دولة من 50 ولاية وكل ولاية منها تساوي دولة أي أنها قارة تساوي 50 دولة كما أنها ليست قارة عادية فهي القارة - أقصد الدولة - العظمى بلا منازع على ظهر الكوكب – فهي تحتل المركز الأول في كل شيء تقريبًا في الإنتاج الزراعي، والصناعي والتكنولوجي وفي التعاملات التجارية استيرًاد وتصديرًا، وفي معظم مناحي الحياة بلا منازع ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل الطبيعية من حيث وفرة الأراضي الزراعية الخصبة، والثراء الفاحش والإنفاق ببذخ على البحث العلمي وعلى الأبحاث في كافة المجالات. ويحتاج الحديث عن الولاياتالمتحدة إلى كتاب – إن لم يكن عدة كتب – وليست مقالة أو عدد من المقالات لتوفيها حقها من الحديث. استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية في أقل من ثلاثة قرون من الزمان أن تتحرر من الاحتلال البريطاني، وأن تزيحها من مركز قيادة العالم لتصبح واحدة من أقوى إمبراطورتين في العالم، ثم الإمبراطورية الوحيدة التي تقود العالم بعد أن نجحت في تفكيك الاتحاد السوفيتي. ومع نيل الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستقلالها بدأ سيل من المخترعات العلمية ينهمر على العالم بمعدلات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية من قبل. استهل الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" خطة اقتصادية جديدة أو ما أُطلق عليه حينئذ (The New Deal) عندما ضرب الكساد العظيم الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب الأزمة المالية في نهاية العشرينيات وأوائل الثلاثينيات في القرن الماضي، وهي حزمة من البرامج التي تم تفعيلها في الفترة ما بين عام 1933 وعام 1938 بغرض عبور الكساد الهائل الذي ضرب البلاد، وركزت الخطة على مساعدة العاطلين والفقراء وإنعاش الاقتصاد ليصل إلى مستوياته المعتادة، وإصلاح النظام المالي بما يمنع تكرار الأزمة المالية. ومن الغريب أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قامت بحظر بيع ونقل الخمور في تلك الفترة، ودافع المؤيدون عن التجربة واعتبروها انتصارا للأخلاق الحميدة، بينما أتهم المعارضون القرار بأنه توجه "بروتستانتي ريفي". ولا تزال هناك ولايات حتى اليوم – تسمح لبعض المدن بأن تقوم بحظر بيع الكحوليات فيها ويطلق على هذه الولايات مسمى (dry states). وقامت الولاياتالمتحدة في تلك الفترة بالتركيز على تشغيل شركات المقاولات العامة بأقصى طاقاتها، وقامت بإنشاء بنية تحتية ضخمة من طرق وكباري وخدمات مياه وكهرباء في جميع أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية تتباهى بها حتى الآن. وعلى الرغم من أن معظم هذه المشروعات تم تمويلها من طباعة النقود إلا أن السياسة نجحت في نهاية الأمر في إخراج الولاياتالمتحدة من نفق الكساد المظلم وساعدها في ذلك بعدها وانعزالها الجغرافي وابتعادها عن الصراعات العسكرية لفترة طويلة. وتعد الولاياتالمتحدة أمة متعددة الثقافات كونها تضم مجموعات عرقية مختلفة من حيث الأصول والعقائد والتقاليد والقيم. وبصرف النظر عن السكان الأصليين للولايات المتحدة بما في ذلك سكان جزر هاواي الأصليون، فقد هاجر معظم السكان تقريباً أو أسلافهم في غضون القرون الخمسة الماضية. وتعد الثقافة الغربية هي الثقافة الأساسية بين الأمريكيين، وهي مستمدة من تقاليد المهاجرين الأوروبيين غير أنها متأثرة بمصادر كثيرة أخرى مثل تقاليد الأمريكيين من أصول إفريقية، بل أنهم يدرسون تاريخ أوروبا في الأساس لأن تاريخهم لا يتعدى ثلاثة قرون من الزمان. وقد أضافت الهجرة المتزايدة لأفضل العقول المفكرة والكفاءات من أركان الدنيا الأربعة مزيداً من القوة الاقتصادية والتنوع الثقافي، وعلى الرغم من ذلك يسمح الدستور الأمريكي والقوانين الأمريكية لتلك الثقافات والمجموعات العرقية بالمحافظة على جذورها الثقافية المميزة، وتقوم بصهرهم جميعًا