لست من هؤلاء الذين يعشقون الأهلى فيصرخون طول الوقت بأن الأهلى فوق الجميع وأكبر من كل الآخرين وأكبر من أى نقد أو حساب أو مساءلة «النادى وإدارته ومسؤوليه ونجومه ولاعبيه وجماهيره أيضا بكل طوائفها وفئاتها»، ولست من الذين يعشقون الزمالك فلا يرون للنادى الكبير أى عيوب وأخطاء، ولا يتخيلون أصلاً أن هذا العشق يسمح ويقبل ويجيز انتقاد الزمالك وإدانة أى أحد فيه.. وبهذا المنطق العادل والواضح.. أطالب بمحاكمة بعض جماهير الأهلى الذين صاغوا تلك اللافتات المعادية للزمالك، والتى حوت عبارات ومعانى تنتقص من قدر النادى الكبير ومكانته.. أطالب بالعقاب وعدم التهاون أو التساهل مع هذا الأمر الذى قد يكون مجرد مقدمة أو افتتاحية لكوارث أكبر ومصائب سيدفع فواتيرها الجميع.. ولست أدعو للحوار بين عقلاء وحكماء الناديين لكى يصبح الحوار مدعاة لإلغاء العقاب.. ولست أطالب نجوم الفريقين ومسؤوليهم بالتضامن معاً لاحتواء هذه الأزمة وإطفاء نارها قبل أن تستعر لتمييع القضية تمهيدا لتجاوزها وعبورها ثم نسيانها وكأن شيئاً لم يحدث.. فالعقاب شىء والاحتواء العقلانى للأزمة شىء آخر.. كما أننى سأبقى على موقفى الرافض لأى تهاون أو تستر على أى خطأ أو جرم، فى نفس الوقت الذى أرفض فيه لجوء الزمالك للمحامى الإيطالى مازيللى ليتبنى هذه القضية ويتقدم بشكوى للفيفا ويرفع قضية على اتحاد الكرة وعلى الأهلى أيضا.. أرفض ذلك تماما.. أرفض صورتنا كصغار أو سذج نعجز عن إدارة شؤوننا بأنفسنا.. أرفض أى تدخل للفيفا فى هذه القضية بالتحديد وأرفض أى غرباء وآخرين فى هذه القضية بالغة الحساسية.. وأرفض هذا المحامى أصلاً الذى لم يكسب حتى الآن أى قضية للزمالك.. فقد خسر مازيللى قضية الزمالك ضد باوك اليونانى بسبب شيكابالا.. وخسر قضية معتز إينو.. وخسر قضية الإيفوارى دى سيرى ديه.. والأردنى خالد سعد.. والغانى أجوجو.. والبرازيلى ريكاردو.. وقضايا أخرى كثيرة خسرها كلها الزمالك مع مازيللى.. والمشكلة هذه المرة لن تكون مجرد قضية يخسرها هذا المحامى الإيطالى.. وإنما الخطورة أن يخسر مازيللى القضية فنخسر كلنا هنا فى مصر قضية أهم وأكبر.. لأنه بخسارة مازيللى لهذه القضية.. ستصبح رخصة وسابقة قانونية لأن يمارس أى جمهور فى مصر ما يشاء من سلوك آثم ويهين كل الآخرين قدر استطاعته وبحجم شهوات انتقامه وسخريته طول الوقت.. ونخسر كلنا فى النهاية ما هو أخطر وأعمق وأغلى حتى من الكرة نفسها.. حين تصبح الملاعب ساحات لإهالة التراب على التاريخ والمجتمع وما سيبقى منهما.. وبدلاً من الكرة.. يبدأ كثيرون فى اللعب بالدين بدلا منها، أو بالانتماء للوطن أو حتى بالوطن نفسه أحيانا.. ولهذا أرجو مجلس إدارة الزمالك أن يتخلى فوراً عن عصبيته وعن هذا التفكير الانفعالى وأن يدرك أن المسألة تتجاوز بكثير مجلسى إدارة الزمالك والأهلى معاً.. وإنما هى قضية وطن.. وقنبلة منزوعة الفتيل تركها أصحابها فى الهواء الطلق وسط ملايين الأبرياء الذين ستنفجر القنبلة فى وجوههم جميعاً.. ولهذا أناشد مسؤولى الزمالك.. أرجوكم اسحبوا القضية من مازيللى وأشكروه واجعلوا من هذا الإثم قضية تخصنا كلنا.. تعالوا كلنا نبحث عن حل.. وأمل.. ومستقبل. [email protected]