هريدي: نتعاون في إطار السيادة رخا: مساس بالكرامة والسيادة المصرية الخولي: أطراف تسعى لتحقيق مصالح ضد بلادنا
أثارت تصريحات رئيس الحزب الديمقراطى بالبرلمان الأوروبى"باتريزيا تويا"، والتي تناول خلالها قضية مقتل الشاب الإيطالى "جوليو ريجيني" في مصر قبل أشهر، ردود أفعال واسعة في الوسط المحلي بعد أن طالب البرلمان الأوروبي مصر بتوفير تحقيق مشترك "سريع وشفاف ومحايد"، حيث عادت الأزمة للظهور على السطح مجددًا. وقال "تويا": "أوروبا لن تقف غير مبالية فيما يحدث وسيكون هناك المزيد من المبادرات فى هذا الاتجاه، وكنت أتمنى أن يكون هناك شاهد على مقتل ريجيني ولذلك فيجب أن نذهب لنحقق فى أمر مقتله"، حيث تبني البرلمان الأوروبي قرارًا حول إرسال وفد للتحقيق في قضية "ريجيني" على الأراضي المصرية وهو الأمر الذي اعتبر تدخلاً سافرا في الشئون الداخلية لمصر ولم يحدث في التاريخ الحديث مثل هذا القرار وإن كان مقترحًا. وندد البرلمان الأوروبي، خلال جلسته التي عقدت تحت شعار "لا تنازل عن حق ريجيني"، بما وصفه ب"تعذيب واغتيال" الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني"، حيث قال "تويا"،: " إن حالة ريجيني لم تكن الوحيدة أو منفصلة وإنما جاءت في سياق عدد من الوفيات داخل السجون في مصر، ونندد بقوة بتعذيب واغتيال جوليو ريجيني، مواطن الاتحاد الأوروبي، في ظروف مريبة"، فيما حيث صوت معظم أعضاء البرلمان لصالح القرار. وحث البرلمان الأوروبي، دول الاتحاد على التمسك بقواعد تصدير التكنولوجيا العسكرية ومعدات المراقبة إلى مصر والتي تم اتخاذها في 2013 بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم.
خارجية النواب ترد وعقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، اجتماعًا أمس الخميس برئاسة السفير محمد العرابى، لبحث تفاصيل جلسة البرلمان الأوروبي حول قضية مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني". وأعلنت اللجنة بعد تواصلها مع وزارة الخارجية حول قرار إرسال لجنة للتحقيق في وفاة الشاب "ريجيني"، والتي أفادت بأنه لم يكن قرارًا وإنما مقترحًا من أحد أعضاء البرلمان، تعاطفها مع أسرة "ريجيني" وسعيها لاستجلاء حقيقة مقتله والتعاون مع البرلمان الأوروبي في كافة المجالات تحت مظلة احترام السيادة المصرية. وقال السفير محمد العرابي، رئيس اللجنة،:" تواصلنا مع الخارجية حتي لا ندخل في مهاترات حول التأكد من صحة صدور قرار بإرسال لجنة تحقيق إلى مصر ولكن تم نفي صدور قرار بذلك وهناك تواصل كامل مع الاتحاد الأوروبي بالقدر الذي لا يمس السيادة والكرامة المصرية والحديث عن إرسال لجنة للتحقيق غير متعارف عليه دوليًا".
لجنة من 20 عضوًا ونقل التليفزيون الإيطالي، عن نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الإيطالي "إراسمو بالاتسوتو" كشفه عن تفاصيل عمل اللجنة المزمع إرسالها إلى القاهرة للتحقيق في مقتل "ريجيني"، قائلًاً:" اللجنة ستسهم في كشف الدوافع السياسية المتعلقة بالقضية والتعذيب الذي تعرض له وتسليط الضوء على ما آلت إليه مصر، وستكون من 20 نائباً وستتمتع بسلطات التحقيق والتحري التي تملكها الجهات القضائية، دون التدخل في عمل النيابة العامة بروما". وقالت النيابة العامة ب"روما" عن التحقيق في قضية "ريجيني"،:" إن الزعم بقتله على يد عصابة إجرامية أو خصومة شخصية أو حادث سير تضارب في التقارير وفرضية كاذبة أعدتها السلطات المصرية لتضليل التحقيقات".
دبلوماسيون ينددون ومن جهته أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر ترحب بأى وفد أوروبي وخصوصًا البرلمان الأوروبي للتطلع على سير التحقيقات في إطار الشراكة المصرية الأورمتوسطية والأوروبية، قائلًا:" هناك انفتاح كبير على البرلمان الأوروبي، وخاصةً الجانب الإيطالي، لكن بالقدر الذي لا يمس الكرامة والسيادة المصرية". وأضاف هريدي، في تصريح خاص ل"المصريون":"أعضاء البرلمان الأوروبي يمثلون أحزابهم ومن هذا المنطلق نحن نتعامل معهم ولا توجد ضغوط أوروبية على مصر حول واقعة مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني". من جانبه قال السفير ناجي الغطريفي، مساعد الخارجية الأسبق، ل" المصريون"،:" لن يتم إرسال لجنة للتحقيق في وفاة الشاب ريجيني حيث إن هناك إجراءات ليست في وسع الأجانب تنفيذها، كما أن هذا الأمر غير قابل للتحقيق على أرض الواقع". فيما قال السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق: "إن إرسال لجنة للتحقيق ليست من حقهم وهم مسموح لهم فقط بلقاء النيابة والمشاورات لمعرفة التحقيقات والسلطات المصرية تطلعهم على الحقائق والبيانات في إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي". وتابع رخا:"سبق وأن قام وفد قضائي مصري بزيارة روما لإطلاعهم على نتائج التحقيقات في إطار التعاون المشترك لمتابعة القضية". وقال النائب طارق الخولي،عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، تعليقًا على الواقعة،: "إن هناك بعض الأطراف السياسية بالبرلمان الأوروبي تسعي لتأجيج الموقف من أجل تحقيق مصالح خاصة بها ضد مصر"، مشيرًا إلى أن اقتراح البرلمان الأوروبي بتشكيل لجنة لزيارة مصر يعتبر مساسًا بالسيادة الوطنية، ولابد أن يكون هناك إذن من الحكومة المصرية بضوابط معينة. وأفاد الخولي، أن لجنة الشئون الخارجية بالنواب، تبحث ملف قضية الشاب ريجيني وتتابع التحقيقات للكشف عن حقيقة مقتله كاملة ومن خلال لقاءات مع الوفود المصرية التي سافرت إلى "روما" لكشف نتائج التحقيقات حول الواقعة".