الأسواني: هناك من يدير فوضى الإعلام.. ونظرية المؤامرة وصلت إلى الهذيان قال الكاتب علاء الأسوانى، إن "نظرية المؤامرة تخدم الديكتاتور، لكنها فى ذات الوقت تريح الشعب وتعفيه من إحساسه بالعجز، على الرغم من أن الشعب غير مسئول عن تفشيها، وتعطى الحاكم الديكتاتور قدرة على الحشد والتوجيه لأبعد الحدود، ووقتها المتلقى يكون فقد مقاومته كشخص يفكر". وأضاف الأسوانى خلال ندوة بعنوان "نظرية المؤامرة بين الواقع والوهم"، التى عقدت اليوم الخميس بفيلا المهندس ممدوح حمزة، أن من آثار نظرية المؤامرة أن الديكتاتور يرى نفسه بطلًا، لأنه يفقد اتصاله بالعالم ويستقبل الكلام عن طريق أشخاص معينين، وتنقذ نظرية المؤامرة صورة الديكتاتور أمام نفسه، مؤكدا "مبارك كان يرى نفسه بطلا، والقذافى وصدام حسين أيضا". وتابع: "ومن أهم آثار المؤامرة توحد الديكتاتور مع البلد، فتجد من يقول لى «أنت تشتم السيسى»، والحقيقة أنى لا أشتم السيسى، بل أنتقده، لكن هناك حالة من التماهى بين السيسى والبلد". وأشار الروائي إلى فكرة نظرية المؤامرة، وقال إنها وصلت إلى حد الهذيان فى خضم الكلام عن ثورات الربيع العربى فى وسائل الإعلام، وهذا الهذيان يفقدك كمواطن رؤية العلاقات السببية بين الأشياء، ويؤهل المستقبل لتصديق أى رسالة. ولفت إلى أن هناك تكتيكات تستخدم لتأهيل الرأى العام لاستقبال الرأى العام، وأهمها الإلهاء، وقال: "الرأى العام لو ترك وحيدًا لأدرك مصالحه، واستعاد تركيزه، لكن الإعلام يلعب دورًا هامًا جدا فى هذا المجال"، مؤكدًا "هناك من يدير هذه الفوضى، ويدرك جيدا ما يريده من خلف القضايا الشاذة التى تطرحها وسائل الإعلام". وأكد الأسوانى أن الدول ليست جمعيات خيرية، وليس هناك من يقف إلى جوار مصر، لأنه يحبها، مستطردا: "لا أنفى نظرية المؤامرة، لكن الدول ليست جمعيات خيرية فما زال هناك من يعتقد أن أمريكاوقطر تكرهنا وروسيا تحبنا، فى حين أن المصالح تتغير، فتتغير المواقف فورا ودون مراعاة للبعد العاطفى حتى فى السياسة المصرية، فمصر التى ظلت تسب قطر الآن فى تحالف عسكرى معها"، وتساءل: ماذا سيفعل الشتامون الآن وقد اقتدت مصلحة مصر هذا التحالف؟ واختتم الأسوانى بأن دول العالم ليست معنية بتحقيق الديموقراطية فى العالم العربى، مؤكدا أنها دول استعمارية وتريد أن تنفذ مصالحها فقط..