طالبت 8 منظمات أمريكية غير حكومية أمس إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تتعامل بحزم وتعمل على «محاسبة» مختلف الأحزاب التى شاركت فى عملية السلام فى السودان، وأكدت المنظمات الكبرى فى تقرير لها أمس: «تجدد الحرب لا يمكن تفاديه إلا إذا طبقت إدارة أوباما سريعا سياستها بالضغط على الأحزاب التى تتراجع على صعيد التزام المعايير الحيوية لضمان سلام دائم فى السودان». ومن جانبه، قال جون نوريس مدير منظمة «إيناف بروجيكت» إن «اتجاهات سلبية عدة يتم رصدها فى السودان وإمكان تجدد عنف أكثر خطورة لا يزال موجودا»، فيما أكد مارك لوتفيس من «ائتلاف إنقاذ دارفور» قائلا: «لقد مضت 6 أشهر على تطبيق السياسة السودانية للرئيس أوباما ولا تقدم ملموساً نحو السلام والأمن أو العدل فى السودان». وفى سياق متصل، أعلن مساعد الرئيس السودانى نافع على نافع أن الحكومة الجديدة لن تكون «ائتلافية» وإنما ستضم الذين يشاركون الرئيس الفائز عمر البشير فى أفكاره بما يحمل دلالات على إمكانية حدوث صدام بين النظام والمعارضة فى المستقبل القريب. وقال نافع فى مؤتمر صحفى أمس الأول فى الخرطوم إن حزب المؤتمر الشعبى الذى يترأسه البشير لن يجرى مشاورات قبل تأليف الحكومة وأن هذه الحكومة لن تضم أولئك الذين لا يشاركون الرئيس فى برنامجه مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستجرى بعد 4 سنوات. وأضاف أن الحكومة لن تكون ائتلافية بل قائمة على أساس برنامج سياسى مشيرا إلى أن الرئيس البشير يحتفظ بالحق فى تعيين وزراء من غير الفائزين فى الانتخابات التشريعية، وتوقع نافع أن يجرى تشكيل الحكومة فى أواخر مايو وبداية يونيو المقبل. ومن المعروف أن الانتخابات العامة التى جرت فى السودان أسفرت عن فوز البشير الذى وصل إلى السلطة إثر انقلاب عسكرى فى يونيو 1989، وجرت هذه الانتخابات بموجب اتفاق السلام الشامل الذى ينص أيضا على إجراء استفتاء شعبى فى يناير المقبل حول انفصال الجنوب. وجاء ذلك فى الوقت الذى هنأ فيه الرئيس التشادى إدريس ديبى نظيره السودانى بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، وقال فى رسالة نشرتها الرئاسة التشادية: «تلقيت بفرح كبير انتخابكم الباهر لأعلى منصب فى بلدكم العظيم السودان.. إن انتخابكم يدل على ثقة الشعب السودانى الشقيق بكم»، وأضاف: «أنا مقتنع بأن انتخابكم سينعكس تعزيزا للعلاقات بين بلدينا والشعبين السودانى والتشادى وسيتيح التوصل إلى سلام فى دارفور». وكان ديبى زار السودان فى فبراير الماضى، وهى الزيارة التى رأى عدد من المراقبين فيها دلالة على التهدئة بين الخرطوم ونجامينا بعد فترة طويلة من تبادل الاتهامات بدعم المتمردين فى البلدين. فيديو مستقبل السودان بعد الانتخابات على الرابط التالى: