للقانون أيضا، مقاضاة أمريكا. وأكد المحلل السياسي، أن الكونجرس الأمريكي قد جانبه الصواب في إصدار هذا القانون، ولم يكن لديه بُعد نظر عند إصدار القانون، مشيرًا إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية وليدة عقود طويلة وليست وليدة اللحظة. من جهته، قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قانون جاستا الأمريكي يؤكد فقط أن منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لأمريكا لم تعد لها أهمية استراتيجية كما كانت في السابق، مؤكدًا أن هذا القانون سيكون بمثابة بداية النهاية لحكم آل سعود. وأوضح مرزوق، في تصريحه ل"المصريون"، أن أمريكا الآن ترى أن منطقة دول شرق آسيا كالصين والهند وغيرهما هي الأولى بالعناية والاهتمام، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية التي تحظى بها الآن، فهذا الجزء من العالم قد حجز لنفسه أهمية كبيرة لدى أمريكا. وأضاف: "أمريكا كانت تهتم بالشرق الأوسط لسببين رئيسيين وهما البترول وحماية إسرائيل"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة والغرب تمكنوا من إسقاط سلاح البترول من يد العرب وحاليًا انخفضت أسعار البترول وما زال يواصل هبوطه، بل وأصبحت أمريكا نفسها الآن مصدرة للبترول". وتابع: "أما بالنسبة لحماية إسرائيل فقد تكفل العرب بحمايتها، وأصبحت ليست بحاجة لحماية خارجية، بل الآن الأنظمة العربية تهرول للاحتماء والتقرب لإسرائيل على حساب شعوبها، لأنها ترى أن بقاءها مرتبط بمدى رضا العدو الصهيوني عنها". وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن أمريكا بعد أن انتهت من الحصول على البترول الموجود في تلك الدول، فكرت في كيفية الحصول على الأموال التي ربحتها تلك الدول من وراء هذا البترول، فتم إقرار هذا القانون، مؤكدًا أن أمريكا لن تبذل مجهودًا في الحصول على تلك الأموال، نظرا لتواجد هذه الأموال بها وببعض الدول الغربية.