يكشف الجزء الثانى من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، مع الدكتور أسامة سليمان، أحد المتهمين الخمسة فى قضية التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، التى تبدأ محكمة أمن الدولة طوارئ، فى 16 يونيو المقبل أولى جلسات محاكمته مع أربعة متهمين آخرين عن تلقى «سليمان» تحويلات مالية من دولة لبنان، إذ كشف البنك المركزى مفاجأة فى تقريره عن الأموال التى تم تحويلها للمتهم الأول، وأكد تحويل هذه الأموال من دولة لبنان وليس من ألمانيا، كما ذكر سليمان فى التحقيقات، كما كشف تقرير البنك عن وجود شبكة كبيرة لتحويل الأموال داخل عدد من البلدان إلى القاهرة وبالتحديد إلى عناصر من جماعة الإخوان المسلمين. وكشف «سليمان» فى التحقيقات عن تعامل شركاته بنصف مليار جنيه، وتحدث عن حقيقة علاقته بقيادات الإخوان بالخارج، وحجم التبرعات والأموال التى نجح فى جمعها وتحويل بعض المبالغ المالية إلى رصيده الشخصى من الخارج، حيث اتهمته مذكرة تحريات مباحث أمن الدولة بتلقى ما يعادل 25 مليون جنيه مصرى من الخارج، من أحد رجال الأعمال بسوريا، طالبت السلطات المصرية فيما بعد بضبطه والاستعلام حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين فى سوريا وعلاقته بالتنظيم الدولى للإخوان. وكشفت التحقيقات عن تسلم نيابة أمن الدولة العليا إخطاراً من وحدة مكافحة غسل الأموال، تضمن تلقى الوحدة إفادة من بنك BNB باريبا، بتاريخ 3 يونيو 2009 بالاشتباه فى «أسامة محمد سليمان» لتلقيه تحويلاً على حسابه بتاريخ 15 يونيو 2009 بمبلغ 500 ألف يورو وهذا التحويل وارد من حسابه الشخصى بالمصرف العربى الدولى، وقيامه بسحب شيك بمبلغ 250 ألف يورو بتاريخ 17 يونيو 2009 للمدعو وائل عويس محمد جبيلى، كما ورد تحويل آخر بمبلغ 400 ألف يورو وتحويل 277 ألف يورو. وإلى نص التحقيق: س: هل حصل رجل الأعمال السورى نور الشاهد، على ضمانات عندما أرسل إليك كل هذه المبالغ؟ ج: لم يحصل. س: هل تعتقد أن ذلك أمر معتاد وفقاً لما يجرى عليه العمل فى مثل هذه الأمور؟ ج: شركات الصرافة تؤمن ذلك. س: لكن التحويل تم على حسابك الشخصى وليس على الشركة؟ ج:.... لا إجابة. س: أين احتفظت بهذا المبلغ المحول الذى قمت بتحويله بعد ذلك؟ ج: على نفس الحساب الشخصى. س: ما قولك فيما جاء بتحريات مباحث أمن الدولة من أنك ضمن عناصر جماعة الإخوان المسلمين؟ ج: لم أنضم إليهم ولا أعرف عنهم أى شىء. س: هل أخطرت البنك الذى تلقيت فيه الأموال على حسابك الشخصى أسباب تحويل هذا المبلغ الكبير؟ ج: أنا أخطرت مدير البنك بعدما تمت التحويلات بالفعل نظراً لوجود بعض الأمور التى كانت تتعلق بالعمل. س: وما هذه الظروف؟ ج: كنت سافرت إلى ألمانيا بعدما سافر نور الشاهد وقابلته فى ألمانيا وأجرينا اتفاقاً على موضوع الأراضى وتحويل الأموال وجميع التحويلات التى تمت، تمت وأنا خارج البلد ولذلك ذهبت لمدير البنك بعد عودتى وذكرت له هذه الأسباب. س: لماذا التقيت نور الشاهد فى ألمانيا؟ ج: تصادف وجوده فى ألمانيا أثناء سفرى إليها ولذلك كانت مناسبة للقائه والاتفاق على العمل. س: لكن لماذا لم يتم هذا اللقاء فى مصر طالما أن موضوع الاتفاق فى مصر؟ ج: نور الشاهد كان سيحضر فعلاً إلى مصر فى يوليو 2009. س: ما الغرض من عقد ذلك اللقاء بينك وبين نور الشاهد تحديداً؟ ج: من أجل عمل اتفاق مكتوب. س: لماذا وقع اختيارك على إرسال هذا المبلغ على حسابك الشخصى بالمصرف العربى الدولى لتلقى التحويلات عليه؟ ج: لأنه لا يخضع للبنك المركزى. س: لماذا؟ ج: لأن البنك المركزى لو علم بقيمة هذه التحويلات سأكون محل مؤاخذة. س: كيف يكون ذلك التحويل محل مؤاخذة إذا كان مصدر تلك الأموال مشروعاً وسيصرف فى عمل مشروع؟ ج: أنا أقول إنه من الممكن أن يكون محل مؤاخذة وليس هناك خطأ. س: ما مصدر أموال نور الشاهد التى أرسلها إليك؟ ج: هذه الأموال مصدرها سوريا وتم تحويلها عن طريق بنك فى ألمانيا بنظام التحويل. س: ما علاقتك تحديداً بجماعة الإخوان المسلمين؟ ج: لا توجد أى علاقة بينى وبين هذه الجماعة. س: هل سبق أن دعيت للانضمام إلى تلك الجماعة؟ ج: لا. س: ما معلوماتك بشأن تلك الجماعة وأهدافها؟ ج: لا يوجد لدىّ أى معلومات. س: ما موقفك الشخصى من دستور جمهورية مصر العربية وقوانينها الوضعية؟ ج: أن أخضع لدستور جمهورية مصر العربية وقوانينها. س: ما موقفك الشخصى من مؤسسات الدولة؟ ج: أنا أحترم مؤسسات الدولة وأتعامل معها. س: ما قولك فيما نسبته إليك تحريات مباحث أمن الدولة من أنك ضمن عناصر جماعة الإخوان المسلمين؟ ج: ظلم وافتراء. س: ما قولك فيما نسب إليك من أنك تباشر نشاطاً تنظيمياً فى إطار انضمامك لتلك الجماعة تمثل فى تلقيك أموالاً على حساباتك الشخصية وحسابات الشركة من أموال تلك الجماعة بإخفاء مصدرها وتمويه طبيعتها؟ ج: حسابات الشركة لم أتلق عليها أى تمويل بأى مبلغ، والتحويل الوحيد الذى جاء على حسابى الشخصى بالمصرف العربى الدولى تحويل من مستثمر سورى بهدف الاستثمار فى مصر وليس له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين. س: ما قولك فيما ضبط فى شركاتك أثناء عمليات التفتيش على أموال مخبأة فى «كيسة» كمبيوتر غير مستخدمة؟ ج: لا أعرف شيئاً عن ذلك وكل ما أعرفه أننى لا أتابع العمل فى الشركات بالتفصيل. س: ما قولك فيما ضبط لديك من أموال سواء داخل شركاتك أو داخل منزلك؟ ج: لا أدرى ما إذا كانت هذه الأموال هى التى تم ضبطها داخل شركاتى ومنزلى أم لا، لأننى لم أكن هناك عندما تم التفتيش. س: ما قولك فيما جاء بتحريات مباحث أمن الدولة من اتفاق بعض القيادات بجماعة الإخوان المسلمين على إعداد مخطط يستهدف نشر أفكار تلك الجماعة ببعض الدول العربية والأوروبية بهدف تكوين بؤر تنظيمية بتلك الدول على غرار البؤر التنظيمية بالبلاد وما يسمى بمرحلة التمكين بالقوة التى يمكن من خلالها تحقيق الخلافة الإسلامية والعالم؟ ج: لا أدرى شيئاً عن هذه البؤر أو هذه الجماعة وليست لى علاقة بجماعة الإخوان. س: ما علاقتك بالمدعو عبدالمنعم أبوالفتوح؟ ج: لا أعرف شيئاً عنه. س: ما قولك فيما جاء بالتحريات من أن البعض شكل لجنة تنظيمية تحت مسمى الاتصال بالعالم الخارجى وكلفت هذه اللجنة بوضع الدراسات والخطط اللازمة لمساندة ودعم حركة تنظيم الإخوان على مستوى الأقطار العربية والأوروبية تحت زعم دعم العمل الإسلامى وحقوق الشعوب بدعم من مكتب الإرشاد العالمى فيما يتعلق بسياساته وتوجهاته ذات البعد الخارجى؟ ج: أنا لا أعلم أى شىء عما جاء فى الاتهامات والتحريات كما لا أعرف من هؤلاء. س: هل تعرف حسين إبراهيم ومحمد سعد توفيق، اللذين يشغلان منصبى نائب مسؤول اللجنة الدولية لما يسمى بالبعوث وما يسمى باللجنة الإقليمية داخل التنظيم؟ ج: لا أعرف شيئاً عن هذا الكلام. س: ما قولك فى أن إبراهيم منير عضو الجماعة، يتولى الأمانة العامة بتلك اللجنة ويضطلع بمتابعة جداول الأعمال وتنفيذ القرارات والتكليفات الصادرة من التنظيم؟ ج: أنا لا أعرف إبراهيم منير ولا أعرف البؤر التنظيمية. س: ما قولك فيما جاء بالتحريات من أن القيادى عبدالمنعم أبوالفتوح يضطلع بالإشراف على الأنشطة الخارجية ويعاون محمد سعيد عليوة ويتولى أشرف عبدالسميع الجزار الإعداد النفسى والبدنى لهذه الوحدات؟ ج: أشرف الجزار نسيبى لكن لا علاقة لى بكل ما ذكر ولا أعلم عنه شيئاً. س: ما قولك فى أن ضمن مصادر تمويل تلك الجماعة قيام قياداتها بالخارج بالتصرف فى بعض الأموال المتحصلة عن طريق الاتفاق مع بعض المستثمرين العرب للدخول فى شراكة لإنشاء مشروعات استثمارية بالبلاد دون الإفصاح لهم عن حقيقة تلك الأموال؟ ج: لا أعرف شيئاً عن كل ذلك. س: لكن التحريات أكدت أن من ضمن الكيانات الاقتصادية التابعة لتلك الجماعة هى شركة «الصباح» للصرافة المسجلة باسمك؟ ج: هذا الكلام غير صحيح وهذه الشركة مؤسسة منذ عام 1995 بأموال شخصية وبأموال شركاء آخرين وليس لها دخل بجماعة الإخوان المسلمين إطلاقاً. س: من بين هذه الشركات شركة «إبرامكو» للصرافة المسجلة باسم شقيقك أيمن محمد سليمان والتى تشارك فيها بجزء من رأس المال؟ ج: غير صحيح وهذه الشركة ليس لها دخل أو علاقة بجماعة الإخوان المسلمين وهذه الشركة أنا كنت شريكاً فيها وانقطعت صلتى بها تماماً عام 2006. س: ما قولك فيما جاء بتقرير اللجنة الثلاثية المشكلة من البنك المركزى المصرى من أنك تحتفظ بثلاثة حسابات بالمصرف العربى الدولى؟ ج: أنا عندى حساب واحد يودع فيه ثلاث عملات. س: وما قولك فيما جاء بالتقرير بأنك تلقيت على حسابك بعملة اليورو ثلاثة تحويلات بقيمة 2 مليون و800 ألف يورو؟ ج: نعم أنا جاء لى تحويلات من المستثمر السورى نور الشاهد. س: ومن أين تم تحويل تلك المبالغ التى حولها إليك؟ ج: هو حولها من سوريا عبر ألمانيا. س: لكن التقرير أكد أن تلك الأموال تم تحويلها من لبنان؟ ج: هو من سوريا وهذا الذى أعرفه. س: ما قولك فيما جاء بتقرير البنك من أن تلك التحويلات تمت بناء على أمر شخص يدعى ياسر جابر قلشج؟ ج: أنا لا أعرف هذا الاسم. س: بماذا تعلل ذلك؟ ج: تحليلى أن نور الشاهد جعل هذا الشخص هو الذى يقوم بتحويل هذه الأموال. س: لكن ما صلة المدعو ياسر جابر قلشج بالمجموعة العالمية للصرافة؟ ج: لا أعلم. س: لكن لجنة البنك المركزى انتهت إلى أن تلقيك تلك التحويلات الهدف منها إخفاء وتمويه طبيعة مصدر تلك الأموال وهو الأمر الذى يشير إلى وجود شبهة «غسل أموال»؟ ج: هذا تفسير خاطئ من اللجنة لأن التحويل كان من جهة معلومة وليس لى أى علاقة بغسل الأموال.