كشفت صحيفة «تليغراف» البريطانية، عن استعانة دولة الإمارات العربية المتحدة بمكتب استشارات "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، من أجل بناء اسم وتأثير ونفوذ للإمارة في غضون خمس سنوات. وقالت الصحيفة إن مكتب "بلير" طلب مبلغ 35 مليون دولار نظير التسويق لها وتضخيم نفوذها عالميًا، وجاء هذا الرقم مقسما على خمس سنوات بواقع قرابة 7 ملايين دولار سنويا بما يشمل مصاريف الانتقال والسفر ولا تشمل الضرائب. وقد كشفت ال«تليغراف» أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يقدم فيها مكتب «توني بلير» المشورة للإمارات، فقد سبق ودفعت وزارة الخارجية الإماراتية من أجل الحصول على المشورة في منغوليا وصربيا وكولومبيا وفيتنام. وفيما يلي نستعرض إمبراطورية «توني بلير» العالمية للنفوذ: 27 يونيو 2007 بعد عقد من الزمان في رئاسة الوزراء، وفور مغادرته لمكتبه، أعلن «توني بلير» أنه قد تم تعيينه كمبعوث اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط ممثلا عن الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. يوليو 2007 سافر «توني بلير» إلى الإمارات في أول زيارة ممثلا عن اللجنة الرباعية ليقابل مسؤولين رسميين وأعضاء من الأسرة الملكية. أكتوبر2007 أقام السيد «توني بلير» شركتين باسم «ويندروش فينشرز المحدودة» و«ويندروش فينشرز رقم 1 المحدودة»، حيث يتم الدفع لهذه الشركات لأجل الحصول على المشورة. نوفمبر 2007 خلال رحلة إلى الصين، تم دفع 200 ألف جنيه إسترليني ل«بلير» من أجل إلقاء خطبة أمام رجال أعمال ومسؤولين حكوميين، وتم انتقاده من الإعلام المحلي للحصول على كل هذا المبلغ من أجل قول لا شيء تقريبا. عام 2008 بدأت النشاطات الخيرية ل«توني بلير» بتقديم النصيحة لرواندا وسيراليون. وفي يناير/ كانون الثاني حصل «بلير» على 2 مليون جنيه إسترليني من بنك جي بي مورجان لتقديم استشارات استراتيجية فيما يخص القضايا السياسية. وفي أغسطس/ آب، أبرم صفقة مع مؤسسة للطاقة في كوريا الجنوبية تهتم بالنفط في الولاياتالمتحدة والعراق. عام 2009 في يناير/ كانون الثاني، زار «بلير» الرئيس الليبي الأسبق «معمر القذافي» وقد اتضح فيما بعد أنهما قد تقابلا سرا 6 مرات خلال 3 سنوات من مغادرة «بلير» للسلطة، وحصل «بلير» على طائرة جيت خاصة كهدية من النظام الليبي. وفي مايو/ أيار ظهرت شركات «فاير راش فينشرز» والتي اتضح فيما بعد أنها تدفع ل«بلير» وفريقه للاستشارة. وبحلول يوليو/ تموز عقدت وكالة «توني بلير» صفقة مع أبو ظبي لتقديم النصيحة لصندوق الثروة السيادي الذي يملك 44 مليار جنيه إسترليني. نوفمبر2010 أبرمت وكالة «توني بلير» عقدا مع بتروسعودي، براتب 41 ألف جنيه إسترليني في الشهر إضافة إلى نسبة 2% من أي صفقة يساعد فيها. 2011 في نوفمبر/ تشرين الثاني عقد «توني بلير» صفقة مع رئيس كازاخستان بقيمة ،تفوق ملايين الجنيهات. وفي ديسمبر/ كانون الأول قدم «توني بلير» الاستشارة لرئيس غينيا عن طريق مؤسسته الخيرية. 2012 بدأت مؤسسته الخيرية بالعمل في مالاوي في أغسطس/ آب، بالإضافة لتقديم الاستشارة لحكومة ساوباولو في نفس الشهر بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني سنويا. 2013 تعاقد السيد «بلير» مع مؤتمر دافوس الاقتصادي في يناير/ كانون الثاني لتقديم الاستشارة لحكومة بيرو. كما بدأ بالتعاون مع حكومة منغوليا في مارس/ أذار، ومع حكومة ألبانيا في يونيو/ حزيران، وسافر إلى العاصمة الكولومبية في أكتوبر/ تشرين الأول لصفقة تقديم المشورة في كيفية استثمار مليارات الدولارات الناتجة من عمليات التعدين في كولومبيا. 2014 تعاقد السيد« بلير» مع دولة الإمارات العربية في صفقة قدر لها أن تتخطى 30 مليون جنيه إسترليني، في الوقت الذي كان فيه السيد «بلير» مبعوثا عن اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط. 2015 بدأ في فبراير/ شباط بالتعامل مع الرئيس الكيني من خلال مؤسسته الخيرية، وكان الرئيس الكيني قد مثل أمام المحكمة الجنائية الدولية في 2007 بسبب مقتل المئات المحتجين على نتائج الانتخابات في 2007 لكن تم تبرئته. وفي نفس الشهر بدأ بالتعاون مع رئيس صربيا المدعوم ماليا من الإمارات. وفي مارس/ أذار، وافق «توني بلير» على تقديم الاستشارات لرئيس مصر الحالي «عبد الفتاح السيسي» كجزء من برنامج التمويل والدعم الإماراتي لحكومة «السيسي». وفي السابع والعشرين من شهر مايو/ أيار استقال« توني بلير» من موقعه كمبعوث للجنة الرباعية بعد انتقادات حادة واتهامات له بأنه قد خلط بين دوره السياسي وشركته الاستشارية مستفيدا من ذلك الأمر بعقد صفقات ضخمة مع حكومات كثيرة حول العالم رابحاً مئات الملايين من الجنيهات. لكن السيد «بلير» دافع عن نفسه مصرا أن شركاته قد قدمت خدمة مميزة هي التي جلبت له هذه الصفقات، وليس دوره السياسي.