بدون مجاملة يكتبها : مصطفى عبدالله

لست محللاً فنياً ولا أبغى أو أريد، ولكننى سأنقل وجهة نظرى بعيداً عن العواطف أو الألوان، وأعترف بأن الزمالك كان يستحق الفوز لولا روح الفانلة الحمراء وبرود وموهبة بركات الذى انتزع التعادل فى الوقت القاتل، عموماً كان اللقاء مثيراً وجميلاً يليق بسمعة القطبين والكرة المصرية خاصة الأبيض الذى قدم أبناؤه عرضاً جميلاً وهاجم من الدقيقة الأولى، مما أسفر عن هدف مباغت أفقد لاعبى الأهلى التركيز وسيطر على مجريات الأمور بفضل الخطة المحكمة لمديره الفنى حسام حسن، وتحكم فى منطقة المناورات والضغط على الخصم وتماسك الدفاع بقيادة فتح الله وسلطان مع فرض رقابة لصيقة من الصفتى العنيف على متعب، والتفاهم والتألق الواضح للثنائى المحمدى وشيكابالا الذى يستحق لقب نجم المباراة،
أما الأهلى فقد بدا مفككاً وارتبك دفاعه خاصة من الجهة اليمنى التى شغلها أحمد على وشريف عبدالفضيل ففقد منطقة الوسط وكثرت التمريرات الخاطئة والطائشة وحالة التوهان التى سيطرت على أداء أحمد حسن وعبدالله فاروق وعدم توفيق أبوتريكة البعيد عن مستواه منذ فترة حتى أفاق الأهلى بعد هدف القناص متعب، ثم عادت حالة التوهان من جديد بعد أن تقدم الزمالك عن طريق المحمدى، وقبل نهاية الشوط الأول نجح متعب فى خطف التعادل،
ورغم تحسن أداء الأهلى منذ بداية الشوط الثانى فإن الزمالك كان الأكثر استحواذاً وخطورة، وبعد أن ظن الجميع أن النتيجة ستظل كما هى حتى النهاية ومن خطأ لا يغتفر لأحمد عادل عبدالمنعم الذى لم يحسن استقبال تسديدة ضعيفة لأحمد جعفر لترتد إلى قدم محمد عبدالشافى ليعيد التقدم للزمالك من جديد، وقد أحس البدرى بخطورة الموقف فدفع بأسامة حسنى بدلاً من عبدالله فاروق لزيادة فاعلية الهجوم، وفى الوقت الضائع نجح بركات باقتدار فى إحراز هدف التعادل القاتل لتتنفس جماهير القلعة الحمراء الصعداء وتعود الفرحة بالنجاة من هزيمة ثقيلة.
مبروك على أداء الزمالك، وروح وكفاح لاعبى الأهلى، ومبروك للجماهير الذين قدموا صورة حضارية للتشجيع بعيداً عن الألفاظ والسباب والاشتباكات والخروج عن النص والمهزلة التى وقعت فى مباراة الزمالك مع الشرطة، ومبروك لرجال الأمن الذين تعاملوا مع الجميع بجدية واحترام. مبروك للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية للفريقين الذين لم يفتعلوا أى أزمة قد تؤثر على سير اللقاء، مع تهنئة خالصة للحكم السويسرى ماسيمو بوساكا ومساعديه الذين قدموا دروساً مستفادة لكل حكام مصر فى إدارة المباريات، أما مخرج المباراة فيستحق عن جدارة واستحقاق لقب أسوأ إخراج فى تاريخ الكرة المصرية.
سؤال برىء للكابتن محمد حسام: هل يتساوى سعر حكام سويسرا وأوروبا الغربية مع حكام المجر وتونس!
هالنى ما صرح به جراح القلب العظيم مجدى يعقوب لبرنامج «من قلب مصر» الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى حين ذكر أن قلوب المصريين الأكثر ألماً ومرضاً مقارنة بقلوب مواطنى العالم بسبب تلوث الهواء وانتشار التشوهات وصدمات القلب والحمى الروماتزمية وكثرة الأكل والإحساس بالحزن الشديد والقهر والظلم.. وأضع أكثر من خط أحمر عريض تحت آخر كلمتين.