في بوتقة أمريكا والثقافة الأمريكية. ولم يكن دمج مثل هذه المجموعات العرقية المتنوعة من السهولة بمكان، وبالذات المجموعات العرقية الأكبر عددًا مثل الأمريكيين الأفارقة ناهيك عن السكان الأصليين من الهنود. وكانت معارك البيض والسود في شوارع أمريكا حتى سنوات الستينيات أمرًا شائعًا – وهنا لا بد أن ننوه بالدور الذي لعبته السينما الأمريكية وهوليود – بذكاء شديد - في خلق الترابط بين السود والبيض ونبذ التفرقة العنصرية – وحققت في ذلك نجاحًا لا بأس به - ومع أن لدي شكوك عميقة في أن ذلك الأمر كان بتدبير من الأجهزة الأمنية – إلا أن ذلك بالطبع أمر جيد ومرغوب فيه – ورسالة مهمة للإعلام يجب أن تقوم به في كل مكان في العالم. يحمل الرئيس لقب القائد العام للقوات المسلحة في البلاد ويعين قادتها، ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة. وعلى الرغم من السلطات الهائلة التي يملكها الرئيس الأمريكي الذي يشغل المنصب رقم 1 - كما يُطلق على منصبه - فإنه ليس مطلق اليد تمامًا في ذلك في نظام ديمقراطي بالغ التعقيد. كما أن هناك فصلا صارما بين السلطات يضمن ألا تستحوذ أي هيئة تنفيذية أو تشريعية أو قضائية بقدر أكبر من السلطة يسمح لها بأن تنفرد بالقرار أو لا تكون محل محاسبة قاسية من السلطات الأخرى أو من الرأي العام.
وتدير وزارة الدفاع القوات المسلحة بما في ذلك الجيش والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية. ويدار خفر السواحل من قبل وزارة الأمن الداخلي في وقت السلم ووزارة البحرية في وقت الحرب. وصل التعداد النشط للقوات المسلحة إلى 1,400,000 عامل في الخدمة الفعلية في عام 2008. بينما يصعد احتياطي الحرس الوطني بإجمالي عدد القوات إلى 2,3 مليون فرد. كما توظف وزارة الدفاع 700,000 من المدنيين أيضاً. يتضمن التعليم العالي في الولاياتالمتحدة مجموعة متنوعة من مؤسسات التعليم العالي. وقد ساعدت الأبحاث القوية والتمويل الحكومي في أن تتصدر الكليات والجامعات الأمريكية أهم جامعات العالم المرموقة، مما يجعلها جذابة بشكل خاص للطلاب وأساتذة الجامعات والباحثين عن السعي إلى تحقيق التفوق الأكاديمي. ويتواجد 30 من أصل أفضل 45 جامعة وكلية في الولاياتالمتحدة وفقًا لتصنيف شنغهاي جياو تونغ الأكاديمي لجامعات العالم (التي تتم وفقًا لتوزيع الجوائز ونتائج البحوث). وتلعب الجامعات الحكومية، والجامعات الخاصة، وكليات الفنون الحرة، وكليات المجتمع دور مهمًا في مجال التعليم العالي في الولاياتالمتحدة.
وجه أمريكا الجميل جيمي كارتر أو المسيحي الطيب - وجه أمريكا الجميل الذي قدم لنا رجل الدين والمسيحي الطيب جيمي كارتر – وهو السياسي الذي نعشقه في الدول العربية لأنه قام بتحقيق خطوات فعالة في طريق تحقيق السلام. - وجه أمريكا الجميل يتم فيه تطبيق القانون بصرامة على الجميع – وهذا سر من أسرار تماسك الدولة المتنوعة العرقيات. ولا شك في أن تقدم أي أمة يتحقق بمدى قدرتها على تطبيق المبادئ الديمقراطية وقوة القانون والدستور وأن يكون الجميع سواسية أمام القانون والدستور، لا فرق بين كبير وصغير أو غني وفقير أو شهير وصعلوك. - وجه أمريكا الجميل هو المواطن الأمريكي الذي يدهشك ببساطته الآسرة وكياسته المفرطة في التعامل مع الآخرين، وأزعم أنني عرفت العشرات منهم، ولم أجد من يشذ منهم عن هذه القاعدة. وتصيبك الدهشة وتتساءل إذن من أين يأتي أولئك الساسة قساة القلوب ممن يقومون بتدمير أوطان على رأس مواطنيها دون أن يطرف لهم جفن؟ - وجه أمريكا الجميل في الجامعات الأمريكية التي تحتل مكانة مرموقة، وتحتل عدد من الجامعات الأمريكية أولى المراتب في معظم التصنيفات العالمية منها جامعة هارفارد، جامعة ييل، ومعهد ماساتشوستس للتقنية من أشهر معاهد التقنية في العالم إن لم تكن أشهرها على الإطلاق، وجامعة ستانفورد، وجامعة برنستون، وجامعة كولومبيا وجامعة كاليفورنيا وغيرها.
