قال الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن الرئيس محمد مرسي «راسه أعلى من رأس المرشد العام لجماعة الإخوان الدكتور محمد بديع»، معبرا عن رفضه لما يقال إن المجلس العسكري «لا يرغب في تسليم السلطة بشكل فعلي». وأضاف «حسين» في حديث لبرنامج «بلا حدود» مع الإعلامي أحمد منصور، مساء الأربعاء: «محمد مرسي رئيس الجمهورية، وهو يأمر المرشد أيضا هو وأفراد الجماعة بصفتهم مصريين»، مستدركا: «لكن ليس له علاقة بشؤون الجماعة والتي ينظمها مكتب الإرشاد». وأكد «حسين» أن السلطة تم تسليمها من حيث الشكل، مشددا على أن «من سلمها شكليا لن يقف في وجه تسليم السلطة»، لافتا إلى أن «العسكري» «ربما يكون متباطئا أو له مطالب، وهو له الحق فيها وسنتفاوض في ذلك، لكنه جاد في تسليم السلطة»، حسب قوله. وتابع: «المجلس العسكري كان مخولا بالسلطة من قبل الشعب بموجب تنحي مبارك، ومع قيامه ببعض الأمور التي لنا بعض الملاحظات عليها، إلا أنه أدى أعمالا عظيمة منها إجراء الانتخابات النزيهة»، مضيفا: «هؤلاء يجب تكريمهم، حتى هتاف (يسقط حكم العسكر) كنا نقصد به رحيل الحكم العسكري، وليس موجهًا ضد أشخاص». ونفى أمين «الإخوان» وجود عداوات بين الجماعة والعسكر بقوله: «ليس بيننا وبين العسكر عداوة، لكنها كانت بينا وبين النظام الذي رأسه (عبد الناصر) و(السادات) و(مبارك) وذلك نتيجة للجرائم التي ارتكبها هؤلاء، فالجيش بعيد عن ذلك، وحتى أيام عبد الناصر، كان هناك من يقوم بما كان ضد الإخوان». كما نفى علمه بشخصية رئيس الوزراء الجديد، قائلا: «رئيس الجمهورية صاحب قرار مستقل، ونتعامل معه كما بقية الفصائل، ولن نتدخل في اختيار رئيس الحكومة الجديدة، كما أننا لا نضع أعيننا على وزارات بعينها». واعتبر أن هناك مخططا يديره التابعون لنظام السابق وذلك لإفشال رئيس الجمهورية، وقد بدأ قبل فوزه بمحاولات احتواء الثورة، ومازال مستمرا، مؤكدا ثقته في أن هذا المخطط سيفشل بسبب وعي الشعب ورغبته في دعم وتحقيق برنامج الرئيس، مؤكدا أن «مشروع النهضة ليس مشروع الإخوان، فهم وضعوا بذوره لكنه مشروع الشعب المصري». وفي سياق متصل، استنكر «حسين» توجيه حملات إعلامية «شعواء» مستمرة منذ فترة ضد الإخوان لصالح النظام السابق، معلقا بالقول إن «جزءا كبيرا من إعلاميي البلد لا يبحثون عن المصلحة العامة، ولكن سفاسف الأمور، ومثال على ذلك القصة المختلقة لنجل الرئيس والقلادة المهداة للغنوشي». كما اعتبر أيضا أن تقبيل الداعية صفوت حجازي ليد الرئيس محمد مرسي من «سفاسف الأمور»، مبديا تفاؤله بأن الإعلام ستتغير نظرته «لكن الأمر يحتاج فترة حتى تخف القبضة البوليسية على الإعلام ليعود كل مخلص إلى موقعه». وحول التعامل مع رموز النظام السابق، نفى وجود عداوات مع ضباط الجهات المنية، وأن الدليل على ذلك هو أن «الإخوان علقوا على المشانق وعذبوا حتى الموت، لم يقوموا بالانتقام»، مستدركا بأنه «لا تسامح في الجرائم التي ارتكبت تجاه الوطن وأبنائه». وتابع: «هناك رموز للنظام السابق هم من أفسدوا الحياة السياسية، ومتهمون بجرائم، هؤلاء سيحاسبون بالقانون وبمحاكمات عادلة، وقد رفضنا محاسبتهم أمام محاكم استثنائية، أما من كان عضوا في الحزب الوطني ولم يفسد فهؤلاء أبناؤنا وإخوتنا ولا نستطيع اتهامهم»، مضيفا: «لكن هناك ملفات لمن أفسدوا أمام النيابة، وعلى رأسهم أحمد شفيق وغيره». وحول الرئيس الجديد لحزب الحرية والعدالة، أكد أن اختياره لن يكون بالتعيين كما كان في المرة الأولى، لكن بالانتخاب، مشددا على أن «الحزب مستقل عن الجماعة». واختتم «حسين» حديثه بالتأكيد على أن جماعة الإخوان «غير منافية للدستور»، وأن «الدولة لم تستطع تقديم قرار حلها إلى الآن، والقضايا الموجودة لدى القضاء الإداري ليس لها أساس»، مؤكدا أن الجماعة «لا تقبل بقانون الجمعيات لأننا لسنا جمعية، وستوفق أوضاعها حينما يصدر قانون ينظم عملها».