منذ أن بدأت الحرب على العراق فى عام 2003 حرصت الأممالمتحدة على طمأنة الرأى العام العالمى على أنها سوف تكون «حربا نظيفة» وعلى الرغم أن مفهوم أى حرب لا يمكن أن يكون نظيفا ذهب جنود الجيش الأمريكى إلى العراق وكأنهم أبطال فاتحين وسريعا ما تحولوا إلى أشلاء ممزقة ضحية لأكبر حرب منذ الحرب العالمية الثانية. فإذا كان هؤلاء الجنود الأمريكيون الجرحى والقتلى قد تلقوا أفضل رعاية طبية ودعم من بلادهم، إلا أنه لم يكن فى الإمكان محو الآثار الجسدية والنفسية التى خلفتها لهم تلك الوصمة إلى درجة انتحار العديد منهم. لذا كشفت مصادر أمريكية مؤخرا أن موقع «ويكيليكس» الإلكترونى- المتخصص فى بث وثائق سرية عن حرب أفغانستان- يعتزم خلال الأسابيع القادمة بث وثائق جديدة ولكن هذه المرة عن الحرب فى العراق. إذ أعلن «جوليان أسنج» رئيس تحرير الموقع المذكور رفضه الإدلاء بأية معلومات حول كيفية حصوله على الآلاف من الوثائق السرية الخاصة بحرب الولاياتالمتحدةالأمريكية فى منطقة وسط آسيا والعراق. وفى مؤتمر صحفى عقد فى مدينة «استكهولم» السويدية صرح «جوليان» بأن فى حوزته 15 ألف وثيقة سرية جديدة عن خفايا تلك الحروب مدعمة بصور أشلاء الجنود الأمريكية من القتلى والجرحى. ومن المتوقع أن يكون أهم ما ستكشفه هذه الوثائق السرية هو أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش كانت تخطط لاجتياح العراق منذ بداية عهدها عام 2001 أى قبل ثمانية أشهر من أحداث الحادى عشر من سبتمبر هذا ما أشار إليه أيضا كتاب للصحفى الأمريكى «رون سوسكند» بعنوان «ثمن الولاء» الذى نشر فى عام 2004 وتحدث الكاتب فيه عن دهاليز السلطة فى واشنطن مؤكدا على نوايا «بوش» الابن فى الاستيلاء على الثروات النفطية فى العراق واعتمد الكاتب فى بحثه على عدة وثائق رسمية وسرية أكدت أنه فى أول اجتماع لمجلس الأمن الوطنى الأمريكى فى فبراير عام 2001 قال «بوش» الابن لمستشاريه: «عليكم أن تجدوا لى الوسيلة للقيام بالعملية». كما أوضحت وثائق سرية أخرى تلك الصلة التى تربط بين ما يسمى بالحرب على الإرهاب وبين المغانم النفطية. من بين هذه الوثائق واحدة تحمل عنوان «حروب بوش من أجل البترول فى العراق» وأخرى بعنوان «حروب بوش من أجل البترول فى آسيا الوسطى». الأمر الذى أكد فيما بعد أن هاتين الحربين كانتا مفتعلتين من أجل الاستيلاء على أكبر احتياطى للبترول فى العالم. إذ أن ليلة الحرب على العراق. كان نصف البترول الخام المستهلك فى الولاياتالمتحدة يأتى عن طريق الاستيراد، الأمر الذى وصفه «بوش» الابن وطبقا للوثائق السرية، أنه وضع لا يمكن تحمله. وقبل انتخابات الرئاسة الأمريكية فى شهر نوفمبر عام 2000 أعلن المحافظون الجدد أن العراق يمتلك ما بين 10 آلاف و30 ألف مليار عن الدولارات من احتياطى البترول الذى أصبح حيويا بالنسبة للمصالح الوطنية والأمنية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. يحمل هذا الفصل عنوان «إعادة بناء منظومة الدفاع الأمريكية» وذلك بهدف تأمين واتساع رقعة النفوذ الأمريكى فى العالم كله وخاصة فى العراق وكوريا الشمالية. الأمر الذى كان يعنى تطبيق ذلك البرنامج المكلف والذى ربما لن يتقبله الشعب الأمريكى، لذا قالوا وطبقا للوثائق السرية إنه: حتى تتغير المفاهيم فى الولاياتالمتحدة ومن أجل مواجهة المعارضين لابد أن تمر البلاد بعملية مثل ما حدث فى «بيرل هاربر» حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكى فى ذلك الوقت «رونالد رامسفيلد» قائلا: لنترك سياسة كلينتون لإسرائيل وفلسطين وعلينا البحث عن صدام». كما ذكرت التقارير أعمال السلب والنهب التى قام بها الجنود الأمريكيون للمبانى الحكومية والمتاحف والقصور والوثائق التراثية المهمة حيث اختفت كنوز هى الأكبر فى تاريخ الإنسانية ومن بين كواليس أكبر قوى عظمى تلك الوثائق السرية التى تحمل اسم «موجات الموت» وهى عبارة عن تفاصيل الأسلحة التى استخدمت فى الحرب على العراق والمسماة «أر. أف. أم. أوه» وهى مجموعة من الأسلحة تنتمى إلى نوع «الأسلحة ذات الطاقة الموجهة» بما فيها الليزر والمدافع الجزئية الذرية الدقيقة، هذا بالإضافة إلى أسلحة الموجات الدقيقة القوية والفعالة التى تسمى بالقنابل «إيه. أم» الإلكترونية المغناطيسية التى يمكن استخدامها عبر الطائرات. هذه القنابل التى حلت مكان القنابل الذرية ذات تأثير قوى على الجسم بما فى ذلك إتلاف المخ والعين والرقبة والقلب والخصيتين. أدت هذه الوثائق السرية عن حرب العراق إلى تدقيق جندى أمريكى فى محاولة لمعرفة الأسباب التى دفعته إلى كشف وإفشاء العديد من الحقائق. ونقلا عن وكالة الأنباء الكوبية «برسا لاتينا» أن البنتاجون أكد يوم 29 يولية الماضى أنه تم القبض على الجندى «بردلى ماننج» وأودع فى السجن كمسئول وحيد عن فضح الوثائق العسكرية الخاصة بحرب أفغانستان والعراق. كما شرح المتحدث الرسمى بوزارة الدفاع الأمريكية على شبكة «السى. إن. إن» موضحا أن «ما ننج» الذى يبلغ الثانية والعشرين من العمر توصل إلى شبكة البصمات الخاصة بجهاز الاستخبارات، وقام بإفراغ ونقل الآلاف من الوثائق السرية الأرشيفية ثم قام ببثها على البريد الإلكترونى. وأن هناك تحقيقا جنائيا يجرى معه إلا أنه يرفض التعاون مع فريق المحققين. والوثائق السرية التى تم بثها على موقع «ويكيليكس» الإلكترونى حتى الآن تنقسم إلى مائة نوع أو صنف تتناول مواضيع مختلفة مثل عملية ملاحقة «أسامة بن لادن» وصولا إلى القواعد العسكرية للمدنيين المسلحين فى الحرب على أفغانستان. ولكن من المؤكد أن هناك حوالى 76 ألف وثيقة سرية تم بثها لتصبح تأكيدا على أكبر عملية اختراق عسكرى للبنتاجون منذ سنوات الحرب على فيتنام.