- وجه أمريكا الجميل هو ما ذكرته مجلة الريدرز دايجست الشهيرة أن الشركات الأمريكية عاكفة الآن على العمل على أكثر من 800 نوع من أدوية السرطان فقط!. وهناك آلاف الشركات ومعامل الأبحاث التي تعمل ليل نهار لتقدم للعالم كل جديد في كل مجال من مجالات الحياة.
وجه أمريكا القبيح - بينما وجه أمريكا القبيح هو الذي قدم لنا الكابوي الشرير جورج بوش (أقصد كلا من الأب والابن معًا فكلاهما مدرسة واحدة وإن كان الأول يمثل الشرير الذكي الذي يستخدم عقله أولا، فإن الثاني يمثل الشرير الأحمق الذي يستخدم قوته أكثر من عقله)، وعصابة الأشرار التي كانت تصاحبهم من أمثال كونداليزا رايس ودونالد رامسيفيلد. - وجه أمريكا القبيح - الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من قامت بتدريب أسامة بن لادن وآلاف المقاتلين تحت رعايتهم أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وبتمويل من المملكة العربية السعودية بالتحديد واعتبرتهم (المجاهدين في سبيل تحرير أفغانستان)- وعندما احتلت أمريكاأفغانستان واستمر بن لادن ومقاتليه في محاربتهم (اعتبرتهم الإرهابيين الإسلاميين) – وتغير توصيفهم بتغير (المحتل فقط). - وجه أمريكا القبيح - الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من قامت بخلق أسطورة صدام حسين وأطلقت عليه اسم (المدافع عن البوابة الشرقية للعرب) في عدوانه غير المبرر على إيران، بل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من أوهمته (بالمسوغات المزيفة) أن الحرب ضد إيران نزهة سهلة يمكن أن تنتهي خلال أيام، وكان ذلك نوعًا من الانتقام من إيران لحادث احتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران قرب نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وأمريكا هي من سهلت لصدام الحصول على الأسلحة الكيماوية واستخدامها في حربه ضد إيران عندما أوشك على الهزيمة. - وجه أمريكا القبيح – توجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلى معدلات ارتكاب جرائم في العالم – ومن كل أنواع الجرائم – من جرائم القتل الجماعي إلى الاغتصاب، وجرائم النصب والاحتيال، كما يوجد فيها أكبر عدد من المساجين المسجلين في العالم – ففي بداية عام 2008 كان قد تم حبس أكثر من 2,3 مليون شخص – بمعدل يزيد عن شخص واحد من كل 100 شخص من البالغين – وهذا المعدل حوالي 7 أضعاف رقم المساجين في عام 1980 – ويساوي معدل المساجين الذكور من الأمريكيين الأفارقة 6 أضعاف المساجين من الذكور البيض، وثلاثة أضعاف المساجين من الذكور ممن ينحدرون من أصول أسبانية.
قرأت منذ سنوات طويلة تحقيقًا مطولا على عدة صفحات في مجلة النيوزويك الورقية كان عنوانها (أمريكا تعشقها أم تمقتها أم كلا الأمرين) – وتجمع آراء مجموعة من المواطنين من الشرق والغرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية من كافة الآراء. وخلصت المقالة إلى نتيجة مفادها (سواء أحببتها أم كرهتها فإنها غالبًا ما تفعل ما يحلو لها) وبالإضافة إلى كل ما سبق هناك آلاف الأسباب التي تدعوك للإعجاب بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن هناك آلاف الأسباب الأخرى التي يمكن أن تجعلك تمقتها. وسواء أحببتها أم كرهتها فسوف تفعل هي ما تحلو لها كما قالت جريدة النيوزويك في تحقيقها الجميل منذ سنوات بعيدة!