«كأس العالم» حلم كنا جميعاً كمصريين نتمنى أن نرى فريقنا يشارك فيها بأول مونديال يقام داخل القاراة السمراء إلا أن القدر ومشيئة الله كانا أقوى منا كفريق وحرما المصريين من مشاهدة منتخبنا البطل يبهر العالم ويتنافس مع القوى الكروية الكبرى كما فعل فى بطولة كأس القارات. وبنظرة بسيطة على ال32 فريقاً المشاركة فى مونديال جنوب أفريقيا نجد أن الترشيحات كلها تصب لصالح منتخبات قارتى أوروبا وأمريكا الجنوبية لما تملكانه من نجوم كبار وفرق عريقة لها تاريخ ونجد 6 فرق من القارة السمراء تتنافس للمرة الأولى داخل أقوى بطولة كروية فى العالم على أمل أن تحجز لنفسها مكاناً وسط كبار العالم، خصوصاً أن معظم نجوم هذه الفرق محترفون فى أقوى الدوريات العالمية، إلا أن كأس العالم هذه المرة تعانى من مشاكل كبيرة لدى الفرق أولاها غياب الثقة عن بعض الفرق فى قدرتها على المنافسة، بالإضافة إلى غياب النجوم الكبار والأعمدة الرئيسية فى بعض المنتخبات، بسبب لعنة الإصابات التى داهمتهم قبل انطلاق البطولة. وإذا نظرنا للمنتخبات الأفريقية فسنجد أن فريق «بافانا بافانا» الذى يمتلك عاملى الأرض والجمهور يمتلك القدرة على تجاوز الدور الأول على أقل تقدير، خصوصاً بعد نجاحه فى الوصول للدور نصف النهائى فى كأس القارات، فضلاً عن نتائجه المميزة فى المباريات الودية قبل المونديال، التى حقق فيها انتصارات مهمة بثت الروح والأمل فى قلوب الجماهير الجنوب أفريقية. ■ ■ منتخب نيجيريا.. رغم غياب جون أوبى ميكيل، نجم الفريق، إلا أنه يمتلك من الخبرات ما يؤهله للمنافسة، خصوصاً مع وجود بعض عناصر الشباب، ولاحظت خلال مباراتنا معهم فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بأنجولا أنهم يمتلكون قدرات هائلة، ولكنهم يفتقدون الثقة فى أنفسهم، وكذلك غياب القائد داخل الملعب. - منتخب غانا قدم مستوى جيداً فى كأس الأمم الأفريقية، وبلغ المباراة النهائية وكان نداً عنيداً وقوياً أمام مصر، مع وجود نجومه الشباب الذين نجحوا فى اقتناص لقب كأس العالم للشباب فى مصر، ولعل غياب إيسيان الذى يراه البعض ضربة للأحلام الغانية وحتى المدرب راجيفيتش الذى وصفه ب«الكارثة» إلا أن المستوى الذى ظهر به لاعبو النجوم السوداء فى كأس الأمم فى غياب إيسيان أيضاً يؤكد قدرتهم على تحقيق المفاجأة. ■ ■ الكاميرون تحمل بما لها من باع طويل فى بطولات كأس العالم آمال وأحلام القارة السمراء لتحقيق إنجاز فى مونديال أفريقيا، حيث تشارك للمرة السادسة منذ عام 1982، خصوصاً أن القرعة خدمتها بالوقوع فى المجموعة الخامسة مع الدنمارك وهولندا واليابان، فضلاً عن وجود قائد بحجم صامويل إيتو وما قدمه مؤخراً مع فريقه إنترميلان من تتويجه بثلاث بطولات هى الدورى والكأس الإيطالية ودورى أبطال أوروبا للمرة الثانية فى تاريخه بعد أن حققها مع برشلونة فى الموسم الماضى. ■ ■ وتمثلت الطامة الكبرى للمنتخبات الأفريقية فى غياب ديدييه دروجبا عن منتخب كوت ديفوار، بسبب الإصابة الأخيرة، مما يضعف فرص الفريق الإيفوارى فى المنافسة فى ظل سقوطه فى المجموعة السابعة «مجموعة الموت» مع البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية. ■ ■ وتتعدى طموحات المنتخبات الأوروبية صاحبة النصيب الأكبر من المشاركة والفرص الأقوى للوصول إلى النهائى، الأدوار الأولى، فمع وجود منتخبات كإيطاليا، بطلة العالم السابقة فى 2006، والتى يسعى لتكرار الفوز باللقب فى إنجاز سبق أن صنعته عامى 1934 و1938 قبل أن تحطمه البرازيل فى عامى 1958 و1962، خصوصاً أنه يدخل غمار المونديال بنفس المدير الفنى الذى قاده للقب قبل أربع سنوات بتشكيل أقرب ما يكون إلى ما ظهر به فى بطولة ألمانيا الماضية. المنتخب الهولندى.. أرى أنه من الممكن أن يكون الحصان الأسود للبطولة فى ظل وجود لاعبين أمثال فان دير فارت وشنايدر وفان بيرسى، كما أتمنى أن يلحق الموهوب روبن بالفريق ليكون كامل العدد، وأعتقد أن هذا الجيل قادر على إعادة أمجاد الطاحونة الهولندية مرة أخرى. ■ ■ منتخبات الدنمارك وسلوفاكيا وسلوفينيا واليونان وسويسرا وصربيا أعتقد أن أقصى آمالها هو تجاوز الدور الثانى مع غيابها عن الساحة الأوروبية منذ فترة. وإذا انتقلنا لقارة أمريكا الجنوبية