هل ظهر المرشح الأقوى للفوز بمقعد الرئاسة فى مصر؟!.. أو بمعنى آخر: هل ظهر المرشح الذى يستحقه المصريون؟! الشارع المصرى ليس مشغولا الآن بالإجابة عن هذا السؤال.. يطرح الأسئلة فقط من قبيل "الدردشة" وليس ب"حماس" يليق بجلال الحدث وأهميته! لا أحد يعرف حتى الآن، سر هذا "التثاؤب" الشعبى، فيما يتعلق بهذا الملف تحديدًا، وما إذا كان يرجع إلى أنه "سابق لأوانه" ولم تحن بعد موعد استحقاقاته.. أم إلى غياب المرشح "اللافت" حتى الآن؟! بعض الأسئلة التى نتلقاها، تعكس إحساسًا عامًا بأنه "ليس فى الإمكان أحسن مما كان". ويلقى السؤال مستندا إلى افتراض نضوب معين النخبة، وجفافه وأنه ليس من المتوقع أن يظهر على المشهد مرشحون آخرون غير المعروض الآن منهم فى سوق السباق الرئاسى! ومع تقديرى واحترامى لكافة المرشحين، إلا أن المشهد يخفى فى خلفيته الكثير من التفاصيل، وربما يعكس حجم الجرائم التى ارتكبها نظام الرئيس السابق، فى حق "خصوبة" الحالة السياسية المصرية، وقدرتها على توفير مخزون الخبرات وتواصله واتساع مساحة الخيارات بين النشطاء المؤهلين لتبوأ هذا المنصب الخطير. محكات الفرز بعد الثورة نادرة.. وإذا كان ثمة من ينعى على المرشحين، غياب البرامج وحضور كل ما هو تعبوي.. فإن الأزمات المتتالية وآخرها أحداث محمد محمود ووزارة الداخلية كشفت ما هو أخطر فيما يتعلق باختبارات "التأهيل" لغالبية المرشحين، حيث غاب "رجل الدولة المسئول" وحضر "رجل المعارضة"، الذى يتعاطى مع انفعالات الشارع بمزايدات لا تخلو من الانتهازية وما يشبه "ركوب الموج". فى تقديرى الشخصى، أنه حتى اللحظة، فإن الخيارات المتاحة غير مشجعة، ولكن لا يزال الوقت مبكرا، للحكم على المشهد إجمالا، فبعض المرشحين يصدر منه ما يوحى بأن قراره للترشح ليس نهائيًا، وأنه ربما يتراجع فى أية لحظة، والبعض لا يزال يعتقد بأن المرشح "الكاكي" لا يزال هو الأوفر حظا، فيما بدت ظاهرة التحرش ب"التلاسن" بين المرشحين، تتنامى بعيدا عن أية عروض جادة بإجراء مناظرات علانية بينهم، ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الرئاسية ربما تختفى وجوه وتظهر أخرى، وربما نشهد مفاجآت كبيرة قبيل إغلاق الأبواب استعدادًا للتوجه صوب لجان الاقتراع. [email protected]