بدأت الولاياتالمتحدة استعداداتها للقيام بأكبر مجهود لوجيستى (نقل جنود وعتاد) منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك لنقل 30 ألف جندى من العراق إلى أفغانستان فى عملية تشكل مؤشرا واضحا على تغير أولويات الحرب الأمريكية على «الإرهاب» ووضع أفغانستان فى صدارة تلك الحرب بدلا من العراق بما يعكس اشتعال جبهة كابول وهدوء جبهة بغداد، وذلك على الرغم من استمرار أشكال للعنف فى العراق أحدثها مقتل 25 من مقاتلى الصحوة وذويهم بعد تعذيبهم. وقال الجنرال ويليام وبستر الذى يشرف على هذه التحركات «إنها أكبر عملية منذ الحرب العالمية الثانية»، إذ يتعلق الأمر بإرسال 30 ألف رجل وأطنان من المعدات والذخيرة إلى أفغانستان مع سحب عشرات الآلاف من الجنود من العراق فى الوقت نفسه وكل ذلك قبل سبتمبر. كما يجرى إخراج نحو 2.8مليون قطعة من العتاد من العراق فى إطار الانسحاب الأمريكى الجارى من هناك، وعلى الجيش أن يقرر إرسالها إلى أفغانستان أو الولاياتالمتحدة أو تركها فى العراق كما صرح الجنرال وبستر فى مؤتمر عبر دائرة تليفزيونية من الكويت. وأضاف وبستر أن «قسما سيرسل إلى أفغانستان» حيث من المقرر أن يرتفع عدد الجنود الأمريكيين إلى 100 ألف هذا الصيف و«قسما آخر سيعاد إلى الجيش ليستخدمه الجنود فى عمليات التدريب» فى الولاياتالمتحدة. وفى مؤشر على عودة العنف، قام مسلحون يرتدون زيا عسكريا فى عملية منظمة بقتل 25 شخصا من عائلات تنتمى إلى قوات الصحوة فجر، أمس (السبت)، فى إحدى القرى التى كانت بين آخر معاقل تنظيم القاعدة جنوب بغداد. وقال مصدر فى وزارة الداخلية إن «مسلحين يرتدون زيا عسكريا ويستقلون سيارات مماثلة لتلك التى تقودها قوات الجيش اقتحموا ثلاثة منازل فى قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب وأقدموا على قتل 25 شخصا بينهم خمس نساء»، مضيفا أن المسلحين قيدوا القتلى قبل أن يطلقوا النار عليهم. وأضاف أن «الضحايا تعرضوا للضرب والتعذيب بحيث كسرت أياديهم وأرجلهم كما تم إطلاق النيران على مناطق مختلفة من أجسادهم».