الاسم: أحمد مسطرد.. المهنة: سواق ميكروباص الهواية: شعر وقصة.. كلمة السر: الناس تعبانة

طوال رحلته بالميكروباص بين شوارع مصر وحواريها، لا يكتفى أحمد سعيد -الشهير ب«أحمد مسطرد» - بالقيادة ومتابعة الركاب وجمع الأجرة، بل يراقب بعينين فاحصتين أحوال البلد وناسه، وعندما يعود إلى منزله فجرا، يمسك بكتاب من مكتبته ليغذى عقله وموهبته ويتمكن بعد ذلك من نسج بعض أبيات الشعر وفقا لما يراه يومياً.
أحمد يهوى القراءة منذ طفولته، وكون مكتبة كبيرة فى بيته شكلت وعيه وعلمته كيف يرى الأحداث برؤية مختلفة، ليكتبها فى خواطره اليومية وأشعاره: «عندى أجندة فيها 100 صفحة بكتب فيها خواطر وشعر فى حب مصر أو فى الحب ذات نفسه».
 وفى الوقت الذى يستمتع فيه زملاؤه السائقون بالاستماع إلى أغانى شعبان عبدالرحيم وغيره من المطربين الشعبيين، يستمتع أحمد بقراءة دواوين نزار قبانى وفاروق جويدة وإيمان بكرى.
لم يتوقف نشاط أحمد على الخواطر والشعر، حيث تعدى ذلك ليكتب قصصاً قصيرة، لكنه مازال يبحث عن طريقة لنشرها، وعن أهم ما كتبه فى هذا المجال قال: «كتبت قصة عن طفل صغير يمر من طريق فيجد رجلا كبيرا يحكى له عن زمن مضى، فيكبر الطفل ويعيش الحياة بقسوتها وحلوها ومرها، ويقرر أنه عندما يرى طفلاً صغيراً يحكى له أيضا عن زمن مضى مثلما فعل الرجل الكبير معه، ويحكى من خلال روايات العجوزين عن واقع الحياة التى نعيشها».
عبر رحلته اليومية التى تبدأ فى الحادية عشرة صباحاً، وتنتهى 3 فجرا، لخص أحمد ما يراه من خلال احتكاكه فى الشارع: «الناس تعبانة وعاوزين حد يحس بيهم وحرام اللى بيحصل فيهم دا»، ويبرر أحمد عمله بهذه المهنة لمن يستغرب أمره قائلا إنه حريص على حضور الندوات الثقافية التى يقابل فيها الكثير من المثقفين وصفوة المجتمع: «معايا مؤهل فنى تجارى، وماينفعش اشتغل 18 ساعة وفى الآخر آخد ملاليم، ولأن والدى كان سائق وأنا متمكن من السواقة قلت أستفيد بالمهارة اللى عندى دى».
ولكن لا يعنى ذلك أن أحمد غير راض عن مهنته بل يدافع عنها قائلا: «سائق الميكروباص هو أكفأ سواق فى مصر.. بس مش بيحب حد يستفزه، وكمان السواقين أنواع: فيه سواقين على عربيات (تويوتا نظيفة) ودول بيخافوا على عربياتهم وبيسوقوا باحتراف، وفيه سواقين عربيات أى كلام بنسميها (صفائح الزبالة) ودول بيبقوا عيال صغيرة مش خايفين على حاجة وهما دول اللى بيصدر منهم مخالفات»، لذلك يرى أحمد أن سائق الميكروباص برىء من اتهامه بالقيادة غير الأخلاقية.