قال الكاتب والروائي علاء الأسواني، إنه على المستوى الخارجي يوطد النظام علاقاته بإسرائيل والغرب، وفي الداخل يتهمها بالتآمر ضد مصر، ويرسخ لنظرية المؤامرة في أذهان المواطنين، مضيفاً أن نظرية المؤامرة سلاح لا غنى عنه لأي نظام استبدادي. وأوضح الروائي الشهير في مقال نشره موقع «دويتشه فيله» الألماني اليوم الثلاثاء، أن نظرية المؤامرة مهمة؛ لأنها تظهر الديكتاتور في صورة البطل المغوار الذى يحارب الأشرار المتربصين ببلاده، ولأنها تدفع المواطنين للتغاضي عن أي أخطاء أو جرائم يرتكبها النظام، وثالثًا لأنها تحيل كل من يعارض الديكتاتور إلى خائن يجب إسكاته وقمعه، بحد قوله. وتابع الأسواني أن أزمات عديدة نشأت من سوء إدارة الدولة المصرية مثل ارتفاع سعر الدولار وكساد السياحة وغلاء الأسعار ونقص مياه الري، مشيرًا إلى أنه تم تفسيرها جميعًا وفقًا لنظرية المؤامرة، مما أعفى النظام من مسئوليته عنها. وقال إن ملايين المصريين أجريت لهم عملية غسيل مخ جعلتهم يتوجسون من أى أجنبي بل ومن أى مصري يتصل بالأجانب، لافتًا إلى أن كل المسؤولين في مصر بدءًا من رئيس الدولة إلى أصغر رئيس حي يتحدثون عن مؤامرة كبرى يقوم بها "أهل الشر" لتخريب مصر وإسقاط الدولة. وأردف أن الإعلام المصري الخاضع بالكامل لسيطرة الأمن يستدعي يوميًا مجموعة من اللواءات المتقاعدين يتم تقديمهم باعتبارهم خبراء استراتيجيين، موضحًا أن كل مهمتهم إقناع الرأي العام بخطورة المؤامرة الكونية الغربية التى تدبر ضد مصر. وقال إنه عندما أصدر البرلمان الأوروبي بيانًا يدين انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ظهر خبير استراتيجي في التليفزيون ليؤكد أن أعضاء البرلمان الأوروبي جميعًا عملاء للإخوان المسلمين، وأنهم يتقاضون مرتبات منتظمة منهم. وتابع أن خبيرًا استراتيجيًا آخر ذهب بعيدًا فحذر المصريين من حكومة خفية تسمى "المجلس الأعلى للعالم"، حيث يجتمع ممثلو الدول الغربية الأشرار ويستعملون التكنولوجيا من أجل إحداث الزلازل والسيول وإثارة البراكين في الدول التى يتآمرون ضدها (ومصر أولها طبعًا). وأضاف أن هذا الإلحاح على نظرية المؤامرة يستمر بينما في الواقع يتمتع نظام السيسي بعلاقات ممتازة مع إسرائيل والحكومات الغربية جميعًا. وأكد أن خطورة نظرية المؤامرة تكمن في أنها تدفع للقبول بالاستبداد وهو الأصل في تخلف المصريين عن العالم.