جاءنا المسرح العربى من سوريا، حيث تعود بدايته هناك إلى عام 1871، وقد جاءنا على يد الجد الأكبر للشاعر نزار قبانى أبوخليل القبانى، الذى يعتبر أول مؤسس لمسرح عربى، وقد هبط مصر وقدم عروضا مسرحية وغنائية رائدة منها: ناكر الجميل وأنس الجليس وغيرهما والمسرح مجرد ملمح حضارى صغير من حضارة سوريا الغنية الشقيقة، التى تتمتع بتاريخ زاخر على أكثر من صعيد آخر نذكر بعضاً منه هنا بمناسبة مرور 64 عاما على انتهاء الانتداب الفرنسى لها، الذى حدث فى مثل هذا اليوم 17 أبريل عام 1946، أما عن اسم سوريا ذاته فقد تعددت الروايات حول معناه ومصدره فقيل إن سوريا، عرفت بهذا الاسم فى زمن السلجوقيين، وقيل أيضا إن أول من سماها بهذا الاسم هم اليونانيون، وقيل أيضا إن هيرودوت أول من سماها سوريا وتبعه فى ذلك اليونانيون والرومان، وقيل إن الذى حملهم على هذه التسمية أنها سميت سوريا نسبة إلى صور مدينتها البحرية، وقيل إن اليونانيين سموا هذه البلاد سوريا نسبة إلى آسور أو آسيريا بلاد الآشوريين، أما عن تاريخها فيعود إلى أولى الحضارات الإنسانية فى بداية العصر البرونزى، وتعتبر موطناً لأقدم الحضارات فى الشرق، ولقد كانت دمشق مثلا مأهولة منذ 8000 إلى 10000 عام قبل الميلاد، وقد تعاقب على سوريا الكثير من الحضارات، حيث تعاقب عليها السومريون والأكاديون والأموريون والبابليون والآراميون والآشوريون والفرس واليونان والرومان والعهد الراشدى والعهد الأموى والعهد الأيوبى والمماليك والعثمانيون ثم الإنجليز والفرنسيون ثم الدولة العربية ثم الانتداب الفرنسى الذى انتهى فى 1946، وصارت تعرف باسم (الجمهورية العربية السورية)، وتتمتع سوريا بطبيعتها الجميلة المتنوعة ما بين السهول والجبال والأنهار والصحراء والغابات الساحرة والمناخ المعتدل، مما جعل منها بلدا مهماً على خارطة السياحة، فهناك أيضا مئات المواقع والمدن الأثرية وعشرات المصايف إلى جانب السياحة الدينية حيث سوريا موطن للمرجعيات والمعالم الأولى للمسيحية والمعالم الإسلامية مثل المساجد التاريخية كالجامع الأموى ومقام وجامع السيدة زينب والسيدة رقية وكذلك الأسواق التاريخية مثل سوق الحميدية وسوق مدحت باشا وحلب وحمص وحماة وغيرها، ويدعم هذا الكثير من الفنادق متفاوتة المستوى والمنتجعات والمقاهى والكازينوهات على السواحل والشواطئ غير المتاحف السورية الكثيرة وعلى رأسها متحف دمشق الوطنى.