نجح الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد المعارض في تأجيل المواجهة الحاسمة مع جبهة الإصلاح داخل الهيئة العليا للحزب إلى 18 يناير الحالي ، حيث اتفق جمعة مع معارضيه على هذا التأجيل كحل وسط بين إصرار جمعة على إلغاء الاجتماع وبين تمسك جبهة الإصلاح بعقد الاجتماع في موعده اليوم ، حيث كان من المقرر أن يناقش الاجتماع تعديل لائحة الحزب ومناقشة اختصاصات رئيس الحزب. وحاول جمعة الظهور بمظهر الواثق والمنتصر بعد الاجتماع الذي استمر لخمسة ساعات متواصلة لاجتماع الهيئة التنفيذية للمكتب ، والتي تضم 14 عضوا بما فيهم نعمان جمعة ، ولأول مرة يحضر منير فخري عبد النور الاجتماع بعد غياب بسبب قرار جمعة بفصله من عضوية الهيئة . وتحدث جمعة خلال الاجتماع عن الإصلاح والتطوير الداخلي للحزب ورأب الصدع بين الهيئة العليا ورئيس الحزب وتمرير كل المقترحات على الهيئة العليا مع التوافق على مواصلة اجتماعات اللجنة الخاصة بتعديل اللائحة ليتم عرض هذه التعديلات على الجمعية العمومية غير العادية في 2 مارس القادم. وحاول نعمان جمعة الخروج من مأزق مناقشة تعديل اللائحة الأسبوع الجاري وتأجيلها إلي 18 يناير بحجة استطلاع رأي أعضاء أمانات المحافظات وأعضاء الحزب وقواعده ونفي جمعة وجود خطط أو تحرك لإجهاض التعديلات وهو ما رد عليه أعضاء المكتب التنفيذي بأن التعديلات قائمة ولا يوجد تراجع عن تعديل 6 بنود في اللائحة. ومن جانبه ، أوضح محمد سرحان نائب رئيس الحزب أن هذا الاتفاق جاء كحل وسط بين الطرفين لإنهاء الأزمة حيث وافق جمعة على إقرار بعض التعديلات في اللائحة الداخلية التي تبنتها لجنة إصلاح الحزب مقابل موافقة التيار المعارض له على تأجيل اجتماع غدا إلى موعد لاحق أقرب مما حدده جمعة الذي كان قد أصدر قرارا بعقدها في أوائل مارس القادم. ونفى سرحان أن يكون الدكتور جمعة قد نجح في اختراق الجبهة المطالبة بتعديل اللائحة الداخلية للحزب ، قائلا " كلنا مجموعة واحدة ولن نتراجع عن موقفنا الداعي لتعديل اللائحة الداخلية مهما كلفنا هذا من صعوبات" ، ورفض سرحان اعتبار ما حدث انتصارا لجمعة بقدر ما هو انتصار لصوت العقل الذي وضع مصلحة الحزب كأولوية. وكشف نائب رئيس الحزب عن قبولهم كفريق للإصلاح هذا التأجيل لعدم الصدام المباشر ولحين تمرير التعديلات ونشر هذه التعديلات واجتماعات لجنة التعديل والهيئات العليا بجريدة الحزب لتكون نافذة بعد أن بدأ فيها رئيس الحزب حملة متواصلة ضد اللجنة والتدخل في اختصاصها وأضاف سرحان أن الاجتماع الذي استمر لفترة طويلة كان للتوافق العام وتقريب وجهات النظر. واتهم سرحان رئيس الحزب بأنه يطلق اتهامات ويتصرف بدون وعي وبدون دقة وذكاء سياسي ، ولهذا كان رأي اللجنة وهيئة المكتب هو التوافق وعدم الصدام حتى يتم الاتفاق النهائي على التعديلات وتمريرها واستعادة الهيئة العليا للحزب قدرتها وصورتها داخل الحزب وأمام الرأي العام. ومن جهته ، أوضح محمد علوان مساعد رئيس الحزب ورئيس لجنة التعديلات أن الاجتماع كان متوازنا وأن الانتهاء لهذا التأجيل هو محاولة لكسب الوقت من الطرفين والوصول لحل وسط وإنهاء الصراع خاصة في الفترة الأخيرة. واعتبرت مصادر وفدية ما حدث بمثابة صفقة تم إبرامها بين الطرفين لتجنيب الحزب أزمة قد تعصف باستقراره الهش وإن هذه الصفقة قد جاءت بعد إدراك كل طرف بصعوبة إلحاق الهزيمة بالأخر ، فجمعة يدرك صعوبة موقفه واشتداد المعارضة ضده ، كذلك يدرك محور عبد النور وأباظة والبدوي إمكانية قيام نعمان جمعة باستخدام سلطاته المطلقة لإجهاض محاولات إصلاح الحزب وتغيير اللائحة الداخلية. في نفس السياق ، أكد مجدي سراج الدين زعيم الوفديين الأحرار خطورة ما يحدث في الحزب على وضعه في الساحة السياسية خصوصا أن الصراع الحالي هو صراع مصالح ليس أكثر فالطرفان المتصارعان هم حلفاء الأمس والمسئولون عن جميع القرارات الانفرادية التي اتخذها جمعة طوال السنوات الخمس الماضية. وأشار سراج الدين إلى أن قبول الطرفين بحل وسط قد جاء لإدراك المعارضين لجمعة بأنة مازال قويا وقادرا على إحباط تحركاتهم خصوصا أن موقف الدولة مازال ينصب حتى الآن في مصلحة جمعة ولو نسبيا. وانتقد زعيم الوفديين الأحرار صمت أعضاء لجنة إصلاح الوفد على ديكتاتورية جمعة طوال السنوات الماضية محملا إياهم مسئولية تراجع الحزب في الساحة السياسية.