فإن المرشح الأول الدائم لحصد بطولات كأس العالم هو المنتخب البرازيلى الذى يتحدى الأحلام الأوروبية بمفرده ويغرد فى صدارة المنتخبات المتوجة باللقب بخمسة ألقاب لما يتمتع به من لاعبين مهرة استحقوا الوصول للقب السحرة فى كرة القدم لما يقدمونه من إبداعات كروية فى الملعب. ولعل قرار المدير الفنى دونجا استبعاد رونالدينهو الذى أصاب الملايين بالصدمة لما توقعوا مشاهدته من هذا الساحر فى المونديال، يستحق أن يكون أبرز علامات هذا المونديال من حيث غياب النجوم، وأرى أن طريقة دونجا فى الاعتماد على الأسلوب الجماعى والبعد عن المهارات الفردية كانت هى السبب الرئيسى فى هذا الاستبعاد الذى أره منطقياً فى حال نظرنا إلى طريقة أداء منتخب السامبا طوال مشوار التصفيات واعتماده على «كاكا» الذى يميل أداؤه إلى الواقعية من خلال لعبه فى الدورى الإيطالى مع فريقه السابق ميلان. ■ ■ ويبرز فى صراع اللقب أيضاً المنتخب الأرجنتينى الذى يمتلك معجزة كروية اسمها «ليونيل ميسى» الذى يمكنه أن يتحول إلى بطل أسطورى فى حال تفوقه فى قيادته منتخب التانجو للقب ليكون بذلك قد جمع كل البطولات التى يمكن أن يحققها لاعب، خصوصاً أن عمره لم يتجاوز ال23 عاماً بعد، كما أن تجربة مارادونا فى قيادة بلاده نحو المونديال أراها قد تكون السلاح الأقوى لهذا الفريق للوصول إلى الأدوار النهائية فى البطولة. وتعد فرص باقى الفرق من أمريكا الجنوبية مثل شيلى وباراجواى وأورجواى قوية فى ظل غياب لاعبيها عن التألق فى الدوريات الكبرى باستثناء فورلان لاعب أورجواى الذى قاد أتلتيكو مدريد الإسبانى نحو لقب الدورى الأوروبى. وأرى أن الصراع الأوروبى اللاتينى على صدارة منتخبات العالم غير متكافئ، خصوصاً أن عدد ممثلى أمريكا الجنوبية فى البطولات السابقة لا يصل إلى ثلث المقاعد المخصصة للأوروبيين فى ظل وجود 10 دول فقط،.. وهنا يبرز السؤال الصعب وهو «هل تحافظ قارة الدول العشر على مكانتها الكروية فى مواجهة إمبراطورية روما وجيرانها؟».. والإجابة فى رأيى «نعم». ■ ■ المنتخب الألمانى مرشح دائم للمنافسة على اللقب فى ظل اعتماده على التنظيم والانضباط التكتيكى الذين يميزانه عن باقى فرق القارة العجوز، ورغم غياب القائد مايكل بالاك أعتقد أن فرصته قوية فى تحقيق الإنجاز، لأن هذا الفريق يعتمد على اللعب الجماعى وليس المهارة الفردية. ■ ■ الماتادور الإسبانى يسعى لتعويض إخفاقاته فى نسخة 2006 من خلال ما حققه من نجاحات على مدار موسمين بدأهما بالتتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 2008، فضلاً عن وجود عدد من اللاعبين الأفذاذ أمثال تشافى وفابريجاس وفيا وتوريس والحارس كاسياس والقائد بويول. ويجب ألا ننسى فى المنتخب الإسبانى خبرات فيسنتى ديل بوسكى، المدير الفنى الذى يمتلك عقلية تدريبية مميزة يمكنها قلب المباراة فى دقيقة واحدة. ■ ■ منتخب «الأسود الثلاثة» أو إنجلترا يعتبر كأس العالم 2010 مفترق طرق بسبب اقتراب معظم نجومه من الاعتزال والفشل فى هذه البطولة يعنى انهيار إمبراطورية الكرة الإنجليزية التى كانت مهد الكرة فى العالم، وأعتقد أن خبرات ودهاء الإيطالى كابيللو المدير الفنى للإنجليز قادرة على تحقيق إنجاز جديد فى ظل غياب ديفيد بيكهام المصاب، واستبعاد القائد ريو فيرديناند للإصابة أيضا. ■ ■ المنتخب الفرنسى عانى الكثير من المشاكل قبل البطولة مما سيمثل سلاحاً ذا حدين، فإما أن يصبح وحشا كاسرا لا يمكن لأحد إيقافه لتحقيق أمله فى الفوز باللقب ونفض غبار أزماته التى تمثلت فى مشاكل على شارة القيادة بين جالاس وإيفرا ومشكلة الرغبة فى المشاركة من تيرى هنرى، والمشكلة الأكبر هى تورط بعض لاعبيهم فى قضية دعارة، وإما أن يخرج الفريق خالى الوفاض متأثرا بهذه المشاكل الكبيرة. ■ ■ منتخب البرتغال، بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو يواجه العديد من علامات الاستفهام بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن البطولة، لضعف نتائجه قبل أن يتأهل عبر الملحق بالفوز على البوسنة والهرسك، وتمسك مدربه كيروش بأحلام واقعية، ورفض تحديد سقف لهذه الآمال إلا أننى أعتقد أن مشوارهم لن يطول فى ظل الاعتماد على رونالدو وحده بعد استبعاد نانى للإصابة.