جددت جماعة الإخوان المسلمين طمأنتها للشعب المصري, والتزامها بكل تعهداتها بالعمل علي مصلحة البلاد, وعدم الاستئثار بالحكم, وانفصال الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة عنها تماما بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية. داعية الجميع للوقوف خلفه للعبور بالبلاد إلي بر الأمان. وهنأ الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة الشعب المصري بانتخاب رئيسه, وطالبه بالاستمرار في حماية الثورة. وحول رؤية الجماعة للفترة المقبلة, قال الدكتور رشاد البيومي نائب المرشد: إن الإخوان يستشعرون هذه المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقها, ويجب أن تدفع الضريبة وهي النهوض مع القوي الوطنية والشعب مصر, مؤكدا ضرورة فتح صفحة جديدة لتحقيق النهضة. وذكر الدكتور محمود عزت نائب المرشد أن الثورة ثورة شعب بأكمله وليست ثورة الإخوان, ولن تنجح الجماعة بمفردها, ولابد أن تكون القوي الوطنية جميعها والشعب بمن فيهم الإخوان يدا واحدة. واعتبر المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام أن فوز مرسي عرس حقيقي للديمقراطية وأول خطوة علي طريق تحقيق أهداف الثورة, وسيكون حافزا لتنفيذ مشروع النهضة الذي تتبناه الإخوان وحزبها الحرية والعدالة. وأضاف ل الأهرام أنه لا تزال هناك خطوات كثيرة لاستكمال نظام سياسي ديمقراطي قوي ومستقر يتضمن مشاركة واسعة للمصريين, به تداول حقيقي للسلطة وفصل بين السلطات واستقلال القضاء وسيادة القانون, وتنفيذ برامج تنمية شاملة تليق بمصر. وأيد الشاطر رؤية مرسي في أن تكون الحكومة الجديدة ائتلافية برئاسة شخصية وطنية مستقلة يشهد لها الجميع بالنزاهة. وبعث نائب المرشد برسالة اطمئنان للشعب قائلا: علي الشعب العظيم أن يعلم صدق جماعة الإخوان فيما تقوله, وإن مرسي رئيس لكل المصريين, ويجب أن نتكاتف جميعا للاستعداد لهذه المرحلة الجديدة التي تبدأ بالبناء. وذكر كارم رضوان عضو مجلس الشوري العام للإخوان أن مرسي هو المسئول عن تشكيل الحكومة, وأن حزب الحرية والعدالة سيتعامل معه كأي فصيل ولن نتدخل في شئونه. وأضاف أن المشاورات بين القوي الوطنية حول تشكيل الحكومة لا تزال جارية ولم يتم الاتفاق علي تفاصيل أو نسبة كل فصيل فيها لأن هذا يعتمد علي توافق القوي الوطنية, كما نفي رضوان استقرار القوي الوطنية علي شخصية لرئاسة الحكومة حتي الآن. وأوضح رضوان أن الحكومة ستكون تكنوقراط والأغلبية فيها من خارج الحرية والعدالة, ورئيسها شخصية وطنية مستقلة, نافيا كل أرقام النسب التي نشرتها وسائل الإعلام التي سيحصل عليها حزب الحرية والعدالة في الحكومة الجديدة, لأنه لم يتم حسم أي شيء, وهذا يتوقف علي تشاورات وتوافق الأحزاب. ونفي ما يتردد عن أنه تم الاتفاق علي شخصية الدكتور محمد البرادعي رئيسا للحكومة, أو وائل غنيم للاتصالات, مؤكدا أن ذلك لا أساس له من الصحة. وأشار إلي أن ظهور غنيم في مؤتمر مرسي قبل إعلان النتيجة لا علاقة له بتشكيل الحكومة, فهو يدعم مرشح الثورة, موضحا أن الحكومة ليست مغنما حتي يتم تقسيمها. وأعلنت الجماعة أنها لا تتدخل ولن تتدخل في شئون الوزارات أو النقابات, فمصر دولة مؤسسات وكل مؤسسة مختصة بذاتها, بما فيها المؤسسات الإعلامية. وأوضح كارم رضوان أن الجماعة لا تعرف سياسية الانتقام ولا تصفية الحسابات وليس بينها وبين الإعلام خصومة, فهي تقدر الإعلاميين, وتثمن دورهم, وما يتردد عن الدفع بإعلاميين وصحفيين تابعين للإخوان في المؤسسات الصحفية غير صحيح. وأكد أن من يسمون بإعلاميي وصحفيي النظام السابق وما يتردد عن عدائنا لهم لا تحمل الجماعة تجاههم أي شيء فهي لا تعرف سياسة الانتقام. رغم اكتواء الجماعة بنيران التعذيب في ظل النظام السابق. وحول التعامل مع الأقباط, قال الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة إن الإخوان يتعاملون مع إخوانهم الأقباط طبقا لتعاليم الدين الإسلامي السمحاء نحن أولي الناس بهم.. وهم منا ونحن منهم, مؤكدا أن المادة الثانية من الدستور المختصة بمرجعية قوانين الدولة للإسلام عليها إجماع وطني, والإخوان ملتزمة بالإجماع, وأن الجمعية التأسيسية للدستور هي المعنية بصياغتها وليس للإخوان شأن في أعمال الجمعية. وفيما يتعلق بملف العلاقات الدولية, أوضح حسين ل الأهرام أن سياسة الإخوان واضحة في هذا الملف, وهي التعامل علي أساس مصلحة الشعب ومعاملة الند بالند, طبقا لما يحقق المصلحة الوطنية, وينطبق ذلك علي كل الدول بما فيها الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ونفي حسين ما تردد عن لقاء جمع الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان والمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة قبل إعلان نتيجة الانتخابات لإتمام صفقة بين الطرفين, مؤكدا أن مثل هذه الشائعات يتردد كثيرا وكلها كاذبة, فالإخوان لا تعرف الصفقات, وهي تقدر دور المؤسسة العسكرية وتتمني أن ينتهي دورها السياسي بعد تأدية واجبها نحو الثورة. ومن جانبه ذكر عبدالمنعم عبدالمقصود محامي الجماعة أن فوز مرسي ليس له علاقة بالوضع القانوني للإخوان, فالجماعة وضعها القانوني صحيح تماما وهي هيئة إسلامية شاملة والقضاء أكد ذلك, وإذا تغيرت قوانين الجمعيات, فالإخوان ستكون أول الملتزمين به كغيرها من المؤسسات المصرية, ولن تتمتع بميزات بعد فوز مرسي. وحول المظاهرات المستمرة في ميدان التحرير وغيره, ذكر عبدالمنعم أبو سيف عضو مكتب إرشاد الإخوان أن الجماعة لم تنزل التحرير بهدف إعلان فوز مرسي, فهي تشارك القوي الوطنية والشعب لتحقيق مطالب الثورة وهي رفض الإعلان الدستوري المكمل وقرار الضبطية القضائية وحل البرلمان, وستستمر في الميدان حتي تتحقق المطالب. وقال إن مصر محور ارتكاز للعالم العربي والإسلامي, وفوز مرسي سيؤثر إيجابيا في عودة دورها الريادي.