تعقدت الحسابات داخل المجموعة الثالثة بعد انتهاء مباريات الجولة الثانية، والتى أسفرت عن تعادل سلوفينيا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدفين لكل منهما، وتعادل الجزائر وإنجلترا سلبياً، ولا يستطيع أحد أن يتوقع الفريقين اللذين سيحجزان تذكرتى الصعود لدور ال16، بعد أن أصبحت الفرص متساوية. وعلى الرغم من تصدر سلوفينيا المجموعة برصيد 4 نقاط، فإن ذلك لا يعطيها الأفضلية فى المجموعة عن باقى الفرق لاصطدامها مع المنتخب الإنجليزى فى الجولة المقبلة، الذى لا بديل أمامه سوى تحقيق الفوز من أجل التأهل لأن أى نتيجة أخرى ستطيح به خارج المونديال، والمنتخب السلوفينى يعلم أيضاً أن الخسارة من المنتخب الإنجليزى قد تطيح به خارج المونديال، والحال نفسه بالنسبة لأمريكا والجزائر. تلك الحسابات المعقدة أضافت مذاقاً خاصاً على الجولة الثالثة سيعطينا بالتأكيد متعة خاصة فى المشاهدة والاستمتاع بمباراتين قد تغيب عنهما اللمحات الفنية، ولكن لن تغيب عنهما الإثارة. وبالنظر إلى مباراتى الجولة الثانية لفرق المجموعة، والتى نبدؤها بمواجهة سلوفينيا وأمريكا، نجد أن المنتخب السلوفينى نجح حتى الآن فى طريقة أدائه المميزة، والتى اعتمدت على التنظيم الدفاعى الجيد، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة وتنفيذ جمل تكتيكية هجومية سريعة تعتمد على اللعب الجماعى، وإنكار الذات والبعد عن الفردية والأنانية، وهذا ما تأكد خلال مواجهته أمريكا، حيث فرض الأمريكان سيطرة شبه تامة على معظم أوقات الشوط الأول لكن بلا خطورة حقيقية على مرمى المنتخب السلوفينى، الذى استغل لاعبوه اندفاع معظم لاعبى أمريكا للهجوم غير المنظم، وشنوا هجمات مرتدة مركزة أسفرت عن إحرازهم هدفين ملعوبين. وفى الشوط الثانى لعب فارق الخبرة والهدف المبكر الذى أحرزه لاندون دوراً كبيراً فى عودة المنتخب الأمريكى للمباراة مرة أخرى حتى أنقذ مايكل برادلى رأس والده بإحرازه هدف التعادل لأمريكا قبل النهاية بسبع دقائق ليعيد الأمل من جديد له ولوالده ولجميع أفراد أسرته. ولعب الحكم المالى كوليبالى دوراً كبيراً فى خروج المباراة بالتعادل، بعدما حرم أمريكا من الفوز بإلغائه هدفاً صحيحاً لأيدو، بدعوى التسلل. ويبقى أن نشير إلى أن المنتخب السلوفينى أضاع فرصة عمره فى حسم صعوده لدور ال16 مبكراً ولأول مرة فى تاريخه. وفى مبارة الجزائر وإنجلترا نجح رابح سعدان، المدير الفنى للجزائر ولاعبوه فى استعادة توازنهم، بعد خسارة الجولة الأولى أمام سلوفينيا، وقدموا مباراة طيبة ونجحوا فى إحراج المنتخب الإنجليزى وكابيللو، الذى اعتقد أن المواجهة أمام الجزائر قد تكون سهلة، لكنه فوجئ بفريق مختلف تماماً عن الذى شاهده فى المباراة الأولى وتفوق المنتخب الجزائرى بتأمين العمق الدفاعى وفرض الرقابة اللصيقة على رونى وجيرارد، إضافة إلى اليقظة العالية للحارس «مبولحى» والذى كان فى أفضل حالاته وتصدى لأكثر من كرة خطرة. المنتخب الجزائرى كان بمقدوره تحقيق المفاجأة والفوز على نظيره الإنجليزى، ولكن عاب عليه عدم وجود رأس الحربة «القناص» الذى بمقدوره استغلال الفرص التى لاحت لهم خلال اللقاء. التعادل الذى تحقق أبقى على آمال المنتخب الجزائرى فى الصعود لدور ال16، بعدما كانت قد تلاشت خلال المباراة الأولى أمام سلوفينيا.